الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاخوان المسلمين وهواية الصيد في البحر الميت

نضال الابراهيم

2012 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد لا يكون مستغربا على من يعرف تاريخ جماعة الاخوان المسلمين وبنائهم الايدلوجي وأفكار ورسائل وتاريخ (الامام ) المقتول حسن البنا معنى وهدف (الممارسة السياسة ) لهذه الجماعة التي لا يكاد يخلو تاريخها في كل الدول التي وجدت بها من الانتهازية السياسة بالتحالف مع بعض التيارات والأنظمة او مهادنتها احيانا والانقلاب عليها احيانا يضاف ذلك الى عشرات الجماعات السلفية ( الجهادية ) الارهابية التي فرختها هذه الجماعة قبل وبعد المقتول الاخر سيد قطب منظر الفقه التكفيري المعاصر .
يلفت النظر الان الدور الذي تمارسه هذه الجماعة بهذه المرحلة من خلال عمل اقرب ما يكون الى فرق عزف الموسيقى (الاوركستراليه ) في تناغمها الظاهر مع الثورات وحركات الاصلاحية العربية في المنطقة بحيث ترفع اغلب الشعارات التي رفعتها هذه الثورات والحراك وجميعها شعارات مدنية ( علمانية) من تغير الانظمة وتداول السلطة وتبني الديمقراطية الحقيقة وبرلمانات منتخبة وتغير او تعديل للدساتير التي هي ايضا منتج علماني بامتياز( العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم ) حتى لو كانت الجماهير البسيطة لا تفرق ولا يهمها التفرقة بين ما هو ديني وعلماني بهذا الامر كون الصراع على المصطلحات والمفاهيم والمضامين هو بالعادة صراع ( النخب المثقفة ) من التيارات الدينية والعلمانية او الليبرالية كما يصفوها احيانا .
فما يهم هذه الجماهير هو حريتها وكرامتها والأمن الحقيقي وليس الذي تدعيه الانظمة والعيش الكريم والى اخر مقومات الحياة الانسانية التي تحفظ للإنسان حريته وكرامته التي لا يحفظها إلا الدولة العلمانية ضمن (نموذج) يلائم البنية الداخلية للدول العربية وحضارتها العربية الاسلامية وتحفظ الدين بعيدا عن توظيفه لخدمة السياسي والصراعات المذهبية .
ان الممارسة السياسة الانتهازية لهذه الجماعة وحلفائها من التيارات السلفية الاخرى وحتى الاشخاص المتعاطفين معها اصبحت واضحة الاهداف والمرامي خصوصا في الدول العربية التي نجحت بها الثورات كتونس ومصر وليبيا وهو اختطاف هذه الثورات من اصحابها الشرعيين وحصد نتائجها وبناء (دولة القران) كما يصفها امامهم حسن البنا وهذه الدولة حسب رؤية البنا لها حديث اخر فهيا اقرب الى الاسطورة منها الى مفهوم الدولة الحديثة .



وتتضح بعض معالم هذه الانتهازية السياسية في ( المعارك الاعلامية ) التي يديرونها من خلال وسائل اعلامهم والفضاء الالكتروني ( الانترنت) باسم صفحات او مجموعات ثورية وإصلاحية او الاشخاص المتعاطفين معهم المنتشرين في اغلب تلك الصفحات وهذه المعارك تدار باسم الاسلام حينا وباسم الله والرسول احيانا ومن اكثر من ( الله والإسلام والرسول عليه السلام ) تقديسا وحبا لدى المسلم العادي الغير منتمي لأي تيار الذي يتلقف اي قضية فيها شبهة الاساءة للإسلام ورسوله برد فعل انفعالي وعنيف احيانا او حتى المنضوي تحت لواء احد التيارات الغير دينية وطنية او قومية او غيرها فهو مسلم بالنتيجة وانتمائه السياسي لا يتعارض مع ايمانه ومعتقده الديني .
وهذا الاخر قد يكون اكثر عقلانية بردة فعله لكونه داخل حقول العمل السياسي ويفترض ان يعرف اساليب التيارات والأحزاب في ادارة معاركها الاعلامية ولكن النتيجة واحدة في كل الحالات وهي اثارة عواطف الناس وتجيشهم باسم الاسلام لتشويه صورة كل التيارات الاخرى على المستوى الفكري او بالحد الادنى ممارسة الاغتيال السياسي ضد رموز هذه التيارات ليس بالقتل طبعا وان كانوا قد مارسوه في تاريخهم ولكن بإقصائهم الى خانة الفسق وعدم الاهلية وحد التكفير ان لزم الامر وهو ما يؤدي الى النتيجة التي يبتغونها تصفية الاخر( تيار – حزب – شخصية عامة) حتى لا يبقى امام الجماهير من مخلص لها من جور الانظمة العربية وفسادها إلا (المهدي المنتظر - الاسطورة) الذي تجسد بالإخوان المسلمين فهم من سوف يملئون الارض عدلا بعد الجور الذي انتشر بها .
اظن على من يدير الماكينة الاعلامية لهذه الجماعة بكل الدول العربية عليه اعادة النظر بهذه الاساليب الفاشية والنازية والبحث عن (عقيدة اعلامية جديدة ) تخاطب عقول الناس لا عواطفهم وخيالاتهم وهو ما يتطلب من هذه الجماعة اولا اعلان عقيدتها السياسية بشكل واضح بعيدا عن التورية والتقية والانتهازية والترقيع الفكري برفع شعارات الدولة المدنية ( العلمانية) وهي كذلك ولن تكون غير ذلك مهما حاولو الهروب واللعب بالمصطلحات والمفاهيم بمحاولة اعطائها مضمون (ايدلوجي- ديني ) حتى تعرف هذه الشعوب اي دولة موعودة يريدون لها .

اعزائنا الاخوان المسلمين لا يتسع المقام لقول كل ما يجب ان يقال ولكن من باب التذكير وليس الموعظة أطلقوا على البحر الميت ( ميت) لان الصيد به مستحيل فلا اسماك ولا حيتان تجذبها السنارات والشباك وهو ما يعرفه الناس من ألاف السنوات لتذكير فقط ان نفعت الذكرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24