الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((متى يحق لنا أن نرفض المقدس))

علي الشمري

2012 / 6 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


((متى يحق لنا أن نرفض المقدس))
الناس تصنف على عدة أنواع من ناحية التمسك بالمقدس فمنهم من هو مؤمن إلى درجة التضحية بالنفس من أجله ,ولكن ليس بالضرورة أن تكون تضحيته ناتجة عن إيمانه المطلق من خلال الدراسة والتمحيص ,فلربما من خلال سوء الفهم وعدم الإدراك بالجوانب الثقافية الأخرى تجعله ينصاع لتوجيهات وتفاسير أدعياء الأديان وخزعبلاتهم.
وهناك من هو لا يؤمن أصلا بكل المقدسات وبمختلف تأويلاتها وتفسيراتها ,ويستند في رؤاه للواقع على الأسس العلمية المستقاة من تجارب وخبرات الشعوب الأخرى في التخلص من الوهم الديني ,ومثل هذا النوع يتهم بالكافر أو المشرك وكثيرا ما ينطبق الحال على كل علماني حيث ينعتوه أدعياء الدين ,
وهناك من هو متقلب الاهواه بين مصدق لما وجد عليه أبائه من تراث مقدس وبين رافضا لكل الموروثات عندما تتعارض مع مصالحه وتطلعاته الشخصية والمستقبلية ,وهذا النوع يكون من ذوي قلة المعرفة والاطلاع ,وهو يساير المجتمع على الرغم من أختلاف قناعته مع الأكثرية الداجنة على التمسك بالمقدس,فهو في صراع مستمر مع الذات بين القبول والرفض ,ويتأثر بالأكثرية السائدة في المجتمع , ويقع في هذه الحالة على الطبقة الواعية والمثقفة مسؤولية أنتشال هؤلاء من مستنقع التخلف والانحطاط ,فكلما أستطاعت الطبقة المثقفة أن توسع فسحة الثقافة الفكرية بين أوساط المجتمع كلما انتشلت قسم منهم ,وربما تصل الى سحب الكثير من المتشددين والمتمسكين دينيا الى جانبها ,وهذا العمل الشاق من قبل المثقفين لا يمكن أنجازه دون وجود الحرية المكفولة دستوريا ,
بعد هذه المقدمة البسيطة نعود الى عنوان الموضوع ,,متى يحق لنا أن نرفض المقدس؟
فهل يحق لنا أن نرفضه عندما يكون وسيلة لانتهاك أنسانيتنا وكرامتنا وفرض العبودية علينا ؟؟؟؟؟
هل عندما يستبيح دمائنا وأموالنا ومقدساتنا وحرياتنا تحت يافطة أقامة الشعائر وممارسة الطقوس .؟؟؟؟؟
ألا يحق لنا ان نرفضه عندما نشاهد أدعيائه يسجدون من ثقل الاوزار وباقي الناس في حرمان وفاقة؟؟أليس يحق لهم في هذه الحالة ان يصطفوا مع الصف الكافر كما يحلو لدعاته بتسميتهم؟كوننا نعلم جميعا بان الجوع أب الكفار؟؟
ألا يحق لنا أن نرفضه عندما نشاهد دعاته يجلسون في بروجهم العاجية وتحيط بهم حماياتهم المدججة بالسلاح وأجساد الفقراء تحصدها التفجيرات والمفخخات دون حراسة من أحد؟؟
لماذالم نرفضه طالما دعاته أتخذوا من الوهم والخرافة بضاعة لدكاكينهم التجارية لتصريفها على عموم الناس ؟
متى نرفض القيود الفكرية التي يحاول دعاته فرضها على عقول الاخرين من خلال التمسك بالنص وعدم السماح للاجتهاد في النص ؟؟؟
هل يحق لنا أن نرفضه عندما يقوم دعاته بناء الآلاف من دور العبادة لاسكان الرب فيها والفقراء يسكنون الصحراء وبيوت الطين والصفيح؟؟
هل نرفضه عندما نشاهد دعاته يذهبون لمشافي الغرب الكافر لإجراء الفحوصات الطبية الاحترازية ومرضى الفقراء يموتون يوميا بسبب عدم استطاعتهم شراء الدواء وعدم وجود مشافي في محال سكناهم او لا يستطيعون الوصول اليها لأسباب عدة.
لماذا لا نرفضه وهو من يقوم بحجب أكثر من نصف المجتمع (المرأة ) وتحقيرها والانتقاص منها ,بفتاويه كي يستغلها جنسيا وفق نظرية وما ملكت أيمانكم ؟
لماذا لا نرفضه عندما يرفض هو الأخر كل علم حديث لا يتوافق مع نظرياته وعلومه التي يجترها منذ قرون خلت ؟
لماذا لم نرفضه وهو من يقوم بنهب ثرواتنا وأموالنا وحقوقا ويعتاش دعاته على جهد الآخرين,؟؟؟
لماذا لم نرفضه طالما اوجد أبوابا شرعية واسعة للمفسدين والمتلاعبين بالمال العام للهروب من أحكام القضاء؟؟
لماذا لا نرفضه طالما دعاته يرفضون تطبيق القوانين السماوية والوضعية عليهم والسماح بتطبيقها على الآخرين؟
فهل عدالة السماء أن وجدت حكرا عليهم فقط ؟؟؟؟من نصبهم وأعطاهم الحق بالتكلم باسم السماء؟؟
هنا نستذكر شاعرنا الشيخ على الشرقي حين قال :
سبعون معصية قد أتيتها بالخفاء.............كانت أبر وأزكى من طاعة في رياء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عقد اجتماعي
مازن فيصل البلداوي ( 2012 / 6 / 30 - 04:50 )
الأستاذ علي الشمري
المقدس وتوابعه وملفاته المتنوعة تزدهر في البيئة التي يزدهر فيها الجهل والفقر،وهذا بموجب دراسات علمية لاتشمل منطقتنا فقط بل تشمل مناطق اخرى حول العالم،المشكلة الكبرى تكمن في ادخال واشراك المقدس في كل شيء،حتى طريقة شرب الماء،وهذا هو محور الحديث،ماعلاقة المقدس بطريقة شرب الماء وطريقة التفكير وطرائق اخرى! لو كان الخالق يريد كمال خلقه لجعلهم ملائكة وانتهى الأمر،وهذا السؤال يأتي بموجب السياق العام الذي يتناوله النفعيون في تعاملهم مع عامة الناس

تحياتي


2 - معتوهين
بلبل عبد النهد ( 2012 / 6 / 30 - 09:16 )
احد المعتوهين الذين يطلقون على انفسهم شيوخ اسمه النهاري من مدينة وجدة بالمغرب اهدر دم صحافي بجريدة الاحداث المغربية لمجرد التعبير عن رايه باحدى القنوات التلفزيونية اللبنانية وهذه الفتوى يجب ان تدخل في قانون محاربة الارهاب الذي سنه المغرب ويجب محاكمة هذا المعتوه وقطع لسانه ان مثل هؤلاء الجبناء يحسبون انفسهم فوق كل البشر وهم من يملك الحقيقة لا غيرهم


3 - نحتاج الى ثوره
موسى شكر ( 2012 / 6 / 30 - 11:57 )
اخي علي نحن نحتاج الى ثوه كبيره ضد الموسسه الدينيه التي تتدخل في مفاصل الحياة السياسيه كما حدثت في اوربا عندما كانت مسيطره على الحياة المدنيه هناك فمنذ الستينات ونحن نعاني من تدخلاتهم وفتاويهم مما ال اليه حالنا الان فهل هناك امل لتحجيمهم ووضعهم في مكانهم الصحيح تحياتي


4 - لم أحدد بلد ما
علي الشمري ( 2012 / 6 / 30 - 12:29 )
الاخ الفاضل مازن البلداوي المحترم
كل ما ذكرته هو عين الصواب ,واني لم أحدد في مقالتي بلد معين ,وكما تفضلت يزدهر المقدس ويصبح تجارة رائجة في بؤر التخلف والجهل ,وهذا ما يسعى اليه دعاة الاديان لبقاء المجتمعات مغيبة الوعي من خلال محاربة التنويرين بأنواع من الفتاوي.ووسائل أخرى ,
شكرا لمرورك وتقبل تحياتي


5 - ونرفضه كذلك
علي الشمري ( 2012 / 6 / 30 - 12:39 )

الاخ الكريم بلبل عبد النهد المحترم
علينا أن نرفض المقدس عندمايتخذ منه دعاته وسيلة لجلد الذات الانسانية تحت يافطة أقامة الشعائر .لم يكن الشعب المغربي الشقيق الوحيد المبتلى بالمقدس ,وانما كل البدان التي توجد بها بؤر التخلف والانحطاط الفكري,الثوابت الانسانية أعم واشمل من بقية الثوابت الاخرى وعلينا التمسك بها ,
تقبل تحياتي وشكرا لمروركم ,


6 - ليس العراق الوحيد المعني
علي الشمري ( 2012 / 6 / 30 - 20:53 )
الاخ العزيز موسى شكر المحترم
كل البلدان التي يتحكم بها المقدس عليها ان تناضل من أجل الخروج من هيمنته ,فالكثير من البلدان مبتلاة به كما هو حالنا الان,
تحياتي صديقي الغالي


7 - الحاجة إلى واحد ؟
سرسبيندار السندي ( 2012 / 6 / 30 - 23:40 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي علي الشمري وتعليقي ؟
1 : إن ماتحتاجه شعوبنا اليوم هو الصدق مع النفس وخاصة من قبل من يطلقون على أنفسهم بالمتنورين ؟
2 : إن من يدعي عبادة ألله ويكفر خلائقه ليهدر دمها ، فهو إما غبي أو مغفل جاهل وكلاهما كارثة على زنفسهم وعلى مجتمعاتهم لأنهم يضعون أنفسهم موضع ألله ،بدليل ( لوشاء ربك لجعل الناس جميعا مؤمنين )؟
3 : يجب أن لاننسى أبدا أن للجهل مروجين لأنهم منه منتفعين ، فكيف إذا غلفوه بشئ من لباس الدين ؟

4 : كيف نميز بين المقدس والمدنس ، مثال ( هل يقبل إنسان حتي لوكان فاسقا أن يكون جده أو والده قوادا ، طبعا لا ، إذا كيف يعقل لعقل هؤلاء المغيبين والمغفلين أن يكون إلههم في جناته قوادا وعلى مدار ( 7/24 ) ، المسألة لاتحتاج إلا لإعادة النظر إذا كنا حقا من صنف البشر ؟

5 : وأخير تقبل مودتي ومحبتي والسلام مسك الختام ؟


8 - شكرا لاضافتك القيمة
علي الشمري ( 2012 / 7 / 1 - 12:17 )
الاخ والصديق س.السندي المحترم
من الثوابت الانسانية التي تستحق التقديس هي الصدق والامانة والنزاهة والتسامح والمحبة للاخرين,وأحترام خيارات الاخرين كي تحترم خياراتك.,وما عداها تعتبر من القشريات والتي مع شديد الاسف تتمسك بها الاكثرية ,وهناك قول مأثور للامام علي(الصلاة عادة والصيام جلادة ومعاملة الناس هي العبادة)تقبل فائق شكري وتقديري لمرورك الكريم

اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب