الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جامعة بغداد بين الواقع والطموح

محمد خضير عباس

2012 / 7 / 6
التربية والتعليم والبحث العلمي


تعتبر جامعة بغداد من اكبر واعرق الجامعات العراقية الحكومية والتي ويرجع تأسيسها الى اواخر الخمسينيات من القرن الماضي ولكن لبناتها الاولى تعود الى عام 1908 حيث تأسست كلية الحقوق ( مدرسة الحقوق سابقا) وماتبعها لسنوات قليلة من تأسيس كليات اخرى مثل دار المعلمين العالية ( كلية التربية حاليا ) وكلية الطب 1920 والصيدلية والهندسة وغيرها ان الحديث عن جامعة بغداد ونشأتها هو في الواقع حيث عن نشأة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق اذا ان جامعة بغداد ليست اكبر مؤسسة علمية فيه فحسب وانما هي اولها فقد انطلقت منها الملاكات التدريسية والفنية والادارية المدربة تدريبا عالي المستوى لتنتشر على مساحة الجامعات العراقية الاخرى التي تم تأسيسها فيما بعد كما استفادت من تلك الملاكات المؤسسات الحكومية الاخرى . لقد تدنى مستوى اداء وسمعة جامعة بغداد على المستويين العربي والدولي كثيرا خاصة منذ عام 1980 ولحد الان بسسب الحروب العديدة التي افتعلها النظام العراقي السابق ومالحقها من حصار اقتصادي وثقافي وعلمي استمر اكثر من اتني عشر سنة ولحين سقوطه عام 2003 والظروف الصعبة التي مرت على العراق بصورة عامة بعد ذلك والتي اثرث بشكل مباشر على مسيرة التعليم العالي في العراق وادت الى تدهور مستوى التعليم الجامعي العراقي عوما . وقد فرحنا كثيرا عندما تناقلت الانباء عن تبوء جامعة بغداد المرتبة 601 من اصل 700 جامعة عربية حسب التصنيف الدولي QS الذي تجرية احدى المؤسسات العلمية الامريكية ولو ان هذه المرتبة التي حصلت عليها جامعة بغداد متدنية جدا ولا تتناسب مع مكانتها الا انها تعتبر نجاحا كبيرا للتعليم العالي في العراق بفضل الجهود الكبيرة والحرص الشديد والمتابعة المستمرة من رئاسة الجامعة ولكن من اجل الاستمرار لهذا النجاح وديمومته على رئاسة الجامعة الانتباه الى متسوى الاداء للعاملين في المنظومة الادارية للجامعة التي تشمل موظفي عمادات الكليات المختلفة المنتمية لها حيث ان على سبيل المثال تستغرق عملية اصدار وثيقة تخرج لطالب من احدى كليات الجامعة وقت امده اربعة اشهر على الاقل وهذا ما حصل معي حيث قدمت طلبا لغرض الحصول على وثائق تخرج مترجمة من كلية الهندسة قسم الكهرباء والتي احتفلت قبل ايام بمرور 90 عام على تأسيسها وبعد المراجعات المستمرة لعمادة الكلية والتي زادت على عشر مرات تمكنت بعدها من الحصول على هذه الوثيقة وعند سؤالي لموظفة قسم التسجيل في عمادة الكلية عن هذه الفترة الطويلة لانجاز اصدار الوثيقة اجابت ان الاجراءات المعمول بها تتطلب هذه الفترة الطويلة ولا وجود للتقصير من اي موظف مسؤول عن اصدارها مع العلم ان الاقسام التي تمر بها المعاملة تشمل ( عمادة كلية الهندسة – قسم التسجيل فرع الكهرباء ثم التصديق من قبل رئاسة الجامعة ) وهذه الدوائر ان صح التعبير تبعد الواحدة عن الاخرى بضعة امتار فقط اي ان المعاملة لا تخرج عن نطاق مبنى جامعة بغداد فهل هذا معقول يا رئاسة الجامعة ؟ ما هو الموقف لو ان الطالب احتاج لوثيقة تخرجه لغرض التقديم لاكمال الدرسات العليا في احدى الجامعات العربية او الاجنبية او احتاج الوثيقة لغرض التعين في احدى الشركات العاملة في الدول العربية او الاجنبية اكيد ان الفرصة والحالة هذه سوف تهدر وان الوقت المسموح به للتقديم سوف ينتهي ولم تصدر وثيقة التخرج بعد . وقد حاولت ان اقنع نفسي ان هذه حالة فريدة بسبب ظروف معينة ادت الى حدوث هذا التاخير ولكن تبين لي انني محظوظ جدا حيث ان لي زميل قدم طلبا للحصول على وثيقة تخرج وهو من خريجي كلية طب الاسنان واستغرق مدة الحصول على الوثيقة 8 اشهر وهذه ليست مبالغة او تجني على اداء موظفي كليات جامعة بغداد حيث ان لدي كافة المستندات التي تؤيد ذلك وانا مستعد للمثول امام اي لجنة تحقيقة تشكلها جامعة بغداد او وزارة التعليم العالي والبحث العلمي هذا في حالة ارتفاع مؤشر بارومتر( الغيرة ) لدى المسؤولين الحريصين على سمعة جامعتنا العريقة ان رئاسة الجامعة قد اطلقت في اواخر عام 2010 مبادرة علمية جديدة تتمثل بالمشروع الالكتروني لتحقيق قفزة اكادمية وادارية لدى الباحثين والدارسين والعاملين في المنظومة الادارية للجامعة فاين نحن من هذه المبادرة فهل هي للاعلام فقط ام انها واقع فعلي تعمل بموجبه كوادر الجامعة . نحن نريد لهذا الانتصار الذي حصلت عليه الجامعة مؤخرا ان لا يكون صدفة او ظربة حظ بل نحن نريد لهذه الجامعة العريقة كل التقدم والازدهار ولتاخذ مكانتها بين الجامعات العربية كما عهدتنا سابقا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مهزلة
علي رضوان داود ( 2012 / 7 / 6 - 18:58 )
السلام عليكم اخي الكريم محمد خضير عباس..للاسف هكذا يحصل داخل احد صروح العراق والمفروض يكون هذا الصرح منبع للتكلوجيا والتدبير الاداري يقتدى به من قبل بقية مؤسسات الدولة العراقية حيث هناك مركز الابحاث والمراكز الاستشارية داخل اسوار الجامعة وان التلكأ بالعمل ليس فقط على موضوع استحصال الوثيقة بل هناك ما يدعي للتوقف واعادة النظرخصوصا فيما يخص الكوادر العلمية وتنقلاتهم وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب


2 - لا تفاهم
انس احمد ( 2012 / 7 / 6 - 19:18 )
السلام عليكم اضيف الى ما تقدمتم به اخي الفاضل ان المتابع للاداء الوظيفي للكوادر الموجودة حاليا داخل الكليات سيجد ان اغلبهم غير مسؤول عن اصدار ابسط الكتب والوثائق التي يروم استحصالها المراجع حتى تصل الى الشخص المدير والمسؤول ليتحجج لك بأي حجة حتى لا يصادق لك على اي كتاب او وثيقة محاولة مه ان يجعل المسولية على غيره ولا اعرف ما معنى ذلك


3 - جامعة الاحزاب
د.اسامة فهمي ( 2012 / 7 / 6 - 20:28 )
الاخ الكاتب تجد جميع الجامعات الدوليةوالعالمية المعروفة قبلة للعلم والعلماء
وتجد جامعتنا الحبية قد تحولت الى مجموعة من الطلاب الذين نسوا العلم والابحاث وصار جل حيدثهم واهتماماتهم الانتمائات الحزبية والتكتلات السياسية- سوالي هنا اين دور السادة المسولين داخل جامعه بغداد جراء ما يجري وماذا سيتخرج منهاقادة احزاب وتيارات سياسية ودينية لماذا نسيتم اننا صدرنا العلم والعلماء يوما ما من على ارض الجامعة ذاتها


4 - هنا الحقيقة
ميسون الموسوي ( 2012 / 7 / 7 - 11:55 )
الكاتب العزيز اظن ان هناك مبالغة فيما تقدمتم لاني على اطلاع شبه مباشر على عمل الادارة خصوصا في مقر العمادة ولا ينسى الخ الكاتب موضوع تزوير الشهادات والوثائق ومن اجل ذلك هناك برنامجا احصائيا توثيقيا تقوم به الكليات ومن ثمة المصادقة عليه من قبل العمادة


5 - تحمل المشقة
سمير السلطاني ( 2012 / 7 / 7 - 17:27 )
هذه المعظلة المزمنة خضت غمارها وقد استغرق زمن الحصول على وثيقة تخرجي من كلية الهندسة قسم الميكانيك 3 اشهر وكانت مراجعتي اثناء العام الدراسي اي ليس في العطله الصيفية على امل ان يخف الازدحام هذا بالاظافة الى المشقة في الوصول الى مقر العمادة لعدم السماح بدخول السيارات الخاصة ويتوجب على المراجع ترك سيارته خارج مبنى الجامعه ثم الركوب بوسائل النقل العامة مع تحياتي الى الاخ الكاتب


6 - تعامل غير حضاري
حوراء الحيدري ( 2012 / 7 / 7 - 17:33 )
الاخ الكاتب المحترم
لقد تتطرقت في مقالك الى مشكلة جدا مهمة يعاني منها جميع خريجي كليات جامعة بغداد فبالاظافة الى التاخير في انجاز وثيقة التخرج فان الاسلوب الجاف والغير حضاري من قبل موظفات قسم التسجيل في تعاملهن مع الخريجين وكاننا لحد الان طلبة على مقاعد الدراسة في حين ان المنصب والدرجة الوظيفية التي وصلنا اليها تحتم عليهن التعامل معنا بكل ادب وانسانية بالاظافة الى عدم وجود مكان معين لالانتظار والجلوس فيبقى المراجع وافقا لساعات تحياتي لك

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة