الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخامس والعشرون من حزيران يوم الأرامل العالمي

منى حسين

2012 / 6 / 27
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


كلنا يعلم ان التاريخ يحتفظ بمأسي النساء في أوعية الزجاج الشفاف الذي احتوى وجمع الألم والآلام، والطامة الكبرى عند حدوث الكوارث السياسية.. الحروب والثورات وجرائم التفجير والأنفجارات وغياب الأمن، الذي أورث مجتمعاتنا تركة من الأرامل والأيتام، ومع أجتماع عوامل تابعية المرأة للرجل ومصادرة مؤسستها الأقتصادية، ومع تدهور الوضع الصحي بسبب الأزمات السياسية التي يمر بها البلد، فالنساء والأرامل يعانين جمة مشاكل، أهمها وأولها هو الوضع الأقتصادي، وبعدها تأتي مواجهات تتضمن الوضع الأجتماعي الذي يعامل الأرملة على أنها حسنة المسؤول، أو حسنة الرجل القوام، لتأتي المعانات مضاعفة على المرأة الأرملة، لتجد نفسها بعد فقدان زوجها أمام عدة مواجهات ومشاكل شرعية وتشريعية وإجتماعية، أولها يبدا بإلزامها العدة ولمدة ثلاثة اشهر وعشرة ايام.
مع صعود الأسلام السياسي الى السلطة وجدت نفسها المرأة العاملة الأرملة أمام قانون يفرض عليها أجازة تحت مسمى أجازة العدة. لتجد نفسها حبيسة الجدران وبشكل أجباري ومطيع لتشريع مفروض عليها. أما الجانب الأخر هو إستلابها حق الحياة لتتحول المرأة الأرملة الى عبء على الأسرة أو عائدية لأهل الزوج المتوفي، ليفرض عليها الزواج من حماها أي أخو زوجها المتوفي حتى وأن كان متزوج، أو حتى أن كان هناك تفاوت في العمر. مع الأسف الشديد اعزائي القراء يعتصرني الألم وانا إكتب هذه العبارات ببالغ الأسى والحزن، أستحضر وضع المرأة لأجد أنها تراجعت بشكل مخيف ومرعب.
أجد أن هناك الكثير من المنظمات الأنسانية؟؟ التي أنتشرت في هذا البلد أو ذاك، أكثرها أختصت بقضية المرأة لكنها لاتفي بالأحتياجات الحقيقية للمراة، قسم من تلك المنظمات جاءت تحت تسميات تحرر المرأة واخرى جاءت تحت مسميات دينية لتركيز عبودية المرأة، وجميع تلك المنظمات أتخذت من قضية المرأة بشكل عام وسيلة ارتزاق لتمكين وضعها الأقتصادي فلن تقدم لها شيء يذكر، لا أكثر من فعاليات تقارير وصور تنشر على المواقع الألكترونية في سباق محموم للحصول على أكبر دعم واسناد من منظمات مختصة وحكومات دول، فنجد تواجدها محدود على فئة بسيطة من النساء حين تحصيها تجدها لاتخرج من دائرة التسابق أعلاه، أما المنظمات المنضوية تحت مسميات دينة فغالبيتها تجد في المرأة الأرملة أو المطلقة مشروع جسد يتم استغلاله في مكاتب بيع الجسد الشرعي تحت طائلة زيجات لها تسميات.
وعلى الرغم من وجود الوزارات التي أختصت بقضية المرأة كوزارة الدولة لشؤون المرأة، والتي أوجدتها الحكومة لتمرير وتركيز سياساتها القمعية والهمجية في اذلال المراة والحط من انسانيتها، فتلك الوزارة لم تطالب بتفعيل بنود أتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة مثلا، لكنها اصدرت توصياتها بفرض الزي الأسلامي على المرأة العاملة. اما وزارة العمل والشؤون الأجتماعية فقد قامت بتخصيص رواتب للأرامل والمطلقات ضئيلة لاتغني عن شيء وتحت بند اشبه ما يكون بتوزيع الصدقات. أن جميع ما يطرح من حلول تبقى عاجزة أمام وضع المرأة، بل في التعبير الأدق أن هذه الحلول أضافت الى المراة عبئا جديدا وهما كبيرا، تحصيل حاصل المرأة الأرملة تجد نفسها بين أنياب مغروزة في حياتها تنهش بها وتحولها الى وليمة دسمة وأطماع بخسة، تتمثل في أما زواج محكوم عليه بالماساة (زوجة ثانية) أو تجد نفسها أمام مفترق طريق ينتهي بها الى مهنة بيع الجسد، وبيع الجسد أما شرعي تحت عنوان زيجات كالمتعة والمسيار وغيرها، أو بيع الجسد تحت اشراف السماسرة المختصين في بيوت الدعارة المحصنة بوزارات الأمن ومؤسساته، أو تحت طائلة العهر السياسي المتضمن تشردها وتسولها على تقاطع الطرق وبين الأرصفة.
هناك مناسبات عالمية تقرها الدول وتتبنها المؤسسات الدولية العالمية، لكن ماذا تقدم تلك المناسبات من حلول، مالذي أقرته الأمم المتحدة أو أية منظمة دولية أخرى بخصوص النساء الأرامل منذ أول عام أتخذ فيه يوما تم تسميته يوم الأرامل العالمي، هل اصدرت توصيات من أجل حماية النساء الأرامل ألزمت بها الدول الأعضاء، هل أصدرت قرارات من أجل حمايتهن من مصير محتم يفتح أحضانه وذراعيه لهن وهو المعانات والضياع، هل فرضت على حكومات الدول الأعضاء توفير فرص عمل مناسبة لهن، أو أعطائهن ضمان بطالة يسد احتياجاتهن الأنسانية وأحتياج عائلاتهن، هل بحثت وضع المراة الأرملة بشكله الجوهري والحقيقي في دول حكومات الأسلام السياسي التي فرضت الأسلمة على مجتمعاتها بالقتل والأرهاب وشتى صنوف الترويع.
أن ما أورثته الخلافات السياسية من مشاكل لاتحصى، وكان الأثر الأكبر فيها من حصة المراة خصوصا والأطفال عموما، لايمكن لنهضة أن تتم ولا نجاح ولاتقدم أن يحصل ووضع المرأة بشكل عام متدهور وبشكل خاص وضع المرأة الأرملة فهي تعاني الأضطهاد والقهر والفقر والجهل. ولا يمكنها بشكل منفرد مواجهة طوفان المشاكل الذي يجتاح حياتها وكيانها ويهدد أسرتها، تحت سقف مجتمع يعاملها معاملة ثانوية لا بل أكثر دونية، علينا أن نتخذ خطوات صحيحة، ونتلمس طريق النجاة من أجل حل مشكلة المرأة بشكل عام والمرأة الأرملة بشكل خاص، علينا معالجة الظواهر الأجتماعية والضغط على القوانين، من أجل جعلها تصب ضمن ملف حماية المرأة الأرملة والنساء بشكل عام.
يجب علينا الضغط على الحكومات من أجل ألغاء صفة ربة البيت واعتبارها عامل معطل عن العمل. واقرار قانون البطالة فأما فرصة عمل مناسب أو ضمان بطالة يتناسب مع الأحتياجات الأنسانية لها ولأسرتها.
****************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقوق المراة في اعلى قائمة حقوق الانسان
سامي كاب ( 2012 / 6 / 28 - 08:14 )
نعم .. اثني على ما اتى في المقال واقول باختصار ان المراة عموما انسان ومن حق الانسان ان يمارس حياته بكاملها غير منقوصة وعليه فان المراة لها ان تمارس انسانيتها بالمعنى الحضاري
المراة الارملة في بلاد العرب والاسلام محرومة تماما من انسانيتها ومن كافة حقوقها المادية والمعنوية ومن الحصول على فرص الحياة اللازمة كي تعيش كانسانة بالحد الادنى اللذي تتطلبه
جدران السجن الوهمية اللتي يصنعها الدين والمعتقد والجهل والتخلف الحضاري هي من تمنع المراة الارملة او المطلقة او اي امراة كونها مراة من الانطلاق على مساحة الحياة لممارسة حقها في الحياة واثبات وجودها
لنهدم هذه الجدران بالوعي والارادة وفهم الحياة بحقيقتها وعلاقة الانسان بالكون وبالانسان فهما علميا ومنطقيا وفي اطار الاخلاق والقيم الانسانية الراقية
ولنمتلك الجرأة للخروج من مستنقع الوهم ومرض انعدام الوعي الانساني الراقي
واخيرا اقول ان المراة الارملة هي احوج انسان لفرص الحياة من عمل وتعلم وثقافة ووعي ودعم معنوي ومادي وفتح سبل الحياة على اوسعها امامها لتحقق ذاتها اسوة بباقي نساء العالم الحر
والف تحية لكل امراة


2 - تحياتى لنضالك القوى
سامى لبيب ( 2012 / 6 / 28 - 21:34 )
لى رؤية بأن الاديان التى تدعو لمساعدة الفقراء لا تكون دعوتها من اجل الفقراء لتجاوز محنتهم بل من أجل ان لا تنفجر الآنية فى وجوه الأغنياء اى تنفيس الضغط فحسب
المنظمات والمؤسسات التى تدافع عن حقوق المرأة فى بلادنا تسير على هذا النهج فهى وسيلة لتنفيس الضغط فقط حتى لا تنفجر النساء المسحوقات فلم تتناول اى منها الأثر المدمر لثقافتنا البائسة والتى يحتل المكون الدينى الرافد الرئيسى
لن تتحرر المرأة بطلبات تقدم بل بحقوق تنتزع ولن تنتزع إلا بعد تدمير ثقافتنا الخربة

أرى المرأة الأرملة هى الأكثر بؤسا فى عالمنا العربى فقد حكم عليها المجتمع ان تبتعد كثيرا عن أى تأثير فعلاوة على ما تعانيه المرأة عموما من إنتهاك يضاف للمرأة الأرملة انها آنية جنسية غير مرغوبة فقد ذهب شبابها وحسنها وهى ما يهم الرجل الشرقى ويعنيه ليكتب عليها ان تكمل حياتها بلا معين
تحياتى على نضالك الشريف القوى


3 - جدران السجن الوهمية
منى حسين ( 2012 / 6 / 29 - 09:21 )
تحياتي عزيزب سامي كب
نعم ان حصة المراة لدينا في ازمه حقيقيه انها تعاني ويلات الاحكام الدينيه وويلات المجتمعات الذكوريه وويلات المصالح السياسية على يد الحكومات التي تصب في عمق الجهل والابتذال للمراة الارامل في مجتمعاتنا تنتهي حياتهن مع وفاة الزوج ولا احد يهتم للامرهن او امر اولادهن كل ما يهم هنا هو استثمار الارمله لغايات اما خدمة رجل كبير في السن او مريض الجسم والعقل او استثمار جنسي وكل هذه الحلول على حساب انسانية المرا ة وكرامتها
اشكر مرورك واكرر تحياتي


4 - تدمير الثقافه الخربه
منى حسين ( 2012 / 6 / 29 - 09:29 )
تحياتي استاذنا الكبير سامي لبيب
عزيزي اتوقع منك هذه النظره الثاقبة فانت دوما مخترق لما يدور بين الاسطر عزيزي اصبت كبد الحقيقه للاسف الشديد وببالغ الاسى اقول لك ان المنظمات التي وجدت من اجل الحماية والمطالبه بحقوق المراة تحولت الى مصالح شخصيه والموضوع صار موضوع منفعه متبادله مع الدول الداعمه وهذه المنظمات يعني المهم في الامر الترصيد في البنوك فقط لا غير طبعا ليس جميعها لكن النسبة الاكبر منها وكما اشرت علينا انتزاع الحقوق انتزاعا فلا يمكن الان ان ننتظر من حكومات الاسلام السياسي الرحمة بقضية المراة او النظر اليها على انها جوهر الاسرة ومضمون المجتمع

اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير