الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مشايخ السنة أبا بكر الصديق ولا ساسة الشيعة علي بن أبي طالب

جاسم محمد كاظم

2012 / 6 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في واحدة من الحوارات والبرامج المسيسه التي لا يكون من بثها سوى تسويق الفرد لنفسه فقط . ذهب احد المشايخ مستعينا بواحدة من الآيات القرآنية مفضلا واحد من مشاهير المسلمين على أخر .
ولو كانت الإذن البشرية تستطيع استلام ذبذبات دواخل النفس المخفية لكان لسانه يقول نحن أفضل منكم فنحن على الحق وانتم على الباطل وعلى هذا المنوال فالسلطة من حقنا إلى الأبد .
وانتهى هذا الشيخ الدكتور بنتيجة حاسمة لا تقبل النقاش بان أبا بكر الصديق هو الأتقى وبالتالي فهو الأفضل والأحق من علي بن أبي طالب بالسلطة الذي يقول فيه مشايخ الشيعة بأنة ولايته كانت ربانية وأنة أفضل الخلق بعد النبي علما وشجاعته وحكمة .
ولو عدنا إلى كتب التاريخ التي دونت للاثنين بحيادية نجدها تقول في حق أبو بكر الصديق أنة كان صديقاً للنبي قبل بعثته موحدا يتعبد بدين إبراهيم كما يذكر أبو موسى الحريري في كتابة " قس ونبي " .
امن أبو بكر بالنبي محمد بيومه الأول للبعثة وحاز على أول المصدقين وسار هذا الصديق على هذا المنوال منفقا أكثر ثروته وتجارته في سبيل الدعوة التي نادت في أول أمرها بالعدالة والمساواة بين الناس وإنصاف الضعفاء والمساكين من بطش المستغلِين ولو قورنت أملاك أبو بكر الصديق وثروته بتجارة وملاك اليوم ربما تساوت في قيمتها مع ثروات ملاكي مصانع السيارات في ألمانيا و ايطاليا واليابان .
وتضيف كتب التاريخ في مسيرة هذا الرجل حين وصل به الأمر إلى إن يكون رجل الأمة الأول بعد رحيل نبيها المؤسس أنة لم يأخذ عطائه من بيت المال بنفسه بل إن الصحابة هم من حدد له ذلك العطاء أسوة بباقي المسلمين .
عاش أبو بكر الصديق عيش الفقراء وهو السيد الحاكم الذي خرجت جيوشه الهائلة من جزيرة العرب وبدأت تقارع اقوي إمبراطوريات العالم القديم ولم تطأ قدماه عتبات القصور أو تكتنز خزائنه بالذهب الوفير بل كان نص خطابة لامته " أطيعوني ما أطعت الله فيكم " ولم يفضل نفسه على غيرة بأول يوم لخلافته وهو يقول " وليت عليكم ولست بخيركم " .
ولم يختلف أمير العدالة الخالد عن صاحبة الأول حين أجمعت كل كتب السير في تبجيل سيرته العطرة بالقول بأنة لم يجلس في قصر الإمارة لعفته وزهده في الحكم ولعفته نفسه الأبية كان يشاطر أصحابة صعوبة العيش و لم يتفرد في العطاء واخذ المرتب العالي من بيت المال وحين يعترض بعض الأصحاب على أن يزيده في العطاء على البعض الآخر لأنة من السباقين في دخول الدين كان علي يأخذ بعض التراب ويضعه مع بعضة الآخر ويقول( ما أظن الله فضل هذا على هذا) .
وكان تعامله مع ولاته شديدا في الحق فكان يعزل الوالي بمجرد أنة لبى دعوة لملى معدة خاوية عند بعض الأعيان والمرابين مثل ما صنع والي البصرة "عثمان ابن حنيف ".
واشتهر علي بحبة للفقراء والرأفة بهم ولقب بكافل اليتامى والمساكين والية ينسب القول المشهور (لو كان الفقر رجلا لقتلته ) .
ووضع علي لدولته نظاما لتوزيع الثروة يشبه الضمان الاجتماعي للدولة الحديثة للإنفاق على أولئك الذين لم يستطيعوا العمل حتى يروي التاريخ عنة أنة أضاف عطاء آخر لخازن بيت المال الذي سأله عن سر هذه الزيادة فقال له (إن واحد من أهل الكوفة رزق بمولودة جديدة ).
إن من يقرا سيرة هذين العادلين ويقارنها بأولئك الذين يدعون تبعيتهما على اختلاف المذهب والملة يجد بونا هائلا بين الادعاء والعمل وتسييس التاريخ وتزويره من اجل المصلحة حين نرى بأم العين مقدار ما يتملك هؤلاء المدعين من الساسة والمشايخ من الرواتب الخيالية و الثروات والأموال الهائلة والقصور الفخمة بينما يعيش الملايين تحت خط الفقر المدقع في بلد تصل ثرواته النفطية إلى فوق ال100 مليار دولار .
إن دين اليوم الذي نشهده ونراه ونسمع أكثر نصوصه من فم المشايخ والساسة دين جديد قوامة المشايخ والساسة والبحث عن المصالح الشخصية لا يمت بصلة أو بقرابة لذلك الخليفة الزاهد لأبي بكر الصديق أو أمير العدالة الخالد .
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الادعاء شيء والحقيقة شيئ آخر!
فهد لعنزي السعودية ( 2012 / 6 / 26 - 04:38 )
هذا هو الدين الذي بين ايدينا ـ علما باني لا اوؤمن بدين ـ هو التسنن الاموي والتشيع الصفوي. وقانا الله واياك شر الاثنين وصدق شاعركم العظيم محمد مهدي الجواهري:
على باب -شيخ المسلمين - ، تكدّسَتْ *** جياع ٌعلتهم ذلة ٌ وعراة ُ
هم القوم احياءٌ تقول كأنهم *** على باب - شيخ المسلمين - مواتُ
يلم فتات الخبز في التـُرْب ِ ضائعا *** هناك واحيانا تـُمص نواة ُ
بيوت على ابوابها البؤس طافحٌ *** وداخلهن الاُنسُ والشهوات ُ
تحكم باسم الدين كل مذمم ٍ *** ومرتكب حفـّتْ به الشبهاتُ
وماالدين الا ّ آلة ٌ يشترونها *** الى غرض يقضونه وأداة ُ
وخلفهم الاسباط تترى ، ومنهم ُ *** لصوصٌ ومنهم لاطة ٌ وزناة ُ
فهل قضت الاديان ان لاتذيعها *** على الناس الا هذه النكراتُ
سلام عليكم.


2 - يالها من ابيات رائعة
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 6 / 26 - 17:20 )
تحيةخالصة للاخ فهد ويالها من ابيات رائعة تلخص فكرة المقالة تحياتي

اخر الافلام

.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام


.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى




.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي