الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج35

محمد الحداد

2012 / 7 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الباحث : نعم يا عم ... و الأمر الثاني ...
المؤمن : لقد خلق الله ألف آدم .. آخرهم ادمنا الآن ... كل شخص موجود الآن وكأنه عاش ألف حياة ... جرب 1000 شكل من أشكال الحياة ... ألف دورة كاملة أنت عشتها قبل أن تصل الى الدورة الأخيرة هذه ... فمن وجد نفسه فقيراً معدماً في هذه الدورة الأخيرة ... فقد عاش الغنى في أحد الدورات السابقة .. ملك .. وزير .. نجار .. حداد .. فلاح .. جندي .. وغيرها .. بحيث لم يبق شكل من أشكال الحياة الا وقد جربه الانسان ...
الباحث : في نفس هذه الحياة !! هذا هو القول بالتناسخ ...
المؤمن : لا ليس بتناسخ أرواح .. وليس في نفس هذه الحياة .. إنها دورة كاملة .. لقد خلق الله 999 آدم قبل ادمنا .. ونحن اطلعنا على كل ذلك .. و كأننا عشناه .. يعني أنت مثلا لك 999 شبيه يحملون نفس الصفات النفسية .. يعني الاصل واحد والحياة مختلفة .. ليس تناسخ أبداً .. لأن الروح الممنوحة لك غير ارواحهم .. الأصل الواحد بينكم هو الصفات النفسية .. أنت و 999 شخص تحملون نفس الصفات .. فاذا كنت كريم فكلهم كرماء .. و اذا أنت شجاع فكلهم شجعان ...
الباحث : النفس يا عم .. هي نفسها أم لا ؟!!
المؤمن : هي .. هي ... وهي غيرها ...
الباحث : هذا تناقض ....
المؤمن : ليس تناقض ... أنا فاهم الفكرة ولكن الكلمات لا تسعفني .. أنظر .. فقاعة صابون تنفخ بها فتتطاير الى 1000 فقاعة .. فنقول عن كل واحدة ..هي .. هي .. وهي غيرها ... فكل واحدة تحمل صفات المجموع ...
الباحث : نعم يا عم فهمت ...
المؤمن : المتسلسلات المستطيلة للصفات الثابتة عند الانسان التي توجد في كل خلية من خلاياه .. والتي تحمل الصفات الوراثية .. هي نفسها عندك وعند ال999 من اقرانك .. ولكن أشكال الحياة تختلف .. فقير في عالم .. وغني في عالم آخر .. وملك في عالم ثالث .. وخادم في عالم رابع .. وهكذا .. بحيث لم يبق شكل من أشكال الحياة إلا وقد جربته أنت وعشته من خلال نظرائك .. فلم تبق للإنسان حجة على الرب .. ليقول لماذا خلقتني فقيراً والآخر غني مثلاً .. لأن كلاكما مارس نفس شكل الحياة .. لماذا هو ملك وأنا خادم لأنه قد مارس نفس شكل الحياة .. عدالة كاملة في منتهى الدقة ....
الباحث : كل هذا حدث في عالم الدنيا أم في عوالم مختلفة ؟!!
المؤمن : هنا في عالم الدنيا ...
الباحث : و أين هم الآن ؟
المؤمن : قد ماتوا وتحولوا الى العوالم الاخرى .. كلما انتهى جيل آدم وانتقل الى عالم البرزخ .. جاء جيل جديد .. وال999 جيل الآن في البرزخ بانتظار القيامة الكبرى ...
الباحث : يعني القيامة لم تحدث لهم بعد ؟!!
المؤمن : لا .. كلهم بانتظار القيامة الكبرى .. وهي قريبة الآن جداً .. فنحن آخر جيل .. آخر آدم .. آدم ال 1000 .. وهذا الجيل أهم و أعظم جيل .. وهو الذي سيكون سلطان على الأمانة الكبرى ... هذا الجيل زبدة الأجيال كلها .. وهو محور الهبه الإلهية ...
الباحث : اذا كان ما تقوله يا عم حق .. فليس لأي انسان ان يعترض .. لأنه جرب جميع اشكال الحياة ...
المؤمن : نعم ويحاسب يوم القيامة الكبرى على 1000 شكل منها .. فليس للإنسان حجة على الرب .. الذين تراهم اليوم مرفهين في أوربا مثلاً .. كانوا يعيشون البؤس في دول أخرى بالدورات السابقة .. والذين يكابدون الجوع في افريقيا كانوا يعيشون الرخاء والغنى في دورات سابقة .. الذي ولد في بيئة صالحة اليوم ولد أيضاً في بيئة فاسدة في دورات سابقة .. وهكذا الانسان الواحد عاش 1000 دنيا فيها 1000 شكل من اشكال الحياة .. فهل يبقى لأي انسان حجة على الرب ....
الباحث : هل هذه حقيقة يا عم !! مثلا محمد نبي الاسلام تكرر 1000 مرة نبي ....
المؤمن : نعم هي حقيقة .. ومحمد تكرر 1000 مرة بصفاته .. ولكن ليس نبي في كل دورة .. فقد كان انسان عادي في كل دورة .. ولكن هنا نبي .. لقد مارس محمد 1000 شكل من اشكال الحياة .. ولكن صفة الايمان واحدة .. 1000 شكل كابد بها محمد أنواع العيش لم تؤثر على ايمانه .. وهكذا كل انسان .. الصفات الايمانية واحدة .. واشكال الحياة مختلفة .. والحساب في القيامة الكبرى على 1000 شكل من اشكال الحياة .. عدالة مطلقة ليس لها نظير ...
............................
ملاحظاتي عن هذه الحلقة
بدلاً من أن يحل العم المؤمن إشكالات الباحث، بدأ بوضع إشكالات جديدة دون حلول جوهرية، ويطلب من الباحث ومن الإيمان بها هكذا دون دليل، فقط لأنه، أي المؤمن، قد قالها.
فيبدأ بإشكالية أن هناك ألف آدم، ونحن لم نزل لم نحل إشكالية آدم واحد، فالسؤال هو، هل تم خلق الإنسان بصورته الآدمية الكاملة هذه من اللحظة الأولى، أم أنه تطور عن أشكال أخرى للحياة، وبذا لا يكون هناك معنى لوجود آدم، أي أب موحد لكل البشر، لأن البشر جميعاً قد تطوروا عن صورة أكثر بدائية.
بوضع حل وجود ألف آدم يعتقد المؤمن أنه سيحل المعضلة النفسية عند البشر بسؤالهم الأزلي لم أنا فقير وغيري غني، فها هو يقول أنك كنت غني في يوم ما في أحدى مراحل حياتك الألف الأخرى.
وخطورة كلام كهذا أنه يدعوا الإنسان للرضى عن حاله الواهن، وعن ما يعيشه الآن من فقر وعذاب لأنه عاش العز يوماً، فبدل البحث عن حلول ناجعة بتوفير العدالة الاجتماعية التي تضمن للفقراء حقوقهم، نكون قد أعطيناهم مسكر ومحبط للعزائم.
وطبعا حلول محبطة مسكنة كهذه تصب في صالح الاستبداد بكل أشكاله، وأولهم السياسي والديني.
وإشكالية أخرى، أن المؤمن قد فرض أن حياتنا هذه هي نهاية السلسلة، أي أنها الحياة رقم 1000 ، فلا تتأمل شيئاً من أي حياة أرضية قادمة غيرها، وهذا إحباط جديد للعزائم.
ثم أن المؤمن يعتبر الغنى والفقر، الملك والخادم، وغيرها، هي شكل من أشكال الحياة، وهذا دليل على جهل المؤمن بالعلوم البيولوجية، فالغنى والفقر ليسا شكل حياة، بل هي توصيف للحالة الاجتماعية للفرد البشري، وهي خاصة بالشكل الآدمي للحياة الحيوانية، فلا يوجد غنى وفقر في مملكة الحيوان.
أما أشكال الحياة، فنقول أن الحيوان شكل من أشكال الحياة، والنبات شكل آخر، والحشرات، والبكتريا، والفايروس، ولا نقول أن الحداد هو شكل من أشكال الحياة، والنجار شكل آخر، أي لا تكون أشكال الحياة على حسب مهنة الإنسان.
أرجوا أن يكون المؤمن أكثر وعياً في الحلقات القادمة، وأن لا يقع في مطبات وإشكاليات يضعها بنفسه بدل حله للإشكاليات السابقة.
وأخيرا أقول، ما هذه السلبية التي يتمتع بها الباحث حين محاورته للمؤمن، فقد بدأ حلقاته الأولى بالشك بكل شيء، ويناقش الأفكار المطروحة، ولكنه أمام المؤمن مستكين، مسالم، ومسلم لأمره بيد المؤمن، مجيباً بنعم قد فهمت، دون اعتراض، أو حتى مشاكسة فكرية بسيطة.
مع تحياتي
نقلها لكم
محمد الحداد
08. 07. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تساؤلات مشروعة
اوروك ( 2012 / 7 / 8 - 18:34 )
أعتقد ان الطين قد أزداد بلّة كما يقال وبدل ان يكون الامر اكثر وضوحا أزدادت الشكوك والتساؤلات.. لكن هناك تساؤل رئيس فنحن نعرف ان الانسان هو مجموعة خبرات متراكمة وكلما تقدم في العمر ازدادت خبرته نتيجة لتراكم خبراته والتي هي نتيجة تراكم تجاربه الحياتية وبالتالي تأتي احكامنا أقرب الى الصواب بفعل تجاربنا هذه..فكيف نحاسب على 999 حياة نحن لا نتذكرها ولا ندخر منها اي خبرات سابقة وما الفائدة منها أساسا؟هذه بعض التساؤلات ولدي الكثير لكن ساكتفي بهذه الان على أمل ان نرى ما سيستجد من أمور وحينها سيكون الكلام مسهبا وأكثر تشعبا..تحياتي


2 - أعتقد لو تضع الاسئلة الآن أفضل
محمد الحداد ( 2012 / 7 / 8 - 21:06 )
السيد أوروك المحترم
كما قلت فالموضوع ازداد تشعبا، وبدلا من حل إشكالية واحدة، أصبحت ألف، لذا فأني أعتقد لو كتبت الآن كل تساؤلاتك أفضل من تجميعها مستقبلا لأنك قد تنساها
وتساؤلك حول حسابنا على ألف حياة لهو سؤال مشروع، بل والأكثر ما فائدة العيش ألف حياة ونحن لا نتذكرها، ولا نستخلص فوائد تجربتها، ولم تزيدنا خبرة
أ من المعقول أنها فقط حتى لا تكون حجة لنا على الخالق بسؤالنا له لم وضعنا بالفقر مثلا، فيجيبنا بأننا كنا أغنياء في الحياة 15 وملوك في الحياة 33
ثم لم ألف حياة، وليست مليون، أو عشرة آلاف، أي لم تم اختيار العدد ألف
المؤمن لم يجيب عن التساؤلات السابقة، بل بنفسه وضع تساؤلات كثيرة على الفرضيات التي يطرحها
وقد سألت لو كان مؤمنا حقا، فحسب قوله يستطيع نقل الجبل من مكانه، فليختار مثلا اشارة مرور في مدينة وشارع نعرفه، ليغير مكانه، أعتقد أنه طلب أسهل بكثير من تحريك جبل
مع تحياتي


3 - هذه ردود فيلسوف الشرق
محمد الحداد ( 2012 / 7 / 9 - 00:09 )
خي محمد الحداد:الى حد هذا الجزء الباحث لم يؤمن ولكنه غير مستكين فقوله (فهمت)لاتعني انه امن واستسلم لما يقوله المؤمن بل تعني فقط انه فهم ما اراد قوله المؤمن ................نعم في الاجزاء السابقه طالب الباحث بالدليل على اقوال المؤمن وقال له المؤمن ساعطيك الدليل الاعظم على كل اقوالي فاستمع الى ما اقول بدون جدال لكي تفهم كلامي ثم اني ساعطيك الدليل الاعظم على كل ما اقول وقلت دفعة واحده ................ثم انه في الاجزاء الاخيره بدء في اعطائه الدليل وهو (ان يعلمه طريق الايمان بوضوح فيسير الباحث على طريق الايمان فيكتشف كل شيء بنفسه واي دليل اعضم من هذا ان تكتشف كل شيء بنفسك )ان هذا الدليل بعينه هو الذي اعطته الانبياء الى البشريه ........


