الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو عاش الوردي في العراق الجديد

كريم محمد السيد

2012 / 7 / 9
المجتمع المدني


(ماذا لو عاش الوردي في العراق الجديد)
كان يعرف عن الراحل الدكتور علي الوردي انه يرتاد المقاهي والنوادي والمجالس التي لا ترتادها الطبقه المثقفه في الغالب وقد علل ذلك بان هذه المجالس هي المختبر الحقيقي للباحث عن حقيقة المجتمع الذي يعيش فيه وقد راينا كيف وفق الى الوصول لحقائق وعادات وافكار لا يمكن لاي باحث يتظر للناس من برجه العاجي (حسب تعبيره) ان يصل او يوفق اليها وكيف يضحي بوقته وسمعته حتى ! ليحصل على فكره جديده او تعليل لظاهره معينه ليحلل فيها حركة المجتمع وفق النظريات الاجتماعيه وليعطي انباعا وتصورا عن مجتمعه وهذا معدن نفيس من معادن الباحثين التي لاتصدا افكارها لمئات السنين,
وليته اليوم كان حاضرا
انقلب المجتمع العراقي انقلابا عجيب لفترة من الزمن لااعتقد انه انقلب في اي فتره من فترات تاريخه القديم والمعاصر والتي بدات من عام 2003 بعد الاطاحة بالنظام السابق ودخول القوات الامريكيه تحت عباءة الامم المتحده والوصايه الدوليه الى ساعتنا هذه فتغيرت بذلك مفاهيم ومبادىء وتحركت الافكار التي كانت خامده ل 35 عاما لا تفكر الا في طريقة العيش والسير جنب الحيط كما يقول المصريون وطبيعي ان بتغير افكار الحاكمين تتغير افكار المحكومين لان الناس على دين ملوكهم,
لا يقتصر في عراق ما بعد 2003 تولي الوظائف الحكوميه والرياده الاجتماعيه على طبقات من المجتمع دون غيرها كما كان يحدث سابقا رغم ان للمحسوبيه والمنسوبيه دور في توليها الى ان المعيار اختلف من الولاء للحاكم الى الانتماء للحاكم وشتان بين ولاء الناس وانتماءها فالولاء يعني النصره والتي من مقتضاها على سبيل المثال ان تشي وتتخلى عن اقرب الناس اليك في اللحظه التي يطلب منك ذلك للترقي لمنصب معين دون النظر الى دينك او قوميتك او عشيرتك او منطقتك المطلوب ولاءك لاغيره كنت من تكون والا تثير قلق السلطه لتكون خائنا فتكلفها سعر تاشيرة الموت (اطلاقات ناريه)! اما بالنسبه للانتماء فيعني دخولك ضمن نطاق الدائره المسيطره على السلطه ولكل فئة شاكلتها حسب الدين والقوميه والعشيره والمناطقيه وهذا برايي من اهم مساوئ تطبيق النظام الديمقراطي في البلدان التي تنتشر فيها التعدديه والاتجاهات الفكريه والمذهبيه,
ان لتقلبات السلطه في العراق الجديد ونظام الحكم في الدوله اثار ومخلفات اجتماعيه كبيره لانفتاحها على العالم الخارجي بعد جفاء وانقطاع طويل جعلت الفرد العراقي يتعطش للاختراعات الحديثه وتلقي الافكار المستورده والبحث في اغوار الاعتقادات والانتماءات واثارتها بشكل يثير الدهشه فتتفرق الفرقه الواحده الى سبعين فرقه وتتفرق كل فرقه الى جماعات وتتفرق كل جماعه الى افراد والغريب ان الفرقه المتحدة سابقا بتوحد العدو متفرقه اليوم بتوحد العدو! وهذا حال التاريخ,
انقلبت الافكار اليوم واصبح الكل منفتحا ومستبصرا ومعتقدا ومنتميا وتعتق كل فئه انهم حزب الله الغالبون وان غيرهم واهمون ومن هذا وذاك ضاع الجميع ولست ارغب بالخوض في الموضوع من الجانب السياسي وان ما يهمني الان ان اطرح الموضوع بجانبه الاجتماعي وليت الوردي كان حاضرا اليوم لاراه في الاسواق وسيارات (الكيا والكوستر) وقاعات البلياردو ومقاهي النرجيله وكروبات الفيس بوك والتويتر ومتنقلا بين مدن العراق كافه والتي باتت تصنف على اسس دينيه وقوميه وعرقيه للاسف الشديد,
ليت الوردي كان حاضرا ليرى شبابنا اليوم واهتماماتهم الغريبه بعالم الموضا وتسريحات الفنانيين وتشجيع اللاعبين والايمو وفراغ العقول من محتوى روح الشباب المثقف الذي غالبا ما تكون بيده زمام حركة المجتمع المتحضر والمتطلع نحو ابواب الحضاره,
ليت الوردي كان حاضرا ليرى دجله بماءه اسير والثور المجنح كسير والنخيل هرما والوزير سارقا ورجل الدين منافقا والمثقف خائنا و...ووو...الخ
ان مجتمعنا اليوم هائما منقادا لايادي خفيه تريد به ان يسير الى طريق الهاويه ولمن يريد ان يتاكد فليراجع المحاكم ليرى نسب الطلاق وليراجع المستشفيات ليرى الامراض الغريبه والعجيبه وحالات العقم المريبه واجواء العراق المتربة ولا ادري هل هذا لفرقتنا ام لبعدنا عن الله جل وعلا وهو اصدق القائلين (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بتهمة ارتكاب جرائم حرب.. الجنائية الدولية تسعى لاعتقال نتنيا


.. ما فرص تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية الدولية لاعتقال مسؤولين




.. بايدن عن طلب #الجنائية_الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياه


.. بلينكن: نرفض طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار




.. قرارات المحكمة الجنائية الدولية وانعكاساتها على حرب غزة | #غ