الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورات أم انقلابات تحدث في منطقتنا؟؟؟

زارا مستو

2012 / 7 / 3
المجتمع المدني


يجب أن تترافق مع أية ثورة شعبية أو أي انتقال للسلطة السياسية في بلد ما تحولات جذرية في المفاهيم السياسة والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لنقول إن هناك ثورة شاملة وحقيقية, لأن انتقال السلطة وحدها, غير كفيلة, بهذه التسمية, هناك كثير من دول جرى فيها انتقال السلطة لكن كان نحو الأسوأ, لدينا أمثلة كثيرة, في العالم, هذا الانتقال إما كان بقوة السلاح عن طريق انقلابات أو احتجاجات شعبية انتهى الحكم في يد مجموعة احتكرت السلطة,واختزلت المجتمع في نفسها, ونفت المختلف, وخونته, وأوصلت البلاد إلى الكوارث والويلات والحروب. ولا شك أن هذه التحولات بحاجة إلى تراكمات وخبرات متواصلة في المجالات عدة مرورا بحالة النضوج الاكتمال لتجد هذه المفاهيم الجديدة اعتبارها في الواقع, وهذا بحاجة إلى فترة زمنية, لتتغير الذهنية, ولن تكتمل هذه التحولات بكبسة زر أو جرة قلم بكل التأكيد.لن يكون مجتمعا ديمقراطيا, إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار هذه العوامل. ولا بد أن نشير هنا إلى أهم عائق تعترضنا, في ظل هذه الثورات التي تجتاح منطقتنا, هو مفهوم المعارضة سياسيا,وقبول المختلف, عند الأنظمة الشمولية وبعض المعارضات التي تكون على شاكلتها, والغريب في الأمر أن البعض منها تنعت نفسها بمصطلحات تدل على التعدد والتنوع والديمقراطية لكن عمليا, ليس لها أية علاقة –عمليا- بهذه المصطلحات وحتى على مستوى الأفراد, هناك من يدعي بأنه الديمقراطي لكنه عمليا ممارساته تدل على غير ذلك, إذن, الممارسة العملية شيء والجانب النظري شيء آخر. الرئيس الليبي السابق معمر القذافي صاحب المقولة الشهيرة, عندما خطب معارضيه قائلا: من أنتم؟ إذن , من هم بالنسبة له؟ عندما طلبوا منه الرحيل, بل وصف معارضيه بأسوأ الكلمات, علما كانت دولته باسم جماهيرية شعبية, وهو وقائد (ثوري), لكن الممارسة العملية كانت مختلفة, حيث اختزل الشعب بنفسه وعندما طالبه بالرحيل سمى معارضيه بالجرذان,وفي سوريا جرت انقلابات عدة انتهى النظام بالحكم الحالي, وسمي فيما بعد بالحركة التصحيحية التي جرت 1970, هنا النظام سمّى معارضيه بالجراثيم, وهنا الفيروسات والجراثيم بحاجة إلى أنتي فيروس ليكون هناك استقرار في البلاد, هذا هو مفهوم النظام للواقع, وحتى المعارضة التي تسمى بأنها وطنية عند هذه الأنظمة لم تسلم من السجون والمعتقلات, فالمختلف بمنظور هذه الأنظمة عميل خائن مرتبط بالخارج, وغالبا يكون مصيره, إما القبر أو المعتقل, أو الفرار إلى الخارج لينجو بنفسه. إن الأنظمة الشمولية التي تفرض نفسها بالقوة تكون غير محمية من قبل شعبها,فهي معرضة في أية لحظة إلى الانهيار, النظام العراقي سقط, لأنه استلم الحكم بانقلاب عسكري, لم يكن يمثل إرادة الشعب العراقي بكل مكوناته, وما يقوم به النظام السوري دليل آخر على ما ذهبت إليه. على مستوى المعارضات في منطقتنا هناك البعض منها يتعامل وفق ذهنية الأنظمة الشمولية نفسها,وخاصة في مجال حرية الرأي والتعبير, فتراه تكبلك بجملة من خطوط حمر, فنقد المبادئ عندها خط أحمر, ليس من حقك أن تنطق بكلمة واحدة, أو تنتقد مسؤولا أو نائبا لمسؤول,لن ترى من حولك سوى خطوط حمر, وهناك من المعارضات تمجّد الشخص إلى مرحلة تأليه, دون أن يجادل قليلا بكلامه, وإن دل على شيء هذا إنما هذا دليل على تكبيل العقل بنماذج معلبة جاهزة غير قابلة للمواكبة أو التغيير.القوى السياسية وغيرها الموجودة في منطقتنا مطلوبة منها مواكبة روح العصر بكل الدلالات والمعاني والاستفادة من تجارب الشعوب في هذا المجال, هل علينا أن نمرّ بحروب أهلية ومآسي حتى نعود أن نبني الأوطان من جديد, لماذا لا نستفيد من التجارب الأوربيين في هذا المجال؟ في النهاية لن ينجو أحد من حروب طويلة الأمد, والفاتورة سيدفعها الجميع والأنظمة هي المسؤولة المباشرة عنها,أما الذين يضفون الثورة بالطابع الديني أو المذهبي إنما لا يختلفون كثيرا عن هذه الأنظمة الشمولية, وهو التفاف بعينه على هذه الثورات ليختزلوها في فئة محددة, وإخضاعها لمفهوم الأقلية والأكثرية, بعيدا عن مبدأ الشراكة الحقيقية, إن رحلت هذه الأنظمة الشمولية في منطقتنا فلا بد أن ترحل معها هذه القوى الظلامية التي تريد إصباغ الثورة بالطائفية وهيمنتها عليها, وتغيير مساراها إلى صراعات ليس للشعب فيها لا ناقة ولا جمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يجتمع لدراسة رد حماس على مقترح صفقة تب




.. حرب غزة: لا تقدّم في مفاوضات الهدنة.. حماس تتمسك بشروطها ونت


.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين




.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال