الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا يتم إنتاج أعمال عن العصر المسيحى فى مصر؟!

أمير على

2012 / 7 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لبعض الوقت كنت أشتغل صحفياً هاوياً فى إحدى صحف المعاندة أو كما كانوا يدللوها "المعارضة", وكان ثمة تساؤل يشغل بالى لبعض وقت ,أقل من بعض الوقت الذى إشتغلته صحفياً
( لماذا لم ولا يتم صناعة أى عمل فنى سواء فيلم أو مسلسل عن أى شخصية غير مسلمة تواجدت فى تاريخ مصر الطويل.. الطويل جداً؟!)
تاريخ مصر أطول وأكبر وأعمق مما قد يتصوره كائن فضائى جلس يتابع ما تبثه الشاشة الفضية أو الذهبية أو البلاتينية
والتواجد الاسلامى المركّزفى هذا التاريخ ليس سوى فترة صغيرة وتافهة بالقياس إلى عصور وحضارات وأحداث أعظم وأجلّ شهدتها مصر, وتتابعت على أرضها.
لماذا لا يتم إنصاف إعظم معلمى البشر (التاريخ) إذن وإنصاف الحقيقة وسرد وقائعها كلها كما جرت؟!

لماذا لم ولا يتم إنتاج أى عمل سينمائى أو تلفزيونى عن أى شخصية غير مسلمة وبالأخص مسيحية سواءاً كانت مشهورة أو غير مشهورة ؟؟
لماذا لم تهتم الدولة بعمل فيلم أو مسلسل تاريخى عن العصر القبطى أو عصر الشهداء أو أى عمل يتناول مثلا سيرة رواد كبار مازالت آثارهم شاهدة على عظمتهم مثل نجيب الريحانى أو سلامة موسى أو لويس عوض أو فؤاد حداد أو غيرهم كثيرين لم يتكرروا لا بالإسم ولا بالمعنى.

لا أتحدث عن نظرية أو فكرة أن المسيحيين أقلية موجودة و تعيش بيننا وتشاركنا حق (حق و ليس واجب أو منحة) المواطنة ولا يعنينى كم هى النسبة الحقيقية لهم مقارنة بالمسلمين, وهى مهما تزمّت المسلمون و(تباخلوا) فى تسخيطها وتقليلها ستظل نسبة موجودة على أية حال ,ومهما أسرف المسيحيين وبالغوا فى زيادتها لن يغير من حقوقهم وواقع أنهم مواطنين لهم ما لهم (وإن كنت أشك أن أحدا له شىء) وعليهم ما عليهم شيئاً... لا يعنينى ذلك كله
مع أنه فى ذات الوقت لا أفهم كيف تقوم الدولة بإنتاج فيلم أو مسلسل يتحدث عن غزوات الإسلام (غزوة من يغزو أى يحتل ) مثلا وتجبر المواطن المسيحى على مشاهدة هذا العمل صباحا فى شكل مسلسل و مساءا فى شكل فيلم وبينهما فى صدى آذان الصلوات!
المواطن المسيحى لا يعترف بالإسلام, بل يفضل تسمية نفسه قبطى حنيناً للعصر القبطى المصرى الذى يصف ثقافة بلد بكامله أكثر من كونه يصف مذهبا دينياً
لكن يعنينى فى المقام الأول تاريخ مصر الحقيقى وتراثها الثرى.. يعنينى كل تلك الأحداث والمواقف التى مرت فى مصر و شهدتها أرضها وكونتها بهذا الشكل ( المتلخبط )
يعنينى وأتصور أنه يعنى كل المصريين ( التاريخ المصرى العتيق 3200 ق.م-2690 ق.م ) , عصر مينا .. التاريخ المصرى القديم أو عصر بناة الأهرام
عصر الدولة الحديثة ( الإمبراطورية المصرية الحديثة ).. عصر أحمس و تحوتمس و حتشبسوت وإخناتون و توت عنخ أمون ورمسيس ( الأول-التاسع )
تعنينى الإسكندرية و البطالمة و العصر الرومانى واليونانى و الهللينى
يعنينى عصر شهداء الإسكندرية.. والعصر البيزنطى والعصر القبطى و الرهبنة والأديرة

أتذكر أننى أفصحت عن تساؤلى هذا لزميل أثق فى عقله أكبر منى عمراً وأكثر منى خبرة, فنظر لى و بدأ يقول كلاما أتذكره الان جيدا لأنه نفس الكلام الذى ذكره عندما أخبرته قبلها عن رغبتى فى الكتابة عما يحدث فى المؤسسة العسكرية أو مؤسسة الجيش العاتية من فساد وظلم وفوضى وأمور التجنيد و المجندين المغلوبين على أمرهم .. و بلاوى يفيض بها هذا الملف الشائك القبيح.
قال لى فى الحالتين كلاما كثيرا يفهم منه أن تلك الملفات أو الموضوعات لا يمكن التحدث عنها بأى شكل كان حتى الجرائد المفرطة فى نقدها والدسمة فى معارضتها لا تأتى على ذكرها
تخيلت أنه قانوناً مفروضاً على الجميع.. هكذا
لكنه لا قانون و لا يحزنون.. مجرد تواطؤ ثقيل الظل بين الجميع.. فالأمر مفهوم لوحده
لا يصح التحدث عن الجيش, فهذه أسرار عسكرية و الأعداء يتربصون بنا !!
لا يصح التحدث عن المسيحين أو أى أقلية!! أو فئة (ضالة!! ) أو أى تصنيف آخر مهمش تحت أى مسمى.. فهذه فتنة طائفية وحض على الكراهية بين ذراعى جسم الوطن
هكذا.. ولم أفهم صراحة أو أقتنع.

لكنى مقتنعا الآن أننى كنت ساذجاً عندما فكرت فى طرح هذا السؤال من الأساس, فالموضوع أكثر تعقيداً بكثير مما تصورت
كنت ساذجا.. أرى سذاجتى الآن و أنا أتذكر كتاباً لمحمد عمارة, أحد الكتاب المعروف عنه أنه إسلامى تنويرى أو حداثى أو تجديدى ( من الآخر إسلامى طليعى .. مثل لوحات فاروق حسنى التجريدية والمتجردة من أى فن ).. الكتاب كان اسمه أسلمة العلم على ما أتذكر و هو مصطلح آخر غير تعريب العلم (أصحاب تعريب العلم قفزوا فوق واقع أن مجتمعنا و بلادنا لا تنتج أو تعبأ حتى بالعلم و طالبوا بتعريبه.. والآن يريدون أسلمته!!).. تنبهت لسذاجتى عندما تذكرت عمارة الذى قفز فوق كل شىء وكل واقع وسرح بأسلمته ..
أنا الآن مثله.. أقفز فوق كل واقع وأسرح بسؤالى مفترضاً أننا نحيا فى عالم مثالى يجعل من حقى أن أتذكر التاريخ وأحلم أن أرويه كما هو لإبنى من بعدى
فى العالم المثالى لا تصلح سوى الأحلام
من يشاركنى حمل السؤال والحلم بجوابه يوما؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التاريخ يكتبه المنتصرون
مجدي محروس عبدالله ( 2012 / 7 / 8 - 11:09 )
وليس المهزومين وسيستمر هذا الواقع حتى يتبدل وضع المنتصر والمهزوم
مثلا هل سمع احد عن ثورة البشموريين ضد الحكم الاسلامي في مصر
هل يعرف احد ان اللغة القبطية استمرت حتى القرن السابع عشر
هل ....وهل....؟
السياسيون يكتبون التاريخ كما يحلو لهم
والمنتصرون كذلك
اما الاقليات والضعفاء فلا مكان لهم

تحياتي لقلمك ولفكرك الحر


2 - معك علي الطريق
لطيف شاكر - كاليفورنيا ( 2012 / 7 / 9 - 08:04 )
لاتقلق يااخي فانا اعدت برنامج فضائي بعنوان البعد القبطي في المكون المصري وجاري الاتصال بالسادة ضيوف الحلقات بعد ان كتبت عناوين الحلقات الا انني افضل ارجاء البرنامج حاليا لان الامور التي تجري علي الساحة في مصر لاتحتمل مثل هذا البرنامج الان لكن سوف انفذه قريبا عندما تتاح الفرصة


3 - منتصرون لكنهم ليسوا أبطالاّ
أمير على ( 2012 / 7 / 9 - 09:23 )
للأسف يختزلون تاريخ مصر كل يوم أكثر واليوم بعد أن إستولى الإسلاميون على الحكم وشمّروا سواعدهم المخيفة أخشى أن يأتى يوم يصبح هذا التاريخ مجرد بضعة أقاصيص ملعونة مبعثرة

تحيتى لك أستاذ مجدى
وشكراّ لك


4 - بداية جيدة
أمير على ( 2012 / 7 / 9 - 09:32 )
أحييك أستاذ لطيف على الفكرة
من حق الأجيال القادمة ان تعرف وتشاهد تاريخ بلادها ومن حق مصر أن تروى تاريخها كاملا بكل عدل

بالتوفيق, ونتمنى أن نراه قريباً

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو


.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا




.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت