الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في رحيل المناضلة - حليمة علي -

مهند البراك

2012 / 7 / 8
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


رحلت المناضلة " حليمة علي " زوجة القائد الانصاري الشهيد " خضر كاكيل " الى مثواها الاخير بعد حياة مليئة بالمشاق و الحرمانات اثبتت فيها آيات من الصبر و الشجاعة شدّت فيها من ازر زوجها الشهيد خضر كاكيل في حياته كاحد ابرز قادة البيشمركة الانصار في نضالهم الشاق ضد الدكتاتورية في الثمانينات . .
في ربيع عام 1982 وفي لقاء جمعني بالشهيد خضر كاكيل في مقر سرية روستي اثر الانتصار الذي حققه بيشمركةانصار السرية بنجاحهم باقتحام ربيئة " سري سرين " بقيادته لهم في ليلة 30 / 31 آذار من ذلك العام، و كان اول انتصار من هذا النوع خطط له و قام باستطلاعة الشهيد كاكيل، و فتح بذلك الباب عريضاً لعمليات اقتحام الربايا العسكرية . .
حدّثني الشهيد عن كيفية التحاقه بقوات الانصار، بعد ان ازدادت الضغوط عليه من قبل رجال الامن الصدامي و جلاوزة الحكم الشوفيني و تزايد استدعاءاتهم له و لابنائه للضغط عليهم للتعاون معهم و تهديداتهم لهم بالقتل وسط رفضهم المطلق . . فقال :
" بعد ان اطمأنيت لوضع البيت و موافقة زوجتي و استعدادها للمواجهة و بعد ان كبر ابني البكر عمر الذي يمكنني الآن الاعتماد عليه لصبره و شجاعته و عنايته بالعائلة . . قررت الخروج الى الجبال، الى حيث رفاقي الانصار يقاتلون الدكتاتورية . . انه لمن حسن حظيّ اني حظيت بزوجة و ام شجاعة تفهّمتني و هي كأنها الملاك الحارس لما اقرر القيام به، و منذ معركة " هندرين " . . "
تلك هي شخصية المناضلة الجسورة " حليمة علي " التي التقيت بها عام 1987 في دولي سماقولي في النقطة التي كان يتجمع و يلتقي فيها اعضاء مكتب الفوج 31 بضيافة مكتب سرية كويسنجق آنذاك، و التي تقع في قرية صغيرة مهجّرة اعتقد ان اسمها كان " كروش " و كانت الاقرب الى مدينة كويسنجق من جهة حماموك . .
التقيت بها حين جاءت مع مرافقَين مكوّنين من امرأة، و رجل كان يسوق الشاحنة الكبيرة التي رفع عنها حوضها الخلفي (خاور باللهجة المحلية) . . بعد ان اوصل استطلاعيونا من شباب المنطقة خبر مفاده ان زوجة الشهيد كاكيل تبحث عن مقر انصار الحزب الشيوعي في دولي سماقولي. و بعد تدقيقات سيطرة و حماية بيشمركتنا، التقيت بها كاقدم من كان موجودا في المقر وقتذاك.
كانت تكفل و تطلب اطلاق سراح احد افراد الافواج الخفيفة الذي كان محتجزاً عندنا و كان آمر مجموعة، حيث جاءت لاطلاق سراحه لانه كان من موقعه ذلك يحمي عدد من عوائل البيشمركة في رواندوز و اربيل . . وانها جاءت مع المرافقين معها كوفد من تلك العوائل لاطلاق سراحه . .
و للثقة العالية بالمناضلة " حليمة علي " تقرر اطلاق سراحه و ان يأخذوه معهم . . تلك الثقة التي انبنت على كل حبها و رعايتها لعائلتها الرعاية الصالحة و على مواقفها الجريئة سواء من نشاط زوجها الانصاري البارز و تحملها انواع التوقيف و الملاحقات و العوز طيلة سنين بسبب ذلك و مواصلتها اعمال المراسلة رغم كل المشاق
او من موقفها حين اقسم ابنها الثاني عثمان عند استشهاد ابيه على ان يلبس ملابسه و يحمل ذات سلاحه لمواصلة نضال ابيه و هو لم يكمل السادسة عشرة بعد، وسط فخرها و بين دموعها التي ازدادت حين فقدت ابنها الشاب الجميل الشهيد عثمان ـ سركه وت ـ ذاته . .
تحية اجلال و احترام على قبر الفقيدة الام المناضلة حليمة علي و الذكر الطيب الدائم لها و لروحها الطاهرة
و الصبر و السلوان لابنائها و لكل عوائل و نساء و ابناء البيشمركةالانصار !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز اليسار.. سيناريوهات تشكيل الحكومة الفرنسية


.. حظوظ معسكر ماكرون في تشكيل الحكومة.. اختلاف اليسار يسهل المه




.. الآلاف من أنصار تحالف اليسار الفرنسي يرفعون العلم الفلسطيني


.. بعد فوز اليسار: ما سيناريوهات تشكيل حكومة مستقرة في فرنسا؟ |




.. فرنسا.. مواجهات بين الشرطة وأنصار اليسار أثناء احتفالهم بالت