4 - تابع رد فيلسوف الشرق
محمد الحداد ( 2012 / 7 / 9 - 00:10 )
لقد اخبر الانبياء بامور غيبيه بدون ان يعطو ادله وبراهين كلاميه على تلك المغيبات ولكن الدليل الوحيد والقوي هو انهم علموا الناس الطريق الصحيح للايمان فمن وافق على السير في هذا الطريق شاهد كل تلك الغيبيات بعينه وراها على حقيقتها ولم يقدم الانبياء اي دليل اخر غير هذا ..............اما المعاجز التي قام بها الانبياء فهي فقط لاثبات صحة نبوتهم وانهم رسل من السماء لكي يطمئن الناس لهم ويصدقوهم في السير على طرق الايمان ............وكما يقول السيد المسيح (من شاء ان يعمل مشيئة الذي ارسلني يعرف التعليم هل هو من الله ام اتكلم انا من نفسي ) ............فقد شاهد اليهود السيد المسيح يحيي الموتى ويبريء الاكمه والابرص ويرد البصر على الاعمى ولم يؤمنوا به ولم يصدقوه فقال لهم اخيرا دليله الاعضم (من شاء ان يعمل مشيئة الذي ارسلني يعرف التعليم هل هو من الله ام اتكلم انا من نفسي )فمن يسلك طريق الايمان الذي يشرحه العم المؤمن في الجزء الاخير يعرف التعليم هل هي من العم المؤمن ام من الله


5 - تابع رد فيلسوف الشرق
محمد الحداد ( 2012 / 7 / 9 - 00:11 )
تحديد ادرة الموقع لعدد محدد من الحروف لا تعطيني الحريه في الاجابه وقد حاولت نسخ الاجابه لكي تكون ضاهره في الموقع فواجهتني مشكلة التقيد بعدد محدد من الحروف ارجو ان يتولى الاخ محمد الحداد نقل اجاباتي على الاسئله المطروحه الى قراء الموقع بطريقته الخاصه مع كل الحب والشكر


6 - تابع رد فيلسوف الشرق
محمد الحداد ( 2012 / 7 / 9 - 00:12 )
اخي محمد :لا اعرف ما هو الاحباط في ان نكون قد عشنا 999 حياة قبل هذه .............ثم ان المؤمن لم يقصد اشكال الحياة البيلوجيه بل يقصد انواع التجارب الحياتيه وهذا واضح جدا من القصه .............وساجيبك الان لم الباحث لا يناقش المؤمن وهو سؤال جيد جدا


7 - الاخ اوروك المحترم
محمد الحداد ( 2012 / 7 / 9 - 00:12 )
الاخ اوروك :الفائده لن تكون في هذه الدنيا بل الحصيله ستكون في نهاية المطاف في الحضره الالهيه عنها سيتذكر الانسان كل تجاربه ويستفيد منها جميعا


8 - تابع رد فيلسوف الشرق
محمد الحداد ( 2012 / 7 / 9 - 00:13 )
نحن نحاسب عن 1000 حياة لاننا عشنا 1000 حياة فعلا عند الحساب سنكون ذاكرين لكل ذلك اما الان فناسين لكل ذلك ستعرف الفائده من 1000 حياة عندما تصل الى الحضره الالهيه


9 - تابع رد فيلسوف الشرق
محمد الحداد ( 2012 / 7 / 9 - 00:13 )
محمد الحداد: ارجوك افهم اجوبتي وقم بنشرها في موقع الحوار المتمدن بطريقتك وباسلوبك لاني لم اتمكن من ذلك ولك الشكر

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah