الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خداع الكلمات

عباس سامي

2012 / 6 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هنالك الكثير من الكلمات والجمل التي نسمعها ونعرفها في حياتنا اليومية ونتعايش معها لكن هذه الكلمات ليست بالضرورة تعبر عما هو موجود وواقعي وملموس وحقيقي ومتفق عليه وبالتالي كثيرا ماينخدع الانسان او يقع ضحية النصب والاحتيال للاستخدام المزدوج للكثير من المصطلحات .وهذه كانت احد المشاكل التي حاول ان يجد لها حلا سقراط في نقده للسفسطائيين .ومع رفض الكثير من العبارات التي لايمكن التحقق من صحتها او صدقها او مطابقتها للوقائع من قبل الوضعية والوضعية المنطقية .الا ان المشكلة لم ولن تحل بهذه الاجراءات وبقيت المعضله قائمة مادام هنالك صراع او حوار بين عدة اطراف يختلفون في تفسير وشرح معاني الكلمات.وما اكثر الاختلافات في عصرنا بسبب عدم الاتفاق على معنى كلمة واحدة او تعدد استخدامها حسب السياق وخارج سياق الجمله.او حينما تكون هذه الكلمة في منظومة معرفية تختلف عن منظومة معرفية اخرى .لذا نجد الكثير من المصطلحات قديما وحديثا ليس لها معنى واحد او قصد غير معناها التداولي ابرزها العدم ،العالم ،العلم،العلمانية،العقل،السياسة ،الفيض،التطور،الحداثه..نجد عشرات ومئات المصطلحات عدم الاتفاق على تحديد ماتقصده بالضبط هي سبب الكثير من المشاكل المصطنعة .ولعل دراسة الفيلسوف حسام الدين الآلوسي حول العدم والفهم المختلف للفلاسفة والمتكلمين واكتشافه التناقض الذي وقع فيه الطرفان في كتابه حوار بين الفلاسفة والمتكلمين تفتح الباب على الكثير من المشاكل والاختلافات المصطنعة او التي احد اسبابها لغوي.لانريد ان نعلل سبب هذه المشكله مع اهميتها لكن يمكن القول ان الترجمة قديما وحديثا احد اسباب هذه المعضله .كما ان البعض مازال يعيشون في المنظومة الابستمولجية الارسطية منقحة بالزمن الاسلامي المتوقف عن التطور منذ القرن الرابع الهجري .وهنالك الكثير من الاسباب التي هي معروفة عند الباحثين.فما حال او تقييم الانسان العادي البسيط الذي يخضع للكثير من النصب والخداع من خلال اطلاعه على الكثير من المعلومات الكاذبه والساذجة يوميا عبر الكلمة والصورة.ماهو المعيار الذي من خلاله نصدق مانقراءه اونشاهده يوميا؟لايمكن التحقق من المطابقة مع الواقع او الوقائع في هذا الكم الهائل من المعلومات الا لاحقا وبعد فوات الاوان.وبالتالي نكون تحت سيطرة قوى تتحكم في ما تريد ان نعرف او ماذا سنعمل.بالطبع هذه القوى هدفها مادي بحت وسياسي ايضا لانعرف نتائجه .لذلك اعتقد انه لافرق بين الشاب الذي يقول لفتاة :"اني احبك"وهو يقصد ويريد ممارسة الجنس معها .بينما هي تعتقد انه سيتزوجها.وبين الدول الغربية التي تريد احداث التغيير من اجل اغتصاب الارض العربية لصالح الماكنة الراسمالية الامبريالية الاستعمارية وبين طموحات الشعوب العربيةفي الحرية والديمقراطية والمساواة.وبالتالي سنجد ذواتنا لاحقا ساقطة في وهم المصطلحات والشعارات التي نستخدمها الان.والمراة العربية هي اول ضحايا النصب والاحتيال ل"الربيع العربي"وهذه احد نقاط الضعف في العقل والجسد العربي التي عرف الغرب الاستعماري الصليبي الصهيوني ان يوظفها لصالحه من خلال الصورة والكلمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحت غطاءِ نيرانٍ كثيفةٍ من الجو والبر الجيش الإسرائيلي يدخل


.. عبد اللهيان: إيران عازمة على تعميق التفاهم بين دول المنطقة




.. ما الذي يُخطط له حسن نصر الله؟ ولماذا لم يعد الورقة الرابحة


.. تشكيل حكومي جديد في الكويت يعقب حل مجلس الأمة وتعليق عدد من




.. النجمان فابريغاس وهنري يقودان فريق كومو الإيطالي للصعود إلى