الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خوازيق الخلافة العثمانية

رأفت عبد الحميد فهمي

2012 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ا
مازالت الإمبريالية التوسعية في أبشع صورها وأشنع تجلياتها تتيح للأطماع البشرية أي كانت انتماءتها الدينية والسياسية أن تنتهك البلاد الأمنة وأن تطأ جيوشها أراضي الغير فيما هو أبعد من حدودها بحثا عن الثروات والخيرات التي يحوزها الأخرون حيث ينعم البرابرة بسرقة ونهب ثمار كد وعرق تلك الشعوب مثلهم مثل الضباع والذئاب والأسود في سعيهم نحو افتراس ضحاياهم . تلك الألية المتوحشة والتي تحكم سيرورة الغابة لها ما يبررها في سعي الحيوان المفترس لتأمين قوت يومه و منطقة نفوذه وحفظ ممتلكاته من الأناث التي يستأثر بها وحماية ذريته من الجراء مع ضمان تدفق الطعام له و لعائلته. تلك الألية الغريزية الهجومية العمياء في الأعتداء والنهش والإفتراس قد فرضتها حاجاته الغريزية ذات الشبق العارم للجوع في الإستحواذ والبطش ونهش الفريسة سواء قبل أو بعد قتلها . هذا ما نراه يحدث بكامل حذافيره لدى الجماعات البشرية حين تسعي نحو السطو على مقدرات الشعوب الأخرى بنفس ذات المطالب الغريزية ليست العمياء فحسب بل المطالب المبصرة بل المؤدلجة بشتى التنظيرات والإفتراءات والتي تبحث عن أشاوس المشيخة الدينية العليا لإنتاج الفتاوى كي تؤاءم أطماع الطامعين من الحكام والسلاطين وذلك بإختلاق المبررات التي تتماشى مع الدوافع الحقيرة نحو استلاب ثروات الشعوب الأخرى .هذا هو ماحدث لدى السلطان العثماني المسلم الخنكار "سليم بن بايزيد بن عثمان بن أرطغرل" حين سال لعابه واحتقن شبقه نحو احتلال مصر أرض الحضارات العريقة و هي دولة المماليك الجراكسة البرجية و التي دامت ثلاثة قرون منذ شجرة الدر وسيف الدين قطز والظاهر بيبرس والأشرف قايتباي والأشرف قلاوون حتى السلطان قانصوة الغوري والأشرف طومانباي حافظت خلالها على مقدسات الأمة الإسلامية من الهجمة الكارثية لهولاكو ووقفت سدا منيعا أمام جحافل التتار تلك الدولة الفتية تربع حكامها عرشها حتى اليمن جنوبا ونهر الفرات و جبال طوروس شمالا وعلى شاطئ بحر الروم من خليج الإسكندرونة حتى بلاد برقة غربا وعلى ضفاف النيل حتى أعالي النوبة .مصر التي كانت تتميز بخصوبة أراضيها الممتدة على ضفتي أطول أنهار العالم كما تشرف أراضيها المنبسطة بفضل موقعها الجغرافي الفذ أن تطل وتمتلك ساحليين عظيمين أحدهما البحر الأبيض المتوسط شمالا و البحر الأحمر شرقا بالطبع لم تكن مصر وحدها هي المبتغى الأوحد بل شملت الأطماع فيما عرف بالهلال الخصيب من أرض الرافدين دجلة والفرات مرورا بالشام حتى جنوب مصر . لذا لم يألو السلطان سليم الأول جهدا في استحضار أساطين الكهنة وهم كبار المشيخة الإسلامية في اسطنبول والذين يسميهم العلماء كي يقدموا لرهجه وشراسته كل الفتاوى الجائرة التي يبرر بمقتضاها أسباب حملته العسكرية وخروجه بجحافل جيوشه الجرارة لغزو واحتلال الشام ومصر والتي كانت تحت حكم المماليك البرجية حيث السلطان قنصوة الغوري ونائبه القائد الأشرف طومانباي .وما يهمنا هنا ويثير حفيظتنا هي المبررات التي لجأ إليها السلطان الجائر "سليم بن بايزيد" في اضفاء الشرعية الدينية والتي بمقتضى فتاوي كهنة اسطنبول المسلمين حدث الغزو والإحتلال انظر إلى تلك المحاورة كما جاءت في كتاب فون هامر في تاريخه الكبير للدولة العثمانية :
فقد أرسل السلطان سليم يستفتي الشيخ علي جمالي أفندي في ثلاث مسائل
الأولى إذا نادى أحد سلاطين الإسلام بالجهاد لإبادة المارقين أي العجم فصادفته عوائق بسبب المساعدة التي يبذلها لهم سلطان أخر من سلاطين المسلمين فهل تبيح الشريعة الغراء لأولهما أن يقتل الثاني و يستولى على مملكته ؟ فأجاب جمالي أفندي : من نصر كافرا فهو كافر
الثانية : إذا كانت أمة من الأمم التي تدين الإسلام يقصد المصريين تؤثر تزويج بناتها من الكفار يعني المماليك الجراكسة بدلا من تزويجهم بالمسلمين فهل يجوز مقاتلة هذة الأمة؟ فأجاب جمالي أفندي : بلا مبالاة و لا مقاضاة
الثالثة : إذا كانت أمة تنافق في احتجاجها برفع كلمة الإسلام فتنقش أيات كريمة على الدراهم والدنانير مع علمها بأن النصارى واليهود يتداولونها هم وبقية الملاحدة فيدنسونها ويرتكبون أفظع الخطايا بحملها معهم إذا ذهبوا إلى محل الخلاء لقضاء حاجتهم فكيف ينبغي معاملة هذة الأمة ؟ فأجاب المفتي العثماني : إن هذة الأمة إذا رفضت الإقلاع عن ارتكاب هذا العار جاز إبادتها.
من عجائب الأمر أن ذلك الشيخ لم يستدل على أرائه بأيات من الذكر الحكيم و لا من السنة المطهرة لكن البطش والإستبداد يحتلان الضمير الجمعي لذلك الشيخ العثماني هو وسلطانه الطاغي يسوغ لهما إبادة دولة مسلمة طالما ظل الإحتماء خلف المقدس الديني سوف يأتي لهم بكنوز الروم والفرس من الأحمر والأصفر وتمتلئ كروشهم بأطايب الفالوذج فلم لا نجرد الفيالق وتزحف الجيوش كالجراد المنتشر للسطو والنهب بأسم حماية الدين من نجاسات الأخرين. وما يزيد الطين بلة التصريح الكارثي الذي تفوه به الخنكار سليم شاة بعد احتلاله مصر والقبض على الأشرف طومانباي مخاطبا اياه حين قال له طومان باي : كيف تبرأ نفسك أمام الله من اعتدائك الجائر على بلادنا فقال الخنكار متغطرسا بتدينه : أن الله أوحى لي بأن أملك البلاد شرقا و غربا كما ملكها الأسكندر ذو القرنين وإنك لمملوك تباع وتشترى و لا تصلح لك ولاية وأنا ابن ملك إلى عشرين جد " حقا فهو ليس فقط ابن ملك لعشرين جد فحسب بل ابن ستين في سبعين .......
.ها هو الله في عام 1517 ميلادية 923 هـ مازال يوحي إلى السلاطين المستبدين أن يعيثوا في الأرض فسادا وقسوة و وحشية وانتهاك للحرمات حتى في بلاد يرفع فيها الأذان الله أكبر خمسة مرات في اليوم ويصومون الشهر لرؤية الهلال ويحجون ويعتمرون ويسبحون جلاله أطراف النهار وأناء الليل ويحرص حكامه على إرسال قافلة المحمل السنوية بكسوة الكعبة بيت الله الحرام .هذا الخنكار الذي أوحى الله له قد هتك حريم مصر وغنم أموالها وقتل أبطالها ونهب ثرواتها أحمالا من الذهب والفضة والتحف والسلاح والنحاس المكفت حتى الشبابيك الحديد والطيقان والأبواب والسقوف ورخام القلعة وفك العواميد كل ذلك نقله إلى إسطنبول مثله مثل رأس المنسر رئيس العصابة لمجموعة من اللصوص والبلطجية والشبيحة.كي يعود وأجناده محملا بأسلاب مصر الغالية والمستباحة يدعون له من فوق منابر المساجد أطال الله بقاءه وأعز الله خلافته الميمونة والتي يتباكى على الغائها من قبل أتاتورك ملوك وسلاطين الدول والممالك أملا منهم أن يتسربل أحدهم بسربالها الذي أنزوي في متاهات التاريخ الأسود للخلافة العثمانية والتي دامت خمسة قرون من أعمال البطش والتوسيط والخوزءة وقطع الرؤوس بعد ذبحها ثم نشرها على الحبال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فتــــــــح قبــــر عفــــــــن
كنعــان شـــماس ( 2012 / 6 / 26 - 18:15 )
تاريخ اســــــود دموي غير مشرف فقط ملاحظة يورد الدكتور على الوردي الذي غربل تاريخ هولاء المنافقين عن هولاكــــــــو انه زار قبــــره وراي قبه فوقهها تزينها الايات القرانيــــة والناس تزوره ونحن في العراق ننظر اليه كما ننظر الى افعــــى ســـــامة ورد في مقالك استاذ رافت ان اسلاف المصرين حموا الدولة الاسلامية من هولاكـــــــو ؟؟ تحية

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah