الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع العربي المعاصر و ءاشكالية غياب المبادئ

باسم كروج

2012 / 7 / 8
المجتمع المدني


تمهيد :

ما قد يفهم من لفظة * مبادئ * يتصف بكونه قاصرا مقارنة بما تدل عليه من معان سامية و جليلة وذلك راجع بالأساس ءالى طبيعة التفكير التي تميز الانسان المعاصر عموما و العربي على وجه الخصوص. فهذا الأخير يولد و يترعرع وسط أسرة لا تؤمن بشيء واضح محدد سوى بأن عليها السير وفق معايير حددها المجتمع - ءان كان المجتمع مؤهلا أصلا لوضع معايير - و بالتالي تنتج لنا أجيال مسلوبة الارادة و الطامة الأعظم أن من شذ عن ماهو متعارف عليه - على الرغم من اعوجاجه - تلصق به أقبح النعوت و يتم نبذه و مهاجمته متى سمحت الفرصة بذلك . هذا و يروم المقال تحديد تعريف دقيق لكلمة *مبادئ* و الوقوف على أهم أسباب غيابها عن مجتمعاتنا و ءارشاد الفرد العربي ءالى المبادئ التي تكفل له العيش المنظم و المستقر .
أولا : التحديد الدقيق لمعنى كلمة * مبادئ*
مبادئ جمع مبداء و تعني الأساس أو القاعدة و تشكل المبادئ بصفة عامة معايير تنبني على أساسها تصورات و أحكام الفرد وتصرفاته ... بحيث تترسخ بداخله فلا يشعر بالاستقرار ءان هو خالفها أو حاد عنها و لو بشكل جزئي . و تترجم كلمة *مبادئ* ءالى الفرنسية ب * principes * و تحيل على القواعد التي تسعى ءالى بلورة أهداف أو مقاصد . و عليه نخلص ءالى أن التوفر على مبادئ مسألة حيوية بالنسبة لنا سواء كأفراد أو جماعات و ءالا سادت الفوضى و انشر الفساد و الافساد .
ثانيا : الأسباب المفسرة لغياب المبادئ عن المجتمع العربي المعاصر
التطورات التي لحقت مختلف جوانب حياة المجتمع العربي بداية من النصف الثاني من القرن العشرين أدت ءالى ءازاحة المنطق التقليدي بيد أن هذا الأخير لم يجد ما يعوضه بفعل المعارضة الشرسة من قوى المحافظة للمنطق الحديث ما أدى ءالى اظطراب رهيب يتجلى في عجز المؤسسات التربوية و الدينية عن تزويد الفرد بما يكفي من أساليب التفكير النقدي ما من شأنه أن يمكنه من اختيار مبادئ تؤدي به ءالى حياة منظمة مستقرة فالأسر تبرمج أفرادها منذ مراحل الطفولة المبكرة على الاقتداء بسلوكات الأغلبية دون اعتبار لصحتها فالمهم أن لا يتعارض سلوك و طريق تفكير الفتى أو الفتاة مع المألوف و كذلك فضاءات التعليم التي غدا دورها ينحصر في شحن مرتاديها بمضامين المقررات الدراسية ليس ءالا . أما المؤسسات الدينية فلم تعد تدعو الى المؤاخاة و التعايش و التسامح و التضامن ... و هي مبادئ تسمو بسلوك الانسان و تشعره بالتفوق على باقي الموجودات بل أصبح دورها يتمثل فقط في ءاذكاء الضغائن و الحث على التفرقة و تكريس الأعراف الاجتماعية المتخلفة في النفوس كما في العقول و هو أمر خطير للغاية فالخطاب الديني - خاصة بالوطن العربي- لا ينبغي أن يناقش مما أدى و يؤدي ءالى كوارث تهدد بانهيار مجتمعاتنا العربية
ثالثا : ما السبيل ءالى مبادئ تكفل العيش المستقر و المنظم ؟
ءان دور مقالات الرأي هو التنوير و الارشاد بالاجابة عن مختلف التساؤلات منها التساؤل الذي يطرحه المحور و بناءا عليه نقول أن اختيار مبادئ قصد توجيه سلوك الفرد ليس بالهين فالأمر يتعلق بالانتقال من عدم التظيم أي درجة دنيا ءالى التنظيم أي درجة عليا و المساعد على ذلك يكون هو الاطلاع على النماذج البشرية الناجحة بفضل الالتزام بمبادئها بغرض الاقتداء بها فسقراط مثلا لأجل مبادئه فضل تجرع السم و بيل غيتس مؤسس شركة ماكروسوفت للحواسيب صار أغنى رجل في العالم و هو الذي اشتهر بمبادئه و أبزرها المبداء القائل بأن العيب ليس أن تولد فقيرا و ءانما أن تموت فقيرا و غيرهما الكثير فعلم أن المبادئ تصنعك بقدر حرصك عليها و على اتباعها .
و أخيرا نقر بأن مسألة غياب المبادئ عن تفكير أفراد و جماعات المجتمع العربي موضوع غني لا تكفي كتب و لا مجلدات لكي تلم به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خالد أبوبكر: أمريكا وأوربا تجابه أي تحرك بالأمم المتحدة لدعم


.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأمم المتحدة تشدد على ضرورة إدخا




.. سفير إسرائيل بالأمم المتحدة: قرار واشنطن وقف بعض شحنات الأسل


.. بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد




.. كاميرا العربية ترصد أوضاع النازحين في مخيم المواصي