الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة معادلة الشهادة في العراق

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 6 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


محنة معادلة الشهادة في العراق
في الدول المتقدمة هناك نوعين من تقييم الشهادة التي يحصل عليها المواطن من دولة اخرى, النوع الاول هو الاعتراف بالشهادة وهذا يتبع اعتراف تلك الدولة بالجامعة المصدرة للشهادة وفي هذه الحالة يتمتع الشخص بالدرجة واللقب العلميين ويمكن استعمالها اينما يحب. ولكن الذي يريد ان يعمل في وظيفة حكومية في اختصاصه فعلية ان يجري النوع الثاني من التقييم وهو معادلة الشهادة وعندها يخضع لاجراءات علمية معينة تحدد وفق معايير علمية تعتمد على نوع المواد العلمية التي درسها الطالب, ولا يؤخذ في الاعتبار هنا فيما اذا درس الطالب هذه المواد بالدوام النهاري أو الليلي أو بالمراسلة فالعبرة بنوعية المواد المدروسة.
وربما سائل يسأل عن الفرق وكيفية الممارسة؟ ولشرح ذلك أضرب مثل بشخص عراقي حصل على درجة بكلوريوس في الهندسة من جامعة أجنبية معترف بها في العراق فاذا عادل شهادته فمن حقه العمل كمهندس في الوزارات والدوائر الحكومية, واذا حصل على اعتراف بالشهادة فقط فمن حقه شغل اي منصب في غير اختصاصه يحتاج شغله لدرجة بكلوريوس , كأن يرشح كمحافظ أو كعضو في مجلس النواب أو يعمل في الشركات الاهلية...الخ.
المشكلة في معادلة الشهادة في العراق هي عدم وجود مقاييس علمية لهذه المعادلة, فهناك مقاييس بالية تقيس درجة الشهادة على قدر عدد السنين التي يقضيها الطالب في الجامعة, البكلوريوس اربع سنوات, خمس سنوات دبلوم عالي, الماجستير ست سنوات, دكتوراه فلسفة ثمان سنوات. فاذا حصل الطالب على درجة البكلوريوس بأقل من أربع سنوات لا تحسب له وكذلك اذا حصل على الماجستير بخمس سنوات لاتحسب ماجستير وهكذا. في حين ان الجامعات الاوروبيه والامريكية المعترف بها من قبل العراق قد كثفت المنهج الدراسي ليحصل الطالب على درجة البكلوريوس بمدة ثلاث سنوات والماجستير بمدة خمس سنوات, وفي بعض الاحيان يستطيع الطالب الشاطر ان يكمل الدراسة بأقل من ذلك بأخذ سيمنرات صيفية. ولذلك حدثت مشاكل كثيرة لخريجي هذه الجامعات عند معادلة شهادتهم في العراق.
هنالك نظام في بعض الجامعات الاوروبيه المعترف بها في العراق يعطي الفرصة للطالب بالدراسة في كليتين دراسة نهارية في زمن واحد وبذلك يمنح درجتين علميتين في نفس الوقت, ولكن هذا لايروق للمسؤلين عن معادلة الشهادات في العراق فلا يعترفون له الا بواحدة, ولا احد يدري ما هو السبب. علما بأنهم يخيرونه ايهما يريد أن يعترف بها وهذا اعتراف ضمني بان الشهادتين صالحة للاعتراف بها.
ان العراق اليوم بحاجة الى ابنائه من حملة الشهادات الاكاديمية العليا والذين اثبتوا جدارة في دول المنفى التي يعيشون فيها معززين مكرمين, وهم يعيشون بمستوى عالي من الخدمات ووسط الطبيعة الخلابة, ولكنهم الوا على انفسهم الا خدمت وطنهم وشعبهم, فاذا بهم يواجهون العقبات بالاعتراف بشهاداهتهم أو اعطائهم درجة علمية اقل مما يستحقون وهم خريجوا افضل الجامعات واعرقها. علما ان جامعات العراق تشكوا من نقص حاد في عدد الاساتذة الذين يحملون شهادة الدكتوراه والمستشفيات تشكوا ايضا من نقص حاد في عدد الاطباء وكذلك نقض المهندسين في الوزارات وهلمجرا.
والذي يضيم هؤلاء الاكاديميين الحاصلين على شهادات من افضل الجامعات واعرقها ان اصحاب الشهادات المزورة او الدارسين في جامعات غير معترف بها تعادل شهاداتهم.
على وزارة التعليم العالي ان تعيد النظر بالمقاييس والمعايير التي بموجبها يتم معادلة الشهادات, وان تواكب التطور العلمي والاكاديمي, وان تاخذ بنظر الاعتبار حاجة العراق للكوادر العلمية ولا تنفر من يرغب بخدمة وطنه وشعبه.
د. رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات سودانية: مشروع من أجل تعزيز الصحافة المحلّية في السودا


.. فراس العشّي: كاتب مهاجر من الجيل المطرود




.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن