الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طمع-لالة لعروسة- وحرج- لوي ألتوسير-

نبيل حواصلي

2012 / 7 / 3
التربية والتعليم والبحث العلمي


يعرض هذه الايام على القناة الاولى(المغربية) برنامج مسابقات بين مجموعة من الازواج يطلق عليه"لالة لعروسة"، والمثير للانتباه هو مشاركة زوج من مدينة طنجة المناضلة و العريس ما هو الا أستاذ مادة الفلسفة؟؟؟
في الحقيقة لست في حاجة لتقديم درس في الايديولوجيا لهذا الاستاذ المحترم لأنه يلقنه لتلامذة السنة الاولى باكالوريا جميع المسالك لكن الغريب في الامر هو ان يكون هذا الاستاذ أول ضحابا الايديولوجيا في شقها الاعلامي الاشهاري.وكما هو معروف البرنامج يحقق نسب مشاهدة مهمة في الاوساط الشعبية ،غير أن المشكل المطروح جسده السؤال التالي ما القيمة المضافة لهذا البرنامج ثقافيا و سياسيا حتى يسقط في شراكه أستاذ ماة نقدية بثقل الفلسفة و رمزيتها ودورها الرائد في نقد و تشريح ظواهرالمجتمع؟و للتذكير فالبرنامج لا تميز مقدمته بين عبد الكريم الخطابي الاب الذي جعلته قائد الثورة الريفية و محمد ابن عبد الكريم الخطابي القائد الفعلي لتلك الملحمة.
لقد شكل رجل التعليم في مغرب ما بعد 1956 نموذجا للمثقف العضوي الذي عكس بقلمه و سلوكه وتطوعه تطلعات ومطالب شعبه و أدى عن ذلك ضرائب كثيرة لكن مكر التاريخ سينقلب به ليصبح مهرجا في برنامج رديئ مهووس برفع نسب المشاهدة بجميع الوسائل ضاربا بعرض الحائط صورة الاستاذ المثقف الملتزم الذي ظل على مسافة من الاعلام الموجه و المشاركة في برامج التهريج، بل كان دوما مساهما في الرقي بوعي المجتمع و ذوقه الفني وفاعلا تاريخيا مستوعبا لشروط اللحظة التاريخية.
اذا استندنا للسوسيولوجيا لمقاربة هذه الحالة في تطورها فيمكن القول أنها نموذج لتغير جذري مس الانتلجينسيا المغربية وتعبيرا عن درجة انحدارها للسفح بالنظر لاسباب كثيرة لعل أبرزها القمع الشرس الذي ووجه به المعارضون للنظام السياسي سنوات الستينيات والسبعينيات على وجهه الخصوص، يضاف الى ذلك تراجع النقاش الفكري والسياسي داخل الاوساط الجامعية المنتجة للنخبة المثقفة بالنظر للظروف الخاصة التي تعيشها هذه الفضاءات المحاصرة اعلاميا و قانونيا و عمليا.
كما شكل أستاذ مادة الفلسفة عل وجه التحديد رقما صعبا في معادلة الخطاب السياسي الرسمي المصرف عبر المقررالمدرسي مستفيدا من خصوصية الدرس الفلسفي الذي يأبى القولبة و التنميط لمواجهة ما يمكن مواجهته لايديولوجيا الدولة بمختلف مظاهرها الدينية و الاعلامية و السياسية فهل يكون سلوك الرجل ناتج عن جهل بالتجارب الكثيرة لرجال و نساء التعليم في الحركية الثقافية و السياسية لمغرب ما بعد الاستقلال أم هو جري وراء فتات برنامج مسابقات للتويض عن الافقار الرسمي الي تتعرض له هذه الفئة المتدحرجة نحو السفح على مستوى سلم الاجور.
ماذا سيقول الاستاذ و هو يحدث تلامذته خلال حصة درس السنة الثانية باكالوريا عن جهازي الدولة كما حددهما الفيلسوف الفرنسي لوي ألتوسير الايديولوجي(اعلام موجه مققررات مؤسسات...)ثم القمعي(شرطة،جيش،سجون...) و الحرج أو كل الحرج هو أن يتساءل أحد التلاميذ النجباء عما اذا كانت المشاركة في برنامج مسابقات سقوطا مفضوحا في شراك أيديولوجيا الدولة ؟؟
على أي حال، قد يقول قائل أن ما نقدم عليه هو مس بحرية شخص اختار المشاركة في برنامج مسابقات جائزته بحجم مسكن في زمن أصبح فيه الحصول على سكن بمثابة كابوس للموظفين بشكل عام ولرجال و نساء التعليم بشكل خاص لكن اختيارات الا نسان تبقى محكومة بعدة محددات ما دام يعيش داخل مجتمع وفي ظل سيرورة تاريخية . قد يقول اخر ما نقدم عليه هو درس في الايديولوجيا في زمن"سقوط" الايديولوجيات، لكن مثل هذا القول، وهو رائج بكثرة عند رجال التعليم المستلبين ضحايا الوعي الزائف (الايديولوجيا)، ترعاه وتدعمه الانظمة الرأسمالية و حلفاءها في مراحلها الا كثر وحشية وتأزما.
لم يكن هدفنا النيل من سمعة الشخض أبدا، كل ما حركنا هو نقد سلوك من يشاركنا مهنة نرى أنه واجب على أصحابها تقديرها و الحرص على صورتها النموذجية في المخيال المجتمي لتكريس مزيدا من الثقة في المدرس بشكل عام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا