الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج30

محمد الحداد

2012 / 7 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المؤمن : ليست جهنم سوى صفات النفس السيئة ... فجهنم .. أي النار .. لا تأتي بعد الموت و القيامة ... بل أن الإنسان السيء يحمل جهنم في داخله هنا في الدنيا ... فصفاته النفسية السيئة المخبأة في نفسه ... هي التي تؤذيه وتؤلمه ... وهنا في الحياة الدنيا نجدها مغلفة بغطاء من النفاق والحياة المرفهة الكاذبة ...
فالإنسان هنا يداري ويغطي على كثير من الشر الذي يحمله ...
أما هناك في الآخرة فإنها تظهر للعلن ...
فجميع الصفات النفسية السيئة تظهر للإنسان على شكل أحداث في الآخرة ... وهي التي تؤذيه ... عندها سيرغب الإنسان أن يتخلص منها ... لأنها ستظهر أمامه ... وتنغص عليه ...
فعليه أن يعترف أنها شر أولاً ...
هنا يمكنه أن يتطهر منها ...
كما هنا في الدنيا يحمل الإنسان أمراض في الأجهزة العضوية الداخلية .. تظهر أعراضها في الجسد الخارجي مثل الحمى ... فيعترف الإنسان بأنه مريض .. فيبادر للعلاج ...
كذلك جهنم يا بني ... فهي مستشفى رباني ... لعلاج فيروسات الشر الكامنة في نفس الإنسان ...
الباحث : نار .. واحتراق .. ولهيب ...
المؤمن : لا .. لا ... النار داخلية في القلب ... وهي أقوى من النار الخارجية ...
فجهنم حياة عادية ... نفس الحياة في الدنيا بالضبط ... ولكن المشاكل و البلاء فيها مستمر ...
نفس هذه الحياة ...
ولكن هنا نجد أشياء تخفف وتنسي الإنسان ...
بينما هناك مواجهة ... أحداث مكروهة مستمرة ... كلها لإظهار الصفات السيئة في الإنسان كي يتمكن من علاجها ...
فالطبيب الجراح في الحياة الدنيا يقطع الإنسان بالمشرطة والسكين ... لكي يستأصل ورم خبيث ... والإنسان راضٍ ومسرور بهذا العلاج ...
بينما في مستشفى جهنم ... الرب هو الذي يستأصل كل الأمراض الخبيثة في الانسان ... ثم يطلقه الى عالم السعادة ... لأن تلك الأمراض الخبيثة لو بقيت مع الإنسان فلن يستطيع العيش في الجنة ... وحتى لو دخل الجنة مع أمراضه فأنه سيحول الجنة الى تعاسة على أهلها ...
وأكثر من ذلك حين يعرف الإنسان مقدار الشر في داخله هناك ... فأنه هو من سيطلب العلاج ... وأي مريض لم يعترف بمرضه ... ويطلب العلاج ... لا يمكن له أن يشفى من مرضه ...
الباحث : اذا يا عم فإن جهنم رحمة للإنسان ...
المؤمن : باطنها الرحمة وظاهرها العذاب ... كما يقول قرآن المسلمين ...
و الأهم من كل ذلك أن يبقى في ذهنك الحكمة البالغة لهذه الرحلة الطويلة للإنسان داخل مملكته ... فالتعليم العملي هو السر المكنون تحت أي حركة في هذه الرحلة ...
فالرب يريد من الإنسان أن يصل الى الهبة الإلهية كاملاً ... و مصفى من كل عيوبه النفسية ... فاهماً لكل الأجزاء الدقيقة والأحداث الخفية في هذا الكون ... لكي يستلم مملكته العظمى ... وقد خبرها من الداخل عملياً ... وليس نظري فقط ... فهل أنت فاهم يا بني !!
الباحث : في أيام قليلة بدأت أفهم منك ما لم أفهمه في عمري كله ...
حدثني يا عم عن عوالم التكوين السابقة والآتية ...
المؤمن : أول عالم هو الحضرة الإلهية ... وهو وطن الإنسان الأصلي ... حيث قبل الأمانة الكبرى ... و استلم زمام الكون ... ولكنه لم يستطع بسبب النواقص النفسية في داخله ... فهبط الى عالم النشأة الأولى ... وهو قبل الدنيا مباشرة ... عالم مشاهدة فكرى لكل ما يحدث في عالم الدنيا ...
فالإنسان يعلم كل الأحداث التي حدثت في الدنيا لكل الناس ... وهي مخزونة عنده في القلب ... لأنه شاهدها في عالم النشأة الأولى ...
الباحث : يعني أنا الآن أعلم حياة الفيلسوف سقراط كاملة ؟!!
المؤمن : نعم ... فأنت شاهدتها بالتفصيل حين كنت في النشأة الأولى ... ولكنك الآن ناسٍ لها ... وحين تصبح مؤمن حقيقي ستتذكرها بالتفصيل ...
الباحث : مه يا عم ... سقراط فقط ... أم الكل ....
المؤمن : الكل ... بل كل تفاصيل الحياة الدنيا ... وكل الأحداث في التاريخ ... منذ أن خلق آدم .. الى يومنا هذا .. فأنت تعلمها بالتفصيل ... ولكنك ناسٍ لها ..
الباحث : كل الناس يعلمون ذلك ...
المؤمن : كل الناس يعلمون .... ولكن الذين يتذكرون ... هم فقط المؤمنون الحقيقيون ...
الباحث : قصة فرعون وموسى ... هل أنا شاهدتها بالتفصيل ....
المؤمن : شاهدها كل الناس وكأنهم يعيشونها ... فالإنسان عنده علم كامل بكل شيء ... ولكنه يولد وكأنه لا يعلم شيء بسبب النسيان ...

نقلها لكم
محمد الحداد
02. 07. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah