الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم يسيئون إلى إلإههم!

داود روفائيل خشبة

2012 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



من حين لحين تصلنى فى بريدى (البريد التقليدى قديما والبريد الإلكترونى حديثا) رسالة ذات مضمون دينى أو روحانى، وتطلب الرسالة أن أعيد إرسالها إلى عدد معيّن من الأشخاص، أو إلى كل معارفى، ثم تمضى الرسالة فتحكى فى عبارات جازمة أن هذا الشخص وصلته الرسالة فأهملها وفى خلال أربع وعشرين ساعة مات ابنه، وذاك الشخص وصلته الرسالة فأرسلها للعدد المطلوب من الأشخاص فربح جائزة مالية كبيرة، وتلك السيدة وصلتها الرسالة فمزقتها وفى اليوم التالى دهستها عربة مسرعة، وهكذا.
وإنى إن كنت أعجب من سيطرة الفكر اللاعقلانى على كثيرين من الناس ممن لهم حظ طيّب من الذكاء وحظوا بنصيب وافر من التعليم، فإنى ربما أستطيع أن أتلمس من الأسباب والأعذار ما قد يخفف شيئا ما من الصدمة والدهشة لاستسلام أمثال هؤلاء الأشخاص لهذه الخرافات الفجّة واللاعقلانية الصارخة، ولكن ما يملؤنى حيرة تكاد تعصف بقدرتى على التفكير هو أن يصدّق هؤلاء الأشخاص الطيبون المتدينون أن الإله الذى يعبدونه يتصف بكل هذا الغِل والنِقمة، وأن يتقبّلوا منه قدرا من القسوة والعدوانية الظالمة ما لو رأوا مثله فى أحد الناس لكرهوه واحتقروه. ألا يخطر ببالهم أنهم بهذا يسيئون إلى إلإله الذى يعبدونه ويشوّهون صورته فى عيون الناس؟
إنى لو تحققت من وجود إله على هذا القدر من الشر والقسوة لكنت أقبل عن طواعية أن يوقع بى كل ما يملكه جبروته من أذى ولا أشاركه فى شرّه ولو بمجرّد السكوت عليه. وليسمح لى أصدقائى ممن تلقيت منهم أحيانا رسائل كتلك التى أشرت إليها أن أعترف لهم بأنى دائما ما أمحو مثل هذه الرسائل، وأظننى دأبت على فعل هذا طوال أكثر من نصف قرن، ويؤسفنى أنى لم أكن أسجّل ما يمرّ بى بعد كل فعلة من فعالى الآثمة تلك، ولكنى الآن أقترب من الخامسة والثمانين، وإن كنت لم أكسب يوما واحدة من تلك الجوائز المالية التى تنزل من السماء، إلا أنى كذلك لم أتعرّض لغير ما يتعرّض له غيرى من المصائب. وآخر مرة تلقيت فيها رسالة من هذا النوع ومحوتها كان بالأمس، وها أنا أكتب هذا ولم تنزل على بعد صاعقة تدمّرنى — إن حدث هذا سأوافيكم برسالة تأتيكم من العالم الآخر!
القاهرة، 3 يولية 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا امة
بلبل عبد النهد ( 2012 / 7 / 3 - 13:42 )
لهؤلاء اقول يا امة ضحكت من جهلها الامم لا اقل ولا اكثر


2 - استغرب لهم
اجرعام ساكورا ( 2012 / 7 / 3 - 17:22 )
استغرب كيف يصدق الكثير من الناس مثل هذه الحكايات الشاطحة حد السذاجة .. هل هم بهذا القدر من الغباء ام بذلك القدر من الحاجة الى التصديق والتلفيق ليستطيعوا أن يؤمنوا وأن يطرزوا الواقع بالحوادث المؤنسة و القصص و الحكاوي البليدة ..


3 - 3ado
Basem Munir ( 2012 / 7 / 3 - 19:37 )
Most people want to get rich easily and since the email tells them that they would if they sent it to so and so number of people, I guess their reaction would be: -Why not?-. If they get rich, kan beha; if not, no harm was done.


4 - سلامتك
‎هانى شاكر ( 2012 / 7 / 4 - 02:12 )

سلامتك يا عم داوود من كل مكروه

أنا لبدت فى الدُرَه عشان أعرف مين العفريت أللى بيعمل كدة ... وساعت ما أمسكته وكادت روحه تطلع فى إيدى ... سألته أنت مين

فرد بصوت محشرج : أنــنــاه ... أه ... أه .... أللهو ألخفى

صراحة .. صُعُب علىّ خالص ... فأطلقته وأنا أُعنفه :

ماتعملهاش تانى أحسن لك ... وسلم لى عالمشير ...


5 - سلامتك
‎هانى شاكر ( 2012 / 7 / 4 - 02:17 )

سلامتك يا عم داوود من كل مكروه

أنا لبدت فى الدُرَه عشان أعرف مين العفريت أللى بيعمل كدة ... وساعت ما أمسكته وكادت روحه تطلع فى إيدى ... سألته أنت مين

فرد بصوت محشرج : أنــنــاه ... أه ... أه .... أللهو ألخفى

صراحة .. صُعُب علىّ خالص ... فأطلقته وأنا أُعنفه :

ماتعملهاش تانى أحسن لك ... وسلم لى عالمشير ...


6 - إدارة ألتحرير
‎هانى شاكر ( 2012 / 7 / 4 - 16:16 )

أطلب من إدارة ألتحرير ... أن تتكرم وتشرح لنا مالذى دفع بها إلى شلفطة ألصفحة إلى هذا ألحد ؟

مالداعى لحذف ألتعليق بعد نشره ( رقم 4 أعلاه ) .. ثم نشره ( رقم 5 أعلاه ) .. ثم إعادة نشره مرة أخرى ( رقم 6 أعلاه ) ...

دا ألمنيل على عينه إللى مايتسماش .. أللهو ألخفى .. مصيبة كبيرة صحيح

اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran