الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان المسلمون لا يحتاجون إلى مراجعة واحدة بل إلى مراجعات

محمد حماد

2005 / 2 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أسوا ما في مطالبة جماعة الإخوان المسلمين بتقديم "مراجعات" على غرار ما قامت به الجماعة الإسلامية، أن تأتي تلك الدعوة من مصادر أمنية!.، ورغم ذلك تبقى"مراجعات" جماعة الإخوان مطلوبة، وهي دعوة حق وإن جاءت على لسان باطل، والله وحده يعلم أني لا أقصد التشهير وأني لا أقصد غير الإصلاح ما استطعت، إصلاح أرى "الإخوان" أحوج إليه، ربما أكثر من حاجة "الجماعة الإسلامية" إلى "المراجعات" التي أقدمت عليها بشجاعة نادرة.
"الإخوان" أحوج إلى "مراجعة" تبدأ أولاً بنبذ شعار احتكار الحقيقة المطلقة، وتخرجهم من عباءة الوكلاء الوحيدين للمنهج الرباني.
"الإخوان" عليهم الآن وفوراً أن يوقفوا الخلط العمدي بين حركتهم وبين الإسلام، وكأنهما شيء واحد، وألا يتعالوا عمن عداهم من "حركات إسلامية" بدعوى أنهم أصحاب الفهم الصحيح للدين، وأنهم حاملو الإسلام بوسطيته، وتوازنه، وشموله.
ليس من حق" الإخوان" ولا من حق غيرهم كذلك أن يصفوا أنفسهم بأنهم طليعة الأمة، أو أنهم التعبير الصادق عن وجدانها، أو أنهم الامتداد الطبيعي و الحقيقي للأمة في الزمان و المكان.
ليس من حق أحد لا "الأخوان" ولا غيرهم أن يتصوروا أنهم عقل الأمة وقلبها، وآمالها و آلامها كما جاء في حديث منشور للمرشد السابق عن الإخوان، لأن في هذا المنطق نفي للآخر إسلامياً كان أو غير ذلك.
و ليس من صحيح الدين أن يتصور"الإخوان" أنهم ( نبت رباني كريم يرعاه الله )، "قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون"، وليس من حق "الإخوان"، ولا هو من حق غيرهم أن يتحدثوا دون خجل عن أنهم هم الفكر الصحيح المستمد من الكتاب والسنة، فبأي ميزان وزنتم، وعلى أي أساس أصدرتم أحكامكم غير القابلة للنقد.
جماعة" الإخوان" في محنة حقيقية، وربما محنة الإخوان مزدوجة، محنة الملاحقات المستمرة لكوادرها وقياداتها وعناصرها المؤثرة والأحكام العسكرية التي طالت الكثير منهم، ثم محنة أخرى في الداخل قد تكون أشد وطأً من محن تأتي من الخارج.
أعضاء بالجماعة يتحدثون الآن - علناً - عن عسكرة الإخوان، وسيادة مفاهيم القيادة و الجنود و السمع و الطاعة و الثقة العمياء و سيطرة مفهوم المؤامرة على الحركة، ما أوغلهم في عمل سري سرعان ما يسقط ثمرة ناضجة في أيد أمنية متربصة.
أعضاء بالجماعة يتحدثون الآن - علنا-ً عن اختطاف الإخوان من قبل قطبيين و رجال 1965، وأن الجماعة تتنفس أفكاراً قطبية! .
أعضاء بالجماعة يتحدثون الآن علناً عن انسداد التغيير من الداخل، ويتساءلون بأصوات عالية: ما شرعية المرشد الحالي ؟ وهل ما زالت بيعة المقابر سارية المفعول؟
الإخوان في حاجة ماسة إلى مراجعة تقديس أشخاص وأنظمة وهياكل لم تعد تواكب الأحداث والمتغيرات التي تعصف بالأمة الإِسلامية..
الإخوان في حاجة ماسة إلى مراجعة أزمة القيادة، وسيادة الروح الفردية في القرار، وتفشي الخنوع وروح القزمية بين القواعد وإنهاء مبدأ السمع والطاعة.
الإخوان في حاجة إلى مراجعات في التاريخ، وفي حاجة ماسة إلى مراجعات في الواقع، وفي حاجة ماسة إلى مراجعة شجاعة تتيح لعناصر التواصل داخل صفوفها من تولي القيادة بطريقة ديموقراطية..
"الإخوان" المسلمون لا يحتاجون إلى "مراجعة" واحدة بل إلى "مراجعات".
أدعو الله- مخلصا-ً أن يفعلوها.
فهل يفعلون ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصول البابا تواضروس الثاني للكاتدرائية المرقسية بالعباسية ل


.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي




.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة




.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