الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا استهداف قناديل غرب كوردستان (ب ي د) 2-2

دانا جلال

2012 / 6 / 29
القضية الكردية


في قراءته للوضع السوري و ضمن جدل قومي مُتَّمثل بعمق استراتيجي مع اقرانهم الكورد وحركتهم التحررية في بقية اجزاء كوردستان، ووطني لا يستقيم الا بخطاب ديمقراطي، حلقةً وصل، وآصرة اجتماعية بين المكونات القومية، والدينية، والمذهبية في سوريا يقف حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" احد ابرز الاحزاب الكوردية على صعيد نضاله، وشهداءه، وقاعدته الجماهيرية في غرب كوردستان بالضد من النظام الفاشي في دمشق، ويختلفُ مع من يجد في تحالف "الاخوان، والسلفيين، وليبرالي عصر العولمة" مع "حكام انقرة" و"مشيخات الخليج " الذين ينفذون المشروع الاميركي في منطقتنا، والهادف الى إشاعة سلطة " الاسلام السياسي " بعد دبلجته من التركية كي تتلاءم مع الفضاء العربي بعقد زاوج شرعي بين ورثة الحزب الاموي ( الاخوان المسلمين) مع احفاد الخلافة العثمانية (حزب اردوغان) بشهادة وحضور العم سام، بانه خيار حتمي وجبر لا يمكن تجاوزه كبديل لما بعد نظام الاسد.
ان ( ب ي د) وبغرض دمقرطة خطاب بعض اطراف المعارضة السورية، ومن منطلق ان الثورة هي عملية تثوير ذاتية قبل ان تكون عملية لتغيير النظام، طالب تلك الاطراف بطرح مشروع ديمقراطي لسوريا الغد دون ترك "شيطان التفاصيل" لملائكة اليوم وشيطان السلطة القادمة ليقرروها بعد استلامهم للسلطة وتحكمهم بأمور البلاد وشؤون العباد.
طرحْ ( ب ي د) هو بغرض استخلاص الدروس من تجارب الحركات الاحتجاجية وانتكاساتها في (مصر وتونس والمغرب وليبيا واليمن) من جهة وقناعته بان الادعاء بان الوضع في سوريا مختلف في جوهره عن سابقاتها من الدول التي انتهت حركات شبابها في خيمة الاخوان، حماقة لا تعلوها غير حماقة الاستسلام لمد الاسلام السياسي الذي يعمل على تدجين الحركة الجماهيرية في خيمته القائمة على اوتاد التوافقات الاقليمية والدولية التي لعبت دورا مؤثرا في الجيوسياسة السورية.
خلاف ( ب ي د) مع بعض اطراف المعارضة السورية ومنها الكوردية هو امكانية وضرورة النضال من اجل المحافظة على الارادة الوطنية والقومية والارتقاء بواقع الحركة الجماهيرية قبل تحويلها الى طابور سياسي او فيلق عسكري لجيش العولمة.
لا نريد تكرار الحديث عن مواقف بعض اطراف "المجلس الوطني السوري" الشوفينية ضد الكورد و تصريحاتهم التي تفوح منها رائحة الحزام العربي الذي اطلقه البعث السوري، ولا عن مواقف تلك الاطراف بالتعامل مع الكورد بعيدا عن حراكهم السياسي والشبابي، وابراز دور من لا يمثل حتى نفسه كما الحال مع السيد عبد الباسط سيدا لان حديث غليون عن "لاذاقستان" وسيدا عن ضرورة حل الاحزاب الكوردية بعد سقوط الاسد ناهيك عن
مواقف الاخوان المسلمين الذي الهم احد افراد الشلة التي تستهدف تاريخ ونضال ( ب ي د) حينما كتب متحامقاً في قراءته للمشهد السوري ومتجاهلا لتاريخ المعارضة العراقية "وما العيب بتعاون الكورد مع الاخوان، الم يتفق كورد العراق مع الاحزاب الشيعية فترة النضال ضد الفاشية". مقارنة تثير الشفقة اكثر من السخرية لان ابرز كتاب الشلة جاهل بأمور المعارضة العراقية او يتجاهل الحقائق، فخطاب احزاب المعارضة العراقية بمن فيهم الاسلاميين فترة النضال ضد الفاشية على صعيد الديمقراطية وحقوق القوميات لا يمكن مقارنته باي شكل من الاشكال مع خطاب اخوان سوريا.
ليس معيبا هو تعاون الكورد و ( ب ي د) مع الاخوان لإسقاط النظام ان تحرروا من وهم مشروعهم الديني حول الدولة والدستور والكف عن قيامهم بدور الحاضنة الفكرية والعسكرية لبقايا القاعدة والوجوه الكالحة لسلفيي سوريا، بل وعليهم ادانة السلاح المذهبي المتحكم بأغلب قواعد الاشتباك للجيش السوري الحر السوري حيث كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" (ويبدو أن بعض تشكيلات الثوار الأكثر فعالية، تقودها جهات إسلامية، تخشاها الولايات المتحدة أكثر من غيرها). بل ان وكالة الأسوشيتد برس وضحت امور ليست بخافية على من لم يتغافل حينما كتبت (إن "صقور دمشق تضم أكثر من 1000 مقاتل، ولا نخجل من القول اننا نعتمد أخشن التكتيكات". ونقلت الصحيفة عن بن هوارد، وهو مراسل ، قوله إن هذه الفرقة بدأت في إطلاق الأسرى في سيارات مليئة بالمتفجرات، ثم فجرتها عند حواجز الجيش، فجعلت من السائقين "انتحاريين غير مقصودين". قبل ادانتهم لسلاح المقاومة والدفاع الذاتي في شمال كوردستان" كوردستان تركيا".
اتفق مع بعض اعضاء شلة رافعي شعار "كل شيء من اجل استهداف" ( ب ي د) بضرورة ان يلعب كورد سوريا وحركتهم القومية دورا ديمقراطيا من منطلق ان القوميات والديانات والمذاهب المهمشة لعبت دورها المدني والعلماني والديمقراطي لمواجهة مد الاسلام السياسي كما برز في مصر ولكن الذي لا اتفق فيه معهم بان سيدا الذي لا يمثل الا نفسه لا يمكنه ان يكون بيضة القبان الا اذا كان "سيداهم" سوبرمان كوردي. حديث كتب احد افراد الشلة " وحتّى لو كان سيدا، خياراً موقّتاً، نتج من طبيعة الأزمة التي يعيشها «المجلس الوطني»، وجماعة «الإخوان المسلمين» بالتحديد، فإن هذه النتيجة تفتح المجال امام لعب الكرد دور «بيضة القبّان» في التوازنات السياسيّة الوطنيّة السوريّة، تماماً، كما الحال اليوم في العراق".
ليس من الانصاف والموضوعية ان نتهم كل منتقدي ( ب ي د) بانهم عملاء انقرة، فحزب ( ب ي د) له اخطاءه ومن قال بان اكبر الاحزاب جماهيرية والاكثر نشاطا لا يخطأ في نضاله اليومي، الاختلاف مع جُلّ منتقديه من بعض احزاب الأنترنيت وتنسيقاتهم الشبابية الفيسبوكية هو ان الثانية تمارس اخطاءها في فلك الويندوز او الاكس بي.

شلة التهجم على ( ب ي د) وفيهم من شبه نفسه بتروتسكي الثورة، واخواني حول قبلته الى انقرة، و متكلس سياسي تاجر بالجسد في خندق الثورة يطرحون سؤالهم ( لماذا لا يستهدف النظام حزب ب ي د ان لم يك متعاونا مع النظام)؟. حوار الحمقى وان كان فيه شيء من الحمق قد نضطر للدخول فيه ونسال من خلاله ( ان كان عدم استهداف حزب ب ي د دليل ادانة بتعاونهم مع السلطة كيف نفسر عدم استهداف النظام لــ 33 حزبا كورديا رغم ان بعضهم يطالب علنا الى عسكرة الحركة الجماهيرية وادخال الجيش الحر للمناطق الكوردية ويرفعون الاعلام التركية على وقع شعار " لا اله الا الله محمد رسول الله".
بالتأكيد لانتهم الاحزاب الكوردية والتنسيقيات الشبابية بتعاونهم مع النظام على خلفية عدم استهدافهم سلطويا، لان القفز فوق حقيقة عدم امكانية النظام الفاشي بفتح الجبهة الكوردية يدركها كل من له المتواضع من ملكة العقل وهذا ما يفتقر اليه شلة المتحامقين والمتحاملين على نضال حزب ب ي د.
عودة لسؤالنا "لماذا استهداف قناديل غرب كوردستان"؟. مع اقتراب نهاية النظام وعدم نجاح القائمين على ادارة المشروع التركي الخليجي الاميركي بترويض "اكراد المعارضة" يعني وبالضرورة ان غرب كوردستان ستكون خارج سلطة تلك القوى بل وفي مجال سلطة المجالس الشعبية ولجان الحماية الذاتية الذي طرحه ب ي د.
ان سلطة ب ي د في غرب كوردستان تتعارض مع الاجندات الإقليمية والدولية التي تعمل على انجاز زحف الاسلام السياسي على السلطة في منطقتنا.
اذن المطلوب هو انهاء دور ونشاط "اكراد المعارضة" وطرح بديل "اكراد اميركا" لان ادارة كيان مشوه من قبل هكذا اكراد في غرب كوردستان لم ولن يشكل خطرا على اخوان وعسكر ومشايخ دمشق وانقرة ودول الخليج بل وحتى على بعض اطراف حكومة الاقليم في جنوب كوردستان.
اذن المطلوب هو "بول بعير كوردي" اي العودة الى رفع شعار رفعه الكورد في سوريا قبل نصف قرن كما كتب صلاح بدر الدين ( المغالاة اللفظية في اجترار الشعارات الكبرى مثل – حق تقرير المصير – أو استخدام أحدها مصطلح – غرب كردستان – في حين أن اسمه لا يشير الى كرديته وأريد هنا أن أوضح بأنني سأكون بمنتهى السعادة وفي غاية الاعتزاز اذا ما انحاز الجميع الى تبني شعارات ومصطلحات رفعناها واستخدمناها وآمنا بها كتيار فكري سياسي واسع منذ ما يقارب نصف قرن) بغرض تقبل الكوردي ان يكون جنديا في جيش يتم التحكم به الاخرون بريموند كونترولهم.
ان ما يطرحه السيد بدر الدين بضرورة التحاق الشباب الكوردي بالجيش السوري الحر يمثل اهانة للشباب الكوردي واستهانة بقدرتهم على انشاء قوة "الحماية الذاتية الديمقراطية" لان كورد سوريا تصدروا قيادة النضال الوطني السوري ولهم امكانية ان يتصدروا النضال الديمقراطي بل والنضال الثوري العنفي ان تطلب الامر او تم الاتفاق بين الاحزاب الكوردية وتنسيقات الشباب بعسكرة الثورة. اذن المطلوب من قبل اعداء حزب" ب ي د" هو اسلام سياسي لم تشهدها كوردستان سوريا كما الحال مع ظاهرة وثقافة الجحوش "المرتزقة" وليس مجالس شعبية و لجان حماية طرحه الحزب بديلا ديمقراطيا والية جماهيرية لإنشاء سلطة الشعب.
ان حزب " ب ي د" مطالب باشراك الاحزاب والتنسيقيات الكوردية الاخرى في المجالس الشعبية وقوة الحماية الذاتية كما ان الثانية مطالبة بالتعامل مع المجالس بانها نواة سلطة الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس


.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم




.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن


.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات




.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب