الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وصول الإخوان المسلمون ليس بكارثة .

سامى غطاس

2012 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإخوان المسلمون هل هى بداية النهاية ؟
إهداء للكاتب الكبير الأستاذ محمد حسين يونس



الأن و قد وصلنا الى المحطة الأخيرة من السباق أو قل الصراع على الكٌرسى فى مصر و الذى توج بتبؤ الدكتور محمد مرسى لمنصب رئيس جمهورية مصر العربية , علينا جميعاً أن نلتقط أنفاسنا لبرهة من الزمن حتى يتسنى للجميع فرصة جادة لترتيب الأفكار وكذلك الأوراق . حيث شهدت الفترة الماضية حالة من التشرذم و الإنقسام بين أفراد الشعب الواحد بصورة تبعث عن القلق لم يصل اليها الشعب المصرى من قبل .

سأحاول هنا طرح وجهة نظري المتواضعة بصورة مبسطة أناقش فيها خطوطاً عريضة دون الإسهاب فى التفاصيل وذلك من خلال عِدة نقاط محاولاً فيه الإجابة على عدداَ من الأسئلة على النحو التالى :
1- هل وصول الإخوان للسلطة يمثل كارثة على مصر أم العكس ؟
2- هل يستطيع الإخوان ا الإستمرار فى الحكم ؟
3- هل الشعب المصرى فى حاجة للإخوان؟


وصول جماعة الإخوان للسٌلطة فى مصر خيراً أم كارثة ؟

أرى فى معرض إجابتى على هذا السؤال إن وصول تلك الجماعة لحٌكم مصر التى تتخذ من الدين منهجاً لها هو خيراً و ليس كارثة - فى الوقت الحالى على الأقل - حيث و على مدار أكثر من ثمانون عاماً دخلت تلك الجماعة فى صراع مرير مع السٌلطة و مع كافة طوائف الشعب المصرى من أقباط , مثقفون ,نساء ,و فنانون. إستخدمت فى هذا الصراع كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة بدئأً من الإرهاب الفكرى - التكفير وخلافه - ونهاية بالإرهاب الجسدى - التفجيرات و الإغتيالات - و كان هدفها من ذلك هو الوصول الى الحكم و تطبيق شرع الله وذلك لتحقيق الخير لمصر كما يزعمون .
و كانت الحجة الوحيدة التى يأخذونها على معارضيهم إن الفرصة لم تتاح لهم فى الوصول الى السٌلطة لإثبات صحة ما يزعمون وهو ما قد تحقق لهم الأن . وعليه فإننا الأن أمام إحتمالين لا ثالث لهم
إحتمال نجاحهم فى تحقيق الخير لمصر عن طريق تطبيق شرع الله هذا . وهنا يكون و صولهم للسلطة بالتأكيد خيراً لمصر . ومن مِنا لا يتمنى الخير و الإستقرار لمصرنا الغزيزة ؟ و الإحتمال الأخر وهو ما إرجحه شخصيا أن يفشلوا فى تحقيق أي تقدم يٌذكر بل ويتسببوا فى وصول مصر الى رِدة حضارية و إقتصادية وعلى كافة المستويات و عندئذ تكون نهايتهم المحتومة التى يستحيل معها بعد ذلك نجاحهم فى ممارسة أي خداع على شعب بسيط بطبعه , وعندها سوف تتخلص مصر منهم الى الأبد..... وذلك أيضاً خيراَ .
و قد يعترض البعض مِنا بالقول إن مصر ليست بحقل تجارب و لا نستطيع المغامرة بسنوات أخرى عديدة حتى نثبت فقط صدق الإخوان أو كذبهم . أقول إننا وصلنا الى المرحلة التى فقدنا فيها نِعمة الإختيار و المفاضلة و اصبحنا أمام أمر واقع علينا أن نتعامل معه بموضوعية وبدون حساسية أو عواطف لن تقدم أو تأخر فى الوقت الراهن .
علينا أيضاً التيقن إن البديل الأخر متمثلاً فى الفريق شفيق لم يكن أبدا بديلاً مثالياَ بل كان إمتداداً أصيلاً للنظام الإجرامى السابق .

بديهياً نعلم جميعاً إن التغيير هو ٌسنة الحياة , وعليه إن كسر حالة الجمود الذى إتسم بها نظام الحكم فى مصر على مدى ستون عاماً فى حد ذاته خيراً و من أحد اهم النتائج -وإن كانت شحيحة - لثورة 25 يناير .


هل يستطيع الإخوان الإستمرار فى الحٌكم ؟

سبق للبعض منا وأن حذر من وصول الإخون الى السٌلطة مقارنة بوصول بما إصطلح تسميته بالفلول و كانت حجتهم فى ذلك إننا إستطعنا إرسال المخلوع الى السجن و هو فى عِز جبروته و من السهل لنا كشعب إن نثور مرة أخرى و نٌزيل بكل سهولة تلاميذ هذا المخلوع مهما تجبروا , أما الإخوان فهم متغلغلون بصوره تشبة السرطان داخل كل مؤسسات الدولة بالإضافة الى إستطاعتهم و على مدار السنين إستمالة عدداً ضخماً من الشباب و ملايين من البسطاء من الناس و الذي أدخلوا ى عقولهم إنهم الإسلام و الإسلام هم و مهاجمتهم هى مهاجمة لله و رسوله , و الثورة على تلك جماعة إن هى حادت عن الطريق هو الجنون بعينه لإن معنى ذلك التسبب فى حرب أهلية تحرق الأخضر و اليابس .

و إن كنت أتفق نسبياً فى الرأي مع هذا البعض و أتفهم موقفه تماماً و كذلك أتفهم موقف أكثر من 12 مليون ناخب أعطوا أصواتهم للفريق أحمد شفيق بالإضافة لملايين كٌثر لم ينتخبوا أصلاً , أرى إن نهاية جماعة الإخوان سيكون من داخلها و لن يستدع الأمر أي ثورة جديدة .
لقد شاهد كل من يمتلك بصيرة إن الأخوان لا يهمهم تطبيق شرع الله من قريب أو بعيد و هذا واضح جلياَ من إسلوب حياتهم كأفراد - البلكيمى و على ياسين و حمزة أبو إسماعيل أمثلة حية أمامنا - و إنما هم أناس طالبين سٌلطة . ويعرف أيضاً كل ذو عقل أن السلطة و الصراع متلازمان دائماً .
وإذا علمنا إن الدكتور مرسى ما هو إلا تِرس غير هام - إستبن - داخل عجلة ضخمة تمتلئ بالكثير من التروس الأكثر أهمية داخل تلك الجماعة لنا أن نتوقع حدوث صراع داخل الجماعة فى أقرب فرصة ممكنة .
الرجل وصل الى أعلى منصب داخل مصر و هذا لم يمنع خروج الكثير من الأصوات داخل جماعة الإخوان التى تتحدث بإسمه بل تطلق تصريحات هنا و هناك بما عليه فعله . وهنا نرى بوضوح مؤشرات جادة تٌنبئ ببداية هذا الصراع .
و لنشاهد أيضاً حدوث التصادم بين جماعة الإخوان و مؤسسة عريقة كمؤسسة الأزهر منذ اليوم الأول عند أداء الدكتور مرسى اليمين داخل جامعة القاهرة . لنرى صورة جلية أخرى من التصادمات المستقبلية بينهم وبين الكثير من المؤسسات الأخرى . ناهيك عن التصادم المتوقع مع المؤسسة العسكرية و الأمنية .
و نتوقع أيضاً من الرجل أن يحاول إظهار إستقلالية فى إتخاذ القرارات بمعزل عن مرجعية المرشد فيأتية الصوت من داخل الجماعة و باللهجة العامية المصرية - إوعى تعيش فى الدور ,إحنا دبحينه سوا - وعندها سنري تفكك أفرادها و تنظيماتها كما تتفكك حبات العٌقد . هذا إن لم يأخذ الصراع بينهما شكلاً دموياً مما سيعجل بنهاية مأساوية لتلك الجماعة و تنتهى بذلك حقبة مريرة من تاريخ مصر . عندها فقط ستبدأ مصر أولى خطواتها فى الطريق الصحيح . ..... يتبع

تحياتى لكم جميعاُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ سامي غطاس
مروان سعيد ( 2012 / 7 / 3 - 09:33 )
تحية لك وللجميع
ان وجهة نظرك صحيحة بان الاخوان والسلفية والجيش لن يبقوا في شهر عسل دائم ولكن مصر والشعب ستدفع الثمن ويلزم ذلك وقت طويل للاطاحة بالجاهلية والدكتتورية الجديدة لاانهم سيسيطروا مجددا على صناديق الاقتراع وسيورثوا الحكم من سيئ الى اسواؤ وتستمر المهازل
وان الاطاحة بدكتتور مدني اسهل من الاطاحة بدكتتور عقائدي ديني مستعد لتفجير نفسه والقضاء على الشعب في سبيل الاهه واحمد الله بان مصر لم تمتلك القنبلة الزرية لكانت مصيبة المصائب
ولك كل المودة وللجميع


2 - معنى استبن
مواطن عراقي ( 2012 / 7 / 3 - 10:49 )
ممكن احد الاخوة المصريين يشرح لنا ما معنى استبن حيث يتم وصف محمد مرسي به .

مواطن عراقي


3 - معنى استبن
حكيم العارف ( 2012 / 7 / 4 - 07:57 )
هو عجله (دولاب) العربيه التى يستخدموها عند الاحتياط لما عجله من الموجودين تفسى او تتخرم - a spare tyre

استاذ سامى ...

حضرتك افترضت ان الثعبان لايغير جلده ليفشل فى ادارة البلاد ... وهذا خطاء كبير ....


4 - وما هى الكارثة إذاَ ؟
عادل الليثى ( 2012 / 7 / 4 - 08:07 )
1- هل وصول الإخوان للسلطة يمثل كارثة على مصر أم العكس ؟

ألم تلاحظ حجم الكذب الدائم من الإخوان ؟ ... ألم تشعرأنهم لا ينتمون لمصر بل ينتموا لمن يدفع لهم ( أى أنهم مرتزقة أو مماليك العصر الحديث )

2- هل يستطيع الإخوان الإستمرار فى الحكم ؟

نعم بالقهر والقمع مع شعب مسالم مثل الشعب المصرى ... وأنت أكثر من يعرف القمع والقهر

3- هل الشعب المصرى فى حاجة للإخوان ؟

سؤال مهين للشعب المصرى ... فنحن فى عام 2012 والعالم كله لم يعد يحتاج للأديان ولا تعاليمها ولا أيدلوجياتها ولا رجعيتها ولا يقيم لها وزناً ... ومصر كانت مهد للحضارة والتقدم

اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا