الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( محمد النبي (ص) و الواقعية السياسية )) القسم الاول

سلمان مجيد

2012 / 7 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مع ان تحقق الحيادية في التعرض للاحداث الاجتماعية وخاصة السياسية منها ، تعد مطلبا علميا ، الا انه مهما حاول الشخص ذلك لابد ان نلمس شيئا من الميل الى هذه الجهة او تلك ، خاصة اذا ما كانت تلك الاحداث ذات تاثير وتاثر بالزمن الحاضر ، اذن مسالة التعرض لتلك الاحداث تاريخيا تكون اهون ، بسبب ايغالها في القدم ، وان تاثيرها قد خمد منذ حين ، ولكن هنالك بعض الاحداث التاريخية ، مهما كانت موغلة في القدم ، الاانها تبقى تنبض بكل قوة ، وتفعل فعلها ليس فقط في الحاضر ، بل في المستقبل ايضا ، كانك ترمي حجرا في بركة ماء ، فانك تلاحظ تلاحق الموجات من قلب البركة الى اطرافها مهما بعدت ، وهكذا شخصية محمد (ص) لازالت تبعث تاثيراتها الى ابعد مدى في المستقبل ، ما بين مستجيب لتلك التاثيرات ــ والمنصف يعلم حجم هؤلاء ــ وما بين محجم عنها او حتى معارض ، او قل محارب لها في الفكر والفعل، لذلك المطلوب من المفكر ( الحر و المتمدن ) ان يراعي هذه القاعدة البسيطة ، التي تمثل عمق الفطرة الانسانية المتمثلة ( بان حريتك لابد ان تقف عند حدود حرية الاخرين ) ولكن هذا الوقوف او المواجهة يجب الا تتسم بالعنف الفكري او الفعلي ، بل يجب ان تتسسم بالتناغم و الموائمة ، ليبقى الطرفان يتمتعان بهذا الفيض ( الالهي ) من الحرية ، كما ترجمه القران الكريم ، ( ..... لكم دينكم ولي دين ) لتستمر الحياة على المحجة السمحاء .
ولقد اشرت في موضوع سابق ( في الحوار المتمدن ) عن شخصية محمد (ص) زواجاته و حروبه ، وكان الرد من البعض قاسيا وعنيفا ، وكانك تجد بين طيات تلك الردود ، عنفا لا يقتصر على الفكر ، بل تجد وكانما يخرج عليك شبح ملثم متشح بالسواد من بين السطور ، ليشهر السلاح البائس عليك ( سلاح الاقصاء ) ، ليس المعنوي فقط بل الفعلي ايضا ، كما يحدث في اسواق المدن العراقية الوديعة ، من قنابل بشرية ظالمة ، ولافرق ، وان سبب ذلك ــ والذي ارجوه الا يتكرر ــ هو : اولا / الحالة الانفعالية الغير علمية للبعض . ثانيا / الصورة السيئة التي عكسها ( الاسلامويون المتطرفون)عن الشخصية ( المحمدية ) حيث تاثر بها البعض ــ عن حسن نية او سوء نية ــ و اعتبروها هي الشخصية الحقيقية له . ثالثا / المواقف المسبقة التي تحكم مواقف هؤلاء ــ البعض ــ مهما كانت المواقف الاخرى ، والذي اراه ان تغير الراي او الموقف بسبب النظر الى الاخر ، يعد اسمى سمات العقل الحر المستجيب للفطرة .
ان محمدا (ص) على اقل تقدير شخصية تاريخية فريدة من نوعها ، حتى بالنسبة للذين ينظرون اليه من زاوية احادية ، اذن كيف بالذي يرى به انه ( نبيا ) وان شخصيته المتعددة الاوجه ، اشغلت الكثيرين ، لعدم انسجامها مع ذلك الواقع الذي كانت عليه ( مكة و شعابها ) ، وهذا شئ منطقي لانه جاء ثائرا على ذلك الواقع الرث ، الذي تمثله اعتى صنوف الارستقراطية المتمثلة ( بابي سفيان ورهطه ) من الذين اباحوا لانفسهم فعل كل منكر ، اقتصاديا كان او اجتماعيا و اخلاقيا ، لذلك اول من استجاب الى دعوته ( اي دعوة محمد ) هم المستضعفون ( كبلال الحبشي و عمار بن ياسر ) وغيرهم الكثير ، مما استوجب ــ بعد احتوائه لجل هؤلاء المستضعفين ــ ان تكون ادارة لهذا الحشد من البشر ، اذن لابد من تضمين دعوته مفاهيم سياسية ــ قابلة للتطبيق ــ اضافة الى العقيدة ، وكانت انذاك اشكال متعددة من الكيانات السياسية القائمة ، كالامبراطوريات ، الفارسية و البيزنطية ، وهناك ما يمكن ان نسمية ( دويلات المدن ) كالمناذرة و الغساسنة ، وشكلا اخر كان قائما في الجزيرة متمثلا بالقبيلة التي من ابرز ملامحها الغزو من اجل الماء و الكلا ، وحتى لاسباب تافهة ، كداحس و الغبراء التي استنزفت الحرث و النسل على مدى عدة عقود .
ايا من هذه الانظمة الاصلح لدولة المستضعفين هؤلاء ، حتما ان محمد (ص) وجد ايا من هذه الاشكال لايصلح ، لان الذي اراده ان تكون دولة لاظرفية ، زمانية او مكانية ، وانما ارادها دولة ابدية على مدى الافاق ، لاكما اصبحت بعد موته مباشرة ، دولة استاثر بها من استاثر او تصبح ملكا عضوضا كما عند الامويين والعباسيين ليتسيد على الخلق ( اغيلمة ) كيزيد ، او ( المتوكل ) الذي كان له كذا الف من الجواري ، ولا يرتوي خمرا الا في وسط ( بركته ) الذهبية . هذا ما اردت ان ابدا به من (( محمد النبي (ص) و الواقعية السياسية )) في قسمه الاول على ان اتبع ذلك في القسمين الثاني و الثالث ، في سياسته الداخلية و سياسته الخارجية ، على التوالي ، مستهدفا من ذلك نقاشا هادئا دون انفعال ولا عصبية بدوية جاهلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة