الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسوأ أيام مصر يوم يأتيها رئيساً يتم تقبيل يده

على السهلى

2012 / 6 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أنا تاج العلاء فى جبين الشرق
ودراته فرائد عقدي
إن مجدي في الأوليات عريق
من له مثل أولياتي ومجدي
أنا إن قدر الإله مماتي
لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي

أخشى على مصر، فهى بحق حبى الكبير، أرى الخطر يحدق بها وأبناؤها يتوارثونها وهي حية ترزق، العقل غاب عنهم والديمقراطية شتتهم ومصلحتها أخر ما يفكرون فيه، وها هو مرشح محتمل للرئاسة يتباهى بالقبض على السائحة التى ترتدى لباس بحر على الشاطئ وها هو المتحدث بإسم الإخوان يدمر علاقة متميزة مع دولة الإمارات تضامناً مع أخيه القرضاوى على حساب ألوف المصريين العاملين فى دولة الإمارات وعلى حساب مصالح مصر الإستراتيجية وكأن القرضاوى أهم من شعب مصر.

كل تلك العنتريات أدت إلى أن أعداد الأقباط الذين تقدموا لسفارات غربية بطلبات للهجرة فى تزايد مضطرد، والكثير من رجال الأعمال المصريين (أغلبهم مسلمين) يجمدون أعمالهم ويحولون أموالهم خارج مصر، إسرائيل تدرس بجدية التدخل فى سيناء (هى على قناعة أن حماس المدعومة من الإخوان وراء لإنفلات الأمنى)، تقسيم مصر يتم الترويج له من البعض ويدرسه الغرب فى حال تطبيق الشريعة (ولنا فى السودان مثلاً)، ومع ذلك يصر الإسلام السياسى ونجومه على تصريحاتهم المتضاربة إمعاناً فى التخريب.

ولعل أسوأ ما يحدث لمصرالأن وللإسلام على مر العصور هو تربع الإسلاميين على مقعد السلطة أو بمعنى أدق مقاعد السلطات. ولو دققنا قليلاً فى المشهد السياسى الإسلامى الحالى لوجدنا بعضاً من الكذب تجلى بوضوح فى حادثة البلكيمى وموضوع والدة حازم أبو إسماعيل (سواء كانت تحمل جواز أمريكى أو حتى جرين كارد) مما يتنافى كلياً مع القيم الإسلامية ويؤكد على ضرورة فصل الدين عن السياسة كيلا يظلم البعض الدين.

وإننى كمواطن مصرى جاوزت 65 عاماً وعاصرت عصورا عدة، أتذكر جيداً كيف بدأت علاقة الإخوان بالملك فاروق وكيف انتهت وكيف كانت علاقتهم بعبد الناصر وكيف انتهت وتكرر نفس المشهد مع السادات ثم مع مبارك، وما أشبه الليلة بالبارحة فها هو المشهد يكرر نفسه، فهل ننسى كيف أراد الإخوان أن يتعاونوا مع الإنجليز سنة 1954 لإسقاط عبد الناصر (هم يكذبون تلك الحقيقة اللتى اعلنتها الخارجية البريطنية بعد 50 سنة) والأن يكرروا المشهد ولكن مع الأمريكان.

وبناء على ما تقدم فإننى لا أستطيع أن أقتنع أن فاروق وعبد الناصر والسادات ومبارك والأقباط واالمثقفين والعلماء والإعلاميين والأزهر والكنيسة جميعهم على باطل و شياطين والإخوان على حق وملائكة. الواقع يقول بأنه إذا كان الحزب الوطنى قد أفسد الحياة السياسية فإن الإخوان ساهموا فى إفساد الحياة السياسية والإجتماعية أيضاً على مر العصور، فقد عقدوا صفقات مع الأحزاب الحاكمة (باعترافهم) والإنجليز والأمريكان، وسوقوا لتفاسيرهم الدينية عن الحجاب والربا والخموروالحدود والشواطئ والمرأة وأهل الذمة فى حين أن هناك تفاسير أخرى مضادة توحد ولا تفرق، تقدم ولا تؤخر، تيسر ولا تعسر من علماء أجلاء بل أيضاً من أئمة مرموقين.

الإسلام السياسى بقيادة الإخوان مدين باعتذار لهذا الشعب، ففى أدبياتهم إستعدادأ فطرياً لإضطهاد وكراهية وتكفير وإغتيال (معنوى أو جسدى) لمن يخالفهم الفكر (ولنتأمل شعارهم المصحف والسيفين)، وقد تجلى ذلك بوضوح فى إغتيال السادات والمحجوب وفرج فودة والنقراشى والخازندار وأمين عثمان إضافة إلى محاولة إغتيال نجيب محفوظ وجمال عبد الناصر، ولم نسمع منهم ولو مرة واحدة أسف أو حتى شجب لمثل تلك الحوادث بافتراض أن من قاموا بها ليسوا من الإخوان، والأدهى أنهم لا يؤمنون بالمواطنة فهم لا يمانعون أن يحكم مص باكستانياُ من الإخوان ولا يوافقون أن يحكمها قبطياً من مصر.

وكيف لنا أن ننسى ما قاله المرشد السابق مؤخراً من أن من لا يعجبه حكم الأخوان (لم يحكموا بعد) فعليه أن يحمل حقيبته ويرحل من البلد أو عندما هاجم المرشد الحالى الإعلام الذى ينتقد الإخوان. ووصفهم بأنهم «سحرة فرعون» وتلك العبارة توحى للبسطاء حالة نبى الله موسى فتضيف للمرشد قدسية كى يستطيع أن يكفٌر من يهاجموه.

وإستكمالاً لمسلسل الغيبيات خرجت دعاية مطبوعة تشبٌه خيرت الشاطر بنبى الله يوسف الذى كان سجيناً فلما خرج من السجن أنقذ مصر!! وهذا تأكيد صريح على أن تلك الأحزاب الموجودة فى البرلمان هى ذات مرجعية دينية فى مخالفة صريحة اخرى لقانون تكوين الأحزاب، وتتبنى خداع البسطاء لتحقيق أغلبية بالغيبيات والأساطير والخرافات أضف إلى ذلك مهزلة الأذان والقسم الإسلامى فى البرلمان، ناهيك عن الدعايات الإنتخابية الدينية داخل المساجد.

وختاماً فإننى أدعو جميع المصريين للمطالبة بحل تلك الأحزاب لأنها قائمة على أساس دينى وولاؤها الحقيقى هولمشايخها أو جماعتها أو مرشدها وإن كان أجنبيا، والأغلبية التى حصلوا عليها كانت مخالفة لقانون الأحزاب الذى يحظر إقامة أحزاب عل أسس دينية.
سوف يكون أسوأ أيام مصر يوم يأتيها رئيساً يتم تقبيل يده أو يقبل هو يد المرشد أمام عدسات العالم الحر، عندها قل على مصر السلام.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - النكسة قادمة
محمد بن عبد الله ( 2012 / 6 / 29 - 17:45 )
مرسي الديماجوجي يلعب دور الدكتاتور المجنون عبد الناصر
وستكون نهايته في ذل كما انتهى عبد الناصر !

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي