الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المادة الثانية العنصرية و دستور العصر الحجري المنتظر

مجدي عطاالله

2012 / 6 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في العهد الساداتي (المؤمن) نصت المادة الثانية من دستور 1971 «الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية هي مصدر التشريع»، وفي سنة 1982 عدل الجزء الأخير من المادة فأصبح «مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع». والآن يضيفون عبارة ولغير المسلمين الرجوع إلى شرائعهم !!!وهذه المادة هي مأزقنا الآن ومأزق مصر كلها وتهدد حاضرها ومستقبلها وكيانها ووحدتها....
هل يستطيعون أن يقولوا لنا ما الأحكام التي ستطبق على البهائيين و اللادينيين وغيرهم من الاقليات الاخرى الذين ليس لهم شريعة سماوية محددة حسبما يعتبرهم كتبة الدستور الآن ؟؟أليسوا مصريين لهم حق العيش في وطنهم دون تمييز ؟ (البهائية مثلا لا يعترف الأزهر بها كديانة ولا الإخوان ولا السلفيين ولا حتى قوانين الدولة ولا قضاتها فأي شريعة سيلجا إليها هؤلاء أساسا ؟ )
وطالما رضينا بهذه المادة فهو تسلمينا بدينية الدولة ...لأنه ببساطة من الذي سيمثل شرائع الدين وتشريعاته غير رجال الدين ؟من الذي سيبين ويوضح ويجتهد ويفتي ويشرع ويقنن غير رجال الدين ؟ وبالطبع سيكون رجال الدين المنتمين للجماعة وهذا ما نخشاه ونحذر منه .....سيقول السذج وأين الازهر الحصن الوسطي الحصين ؟ أقول له وهل تعتقد ان دولة بكاملها سقطت في ايديهم سيكون الأزهر بمنأى عن الوقوع ايضا في ايديهم ؟ وما يدريك أنه لم يسقط بالفعل ولم يتبق سوى رأسه حتى الآن المنبطحة لهم ؟!! إنها مسالة وقت يا عزيزي ليس أكثر .!!
احذفوا هذه المادة العنصرية إن أردتم بناء دولة مواطنة حقيقة .....احذفوا هذه المادة الحمقاء العنصرية التي لا تصلح للعصر ولا للزمن ...وهل تصلح مبادئ الشريعة تلك لهذا الزمن كما يردد البعض ؟؟ ومن أين ستستمد هذه المبادئ ؟ أليست السنة النبوية وكتب الصحاح أحد روافدها ؟؟وما رأيكم على سبيل المثال لا الحصر في الحديث "لا يُقتل مسلم بكافر"، (رواه أحمد والبخاري والنسائي وأبو داود والترمذي........ )!!هل رأيتم دولة في العالم اعتمدت هذه المبادئ في دستورها وتقدمت ؟!هل هناك دولة في العالم اعتمدت هذه الروافد وكانت واحة العدل والمساواة ؟!والأخطر حينما تكون مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع كله فهذا يعني ببساطة ان هذه المبادئ الإسلامية ستكون وفق الفهم الإخواني الحاكم والمسيطر كما تعودنا دوما أن صحيح الدين ومبادئه وفق الغالب والمتكمن من رقاب الشعب فعلى مدار التاريخ نجد مثلا صحيح الدين في الفكر المعتزلي حينما تقلد المأمون والمعتصم الخلافة وتم تعميمه ...!! وبعدها أصبح صحيح الدين ومبادئه هو الفكر الحنبلي حينما تقلد الخليفة المتوكل امور الخلافة ودحر المعتزلة وافكارها وانتصر للحنابلة ! وامامنا الآن في إيران صحيح الدين ومبادئ الإسلام وفق المذهب الجعفري وصحيح الدين في السعودية ومبادئ الإسلام وفق المذهب الحنبلي حتى انتهى به الأمر لسجون ابن عبد الوهاب التي سجنت الشعب بدعوى صحيح الدين ولم يكن صحيحا بقدر دوره في ترسيخ قواعد آل سعود !! أي أن صحيح الدين ومبادئ الإسلام تكون وفق المنتصر الذي وصل للحكم وليس لغيره كما يظن السذج ......ببساطة نحن مقبلون على كارثة حقيقة إذا وضعت هذه المادة في دستورنا الذي يكتب الآن. لأن أبسط الأشياء كارثية على مصر ستعتمد مبادئ الشريعة الإسلامية وفق أفكار حسن البنا وشيوخ الجماعة (للعلم فقط الملهم الأكبر لحسن البنا هو الشيخ رشيد رضا الذي بدوره أكبر المتأثرين بمحمد بن عبد الوهاب والذي كان له دور في تحويل وجهة الشيخ رشيد من صوفي نقشبندي إلى حنبلي وهابي!!)....هل أدركتم شكل الدستور القادم لمصر ؟ّ! هل أدرك الحمقى والمغفلون من نخب وصحفيين و ثورجية ما فعلوه بمصر وكيف كانوا سببا في سقوط وطن لا مثيل له في عمقه التاريخي والحضاري في براثن قوى الرجعية والظلام والتخلف .، وكيف تكاتفوا حتى أوصلوا مرشح هذه الجماعة لسدة الحكم في البلاد ؟! لن يسامحكم التاريخ يا نخب العهر .....لن تسامحكم مصر يا ثورجية التخلف والمصالح والصفقات .. لن يسامحكم التاريخ يا عسكر الخيانة يا من دفعتم بفاسد مكروها من الشعب وأدرتم المرحلة الانتقالية بكل هذا التخلف والغباء حتى تسلمت قوى الظلام مصر تسليم مفتاح وأصبحتم أمام تلك القوى حفنة عواجيز لا تفعل شيئا سوى انتظار الخروج الآمن على المعاش!! لم تكن مصر تستحق منكم أن توضع بين كماشة (الدقن أو البيادة ) مصر ليست عقيم ليكون آخر صبرها هذا الحمل المعاق نتاج سِفاحكم !!..ومازالت الفرصة سانحة لكم ولنا جميعا لتصحيح الأخطاء إذا اعتبرتم معركة الدستور معركة الحياة أو الموت ...تكاتفوا من أجل دستور مدني محترم ..احذفوا هذه المادة العنصرية لتزول كل المخاوف كونوا رجالا ولو لمرة واحدة من أجل مصر ومستقبلها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الارهاب ثم الارهاب ثم الارهاب ...
حكيم العارف ( 2012 / 6 / 29 - 08:15 )
استاذ مجدى ...

الارهاب ثم الارهاب ثم الارهاب ...

المجلس العسكرى تنازل عن السلطه مقابل هدوء الجماعات الاسلاميه سواء كانت اخوان او سلفيه...

الجيش منقسم على ذاته فمنهم من يؤيد الاخوان ويتعايش على فتاتهم ومنهم من لاتفرق معاه ... ومنهم هو ضد الجماعه لان مصلحته الا ينكشف امام الناس ...

الاخوان كما اظهروا عضلاتهم وقوتهم يومين قبل اعلان النتيجه كان لها تأثير على المجلس للموافقه على ترك السلطه مقابل ازالة مجلس العار (الشعب سابقا) بالاضافه للاعلان الدستورى..

اعتقد ان الانتخابات قد زورت (نزيهه) لصالح مرسى لتوغلهم بالجمعيات وقضاه والمشرفين على لجان الانتخابات ...والبطاطس والزيت يشهدان بهذا ...


2 - محنة الدستور
أمجد المصرى ( 2012 / 6 / 30 - 18:15 )
نريد دستورا يحفظ حقوق كافة المواطنين بنفس القدر ، و ينص صراحة على بطلان كل نص أو قرار أو تشريع ينطوى على تمييز بين مواطن و آخر بسبب الجنس أو اللون أو العقيدة أو العرق .. الدستور لا بد أن يحمل توجها تقدميا طموحا عامرا بالأمل فى اللحاق بالأمم الناجحة ، قاطعا الطريق على دعاة الرجعية و الانكفاء إلى الماضى

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال