الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنه منهج البحث العلمي فأي نادي وأي تصفيق؟!

سنان أحمد حقّي

2012 / 7 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنه منهج البحث العلمي فأي نادي وأي تصفيق؟!
كتب الأستاذان العزيزان سمير أحمد وحسين عمر المحترمان تعقيبا على تعليق لي على أصل مقال الأستاذ طلعت رضوان حول الإسلام الصحيح
ونحن معا نتساءل ونتحرّى عن ماهيّة الصحّة تلك؟
ولو كان كل شئ في التاريخ كما نرغب أو وفق أهوائنا لما كان هناك تاريخ إذ أنه يبحث بكيفيّة حصول الأحداث أساسا،
ثم أنني لا أفهم عن أي حضارة وأية أوضاع مأسوف عليها يتحدّثون؟! هل هم الجبابرة الذين كانوا يضعون السلاسل في أيدي وأرجل جندهم ليجبروهم على القتال في سبيلهم وسبيل نهبهم لمزيد من الأموال والجواري؟؟
أم أولئك الذين جعلوا من أنفسهم آلهة ومنحوا أنفسهم حقّ بيع وشراء رعاياهم؟ وطغوا وقتلوا أبناءكم واستحييوا نساءكم؟
إن الموضوعيّة يا أساتذتنا الأعزاء تتطلّب أن تُدرس الأمور والأحداث على إعتبارها خارج وعينا ومستقلّة عن إرادتنا أي من غير موقف مسبق وأن نقيّم مجريات الأمور وفق مرحلتها التاريخيّة وأن لا نخلط بين الأمور والمراحل فهل نلوم مثلا أحدا في العصر القديم لأنه كان يستغرق يوما كاملافي إيجاد ناتج ضرب عددين في بعضهما ؟ فقط بسبب كوننا اليوم نمتلك ألة حاسبة تستخرج الناتج فورا وبلحظات تكاد لا تُذكر؟ ليس هكذا ندرس التاريخ!
إن تعقّب ومتابعة الأحوال الإنسانيّة على مدى آلاف السنين ولمراحل لا يتوفّر عنها إلاّ معلومات محدودة هي مهمة ٌينبغي لها أن تكون عالية الدقّة ومتينة المنطق لكي نقف على الحقائق التي حدثت فعلا
ثم إن موضوع الأديان أرفع من مهمة بناء الحضارات أو المنجزات الماديّة وعابرٌ لها بسبب كونه مهمة روحيّة وأنا أعلم أن هناك كثير من الناس لا يعنيهم هذا القول لأنهم مشغولين بالنتاج المادّي ويهملون الوجود الروحي لأنهم لم يستطيعوا أن يقفوا على إدراك منهم له ولكن هذا أمر لا نستطيع أن نغفله في تناول أمر خطير كهذاالآن.
ليست المسيحيّة ولا اليهوديّة مجرّد مهمّة لإثبات حضور أمّة أو بناء حضارة بل إنها رسالة تفوق العلوم الدنيويّة وكما أسلفت في مقالي موضوع المناقشة فهي في إخباروإشعارٍ عن وجود عالم وحياة أخرى ما بعد هذه الحياة وأنه سيبعثنا من القبور بعد أن نصبح ترابا وعظاما نخرة وهذا ما أراد لنا أن نعلمه ونفهمه وما يترتّب عليه من تبعات وليس الأمر في بعض الحليّ والثروات والكنوزوالجواري التي تُشيرون إليها أيّها السادة الأفاضل .
بل هو أمرُ يومٍ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون.
امّا الممارسات التي لا تصبّ في شان هذا النبأ العظيم فما عسانا أن نعمل مع أولئك الذين ملئوا الأرض حروبا وقتالا ونبيّهم ورسولهم الذي يؤمنون به هو رسول السلام ؟ أو أولئك الذين جاءهم الخبر اليقين وكلّم نبيّهم ربّه تكليما وعلموا كلّ الأمور ثم يقومون بتحريف ما أُنزِلَ عليهم من ربّهم في ما ذكرنا وأبعد من ذلك من الأخبار؟
مقال الأستاذ رضوان سأل عن موضع الإسلام الصحيح مما يجري وأين هو الصندوق الأسود كما أسماه فحاولت أن أُجيبه بما توفّر لي من علم ومعرفة يسيرة أنا الحقير والفقير إلى ما عند الله العظيم وتقولون لي الكنوز والذهب والجبروت والطغيان والحضارات التي قامت على القهر واستعباد البشرللبشر أو الإنسان لأخيه الإنسان والذي ما يزال قائما وإن بأشكال وأنماط أخرى!
ما يُدريكم أيّها السادة أنّكم لو رجعتم إلى تلك العهود أنكم ستكونون أباطرة أو ملوكا أو من الملاكين الكبار أو أصحاب الكنوز والذهب والجواري؟ أليس من الممكن أن تكونوا لو رجعتم إلى تلك المراحل القديمة قبل الإسلام أن تجدوا أنفسكم مع العبيد الذين يتم شراؤهم وبيعهم كالأنعام والدواب؟ أو أقلّ شأنا وأنكم ربما تكونوا مقرّنين بالأصفاد بين الجند الذين يُلقون إلى سوح القتال ومحارق النزاع من أجل أمجاد زائفة؟
أيّها الأعزّاء الأكارم إنه مازال بيننا أناس يجدون تناول لحوم الحيوانات عملا بشعا وقسوة ووحشية بل شأنا لا إنسانيّا ولكن تلك هي شريعة الحياة فكلّ الكائنات تفعل هذا من أصغر فيروس وجرثومة إلى الأسد والإنسان والسمك الصغير منه والكبير وتقوم سنّة الحياة على الأقل إلى غايته هذاعلى سفك الدماء وأن الصراع شأن إنساني ولا شك ، وأن حياتنا هذه مملوءة بأسباب الصراع والإحتراب ويُخطئ من يدّعي بأن الصراعات شأن لا إنساني بل هو إنساني منذ أن خلق الله الحياة الدنيا وبامتياز أيضا ولم تخلُ مرحلة من مراحل التاريخ من الصراعات الكبرى فمنها ما هو صراع سلمي ومنها ما هو صراع إحتراب وتناحر وتلك شريعة لم نؤسسها نحن بل هي كما قلنا مطبوع عليها جميع خلق الله حتّى النبات الذي هو اقلّ شانا من الحيوان والإنسان في هذا الأمر ولكنّه يتّخذ في صراعه الطبيعي مع أعداءه أشكالا مختلفة وفعّالة كالسموم بل حتّى الحركة التي تتّسم بالإفتراس كما في صائد الحشرات والخوض في هذه الأمور يتطلب بحثا مطوّلا.
وما دامت هناك حرب وقتال إذا هناك قواعد لها في كل مرحلة تختلف عن الأخرى وفي بعض العصور يؤخذ المحارب إن لم يُقتل أسيرا أو يُتّخذ عبدا أو سبيا أو سوى ذلك وكان ذلك من قواعد الحروب عند أهل الكنوز وعند أهل الحضر وأهل الوبر كما يُقال إذكيف كان سيفعل كل جانب بالآخر وهل أن كسرى أو فرعون لو كان كسب الحرب سيقدّم الشوكولاتة أو اللوزينج إلى من حاربه ؟ لقد كان تقدّما تاريخيّا فعلا عندما شرّع الإسلام العفو عن من أساء إليك والإحسان للأسير وحُسن معاملته إذ لم يكن ذلك معروفا عند الناس ما قبل الإسلام.
أيّها الأخوة الإعزأء المكرّمون ليس من الموضوعيّة ولا من المصداقيّة أن ننقل ونردد ما يقوله سوانا بل أن نبحث وندرس ونتعمّق في المراجع الموثوقة والآثار والأخبار المؤكّدة ونحن كما أسلفت نجعل مادّة البحث خارج إرادتنا ونتعامل معها كما يفعل العالم في مختبره فهو ليست له مصلحة في أن يكون الحديد أقلّ تمدّدا من الذهب أو كون هذا المعدن يصدأ والإخر لا يصدأ بل هو يُتابع ويُراقب ويتأمّل تأمّلا حيّا وواعيا ويستخلص منهج و تصرّف ما معروض أمامه للبحث فقط
وأنا أيها الأعزاء أحاول أن أفعل هكذا ولا أدّعي أنني موفّق فيه تمام التوفيق ولكنّني لا أعطي ثقتي وتصديقي لأي معلومة ما لم أمحّصها وعلى الإعتبارات التي ذكرتها وعلى المنهج الذي وصفته آنفا فما ظهر لي صلاحه تمسّكت به حتّى يتبيّن لي عدمه وما ظهر لي عدم صلاحه طرحته جانبا حتّى يتبيّن له نفع جديد.
اما السب والقذف والحط من قدر الرموز العليا فهذا ليس من شيمي ولا أجد فيه نفعا لأحد أبدا فأنا أحاول أن أحترم حتّى عدوّي ولا احبّ أن أتّخذ لي عدوّا وهذا ما يُمليه عليّ منهجي العلمي وأخلاق الحوار وآدابه ولا ينفع أحدا كثرة السباب والإساءة بل كثيرا ما يضع من قدر ومكانة صاحبه للأسف
وبالمناسبة فأنا مستقل بمعنى الكلمة ولا أنتمي لأي نادي ولا أسعى للتصفيق وحسبي الإصابة في الرأي أو الإجتهاد فيه فقط كما أنبذ التعصّب والكراهية وأنصح الناس جميعا بذلك لعلنا نُبصر الحقائق كما هي والحقائق كثيرا ما تكون واضحة جدا وكما يُقال ( الحقّ أبلج)
لقد سرّني التعرّف عليكما وتشرّفت بذلك وأرجو أن تُسامحاني عن بعض العبارات التي ربما لم تأتي بالشكل الذي يتطلّبه الذوق والكياسة وأدب الحوار وتقبّلوا وافر تقديري واحترامي وأنا سألتمّس لكما بعض العذر فيما قلتم ولا أجد ضيرا من الإستماع إلى ما هو أقسى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توضيح
سمير احمد ( 2012 / 7 / 9 - 13:57 )
يا سيدي الكريم لا تخلط الامور فانا لم اتحدث عن رقي وديمقراطية الاباطره والاكاسره والرومان وغيرهم ولا عن حقوق الانسان المتميزه عندهم لان اي مبتدأ في قراءة التاريخ لايمكنه قول هذا واتفق معك بان قرأة التاريخ تكون موضوعيه وبمفردات عصرها فلا يمكننا مثلا ان نطلب من معاويه او عمر او علي ان يقيموا برلمان ويدعون الى انتخابات حره ونزيه !!
وكذلك لايمكن ان اشتري قصة الاعرابي الذي خرج من الصحراء وبيده سيفه ساعيا لحرية الاخرين ولا اشتريها ايضا من البابليون والاشوريون والروم والفرس واليهود والصليبيون واسرائيل وامريكا والماسونيه حتى لايزعل احد
هذا ماقصدته من قرأة التاريخ بموضوعيه ومصداقيه
ولك تحياتي


2 - ما حدث فعلا ليس لنا أن نُعيد تحديثه
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 7 / 9 - 15:10 )
لهذا الأعرابي علينا أن نذكر قوله ما دام مؤكّدا تاريخيا إن شئنا أم أبينا وهذه هي الموضوعيّة بعينها وأن تفسيرنا لقول هذا الإعرابي يتضمّن معاني الشرك التي للأسف لا يُدركها إلاّ نفر قليل فحتّى يومنا هذا نرى من يرى أنه يتصرّف وكأنه ربّكم الأعلى ويُتيح لنفسه أن يقتل وينهب وكأنه خلق الأرض والسماء والكون كلّه أمّا أن تجد أنّك لا تستطيع شراء هذه القصّة فأنت وشأنك ولكن أين الموضوعيّة لديك إن كانت قصّة حقيقيّة وموثّقة في مصادر عديدة فأنا عندما أتقمّص صفة باحث موضوعي لا أستطيع إلاّ أن أتعامل مع الحدث التاريخي عندما أجد أنه مؤكّد وحدث فعلا سواء صدّقته أم لا..لاسيما وأن الأديان كلها لا شاغل لها سوى التأكيد على أنه لا يوجد إله أو نصف إله أو إبن إله ولا وريث بل هو وحده الخالق وأن كفّوا عن عبادة بعضكم البعض واذكروا الله الذي خلقكم وهكذا وبهذا نجد أن الكتب المقدّسة مليئة بكلام كهذا .
ولن يتبقّى بيننا سوى أن نعود بدمنا ولحمنا إلى تلك العصور والأحداث لنتأكّد أن ذلك حصل أم لا..
الموضوعيّة لا تعني مجرّد عدم التصديق بل تقديم الأدلّة والقرائن وهي كما قلت تستوجب التعامل مع المادة التاريخيّة وهي خارج إرادتنا


3 - الموضوعيه الجديده
سمير احمد ( 2012 / 7 / 9 - 23:05 )
اذن انت تؤمن بان كان لدى ذلك الاعرابي مالم يكن لدى الاخرين وبظروف ذلك العصر ولديك
الادله والقرائن والوثائق وانها مؤكده وحدثت فعلا كما تقول
علما ان التاريخ والادله والقرائن كلها تتحدث عن القتل والغزو والنهب والاسرى والجواري والتي كانت سمة ذلك العصر باسثناء ذلك الاعرابي الذهبي المتفرد والباحث عن حرية الاخرين !! رغم تطابق ممارسات الجميع
!!احسدك على موضوعيتك التي لايرقى لها الشك


4 - الأستاذ سمير المحترم
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 7 / 10 - 05:23 )
ما كان لذلك الأعرابي أن يقول ما قاله دون أن يستوحيه مما تعرّف عليه من نبيّه ورسالته ولست أضعه موضعا ذهبيا أو مترفّعا على سائر من تأثّروا بذلك الفكر تلك .
الأيام وما وجدوا فيه من هداية .
وآمل أن تعرّفني على ما لديك من موضوعيّة أخرى فلعلّي أهتدي بها إذ أنني متفتّح الذن أتقبّل الصائب والصحيح ما بدت لي القناعة به مع شديد الإحترام


5 - يتبع
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 7 / 10 - 05:58 )
أستاذنا العزيز
يبدو أن لديك شكّا في أن يكون قول الأعرابي صحيحا وهذا أمر لا بأس به وأرجو أن يفصل بيننا أهل التاريخ ومن له باع فيه من المؤرخين الثقاة وتقبّلوا وافر تقديري


6 - توضيح اخير
سمير احمد ( 2012 / 7 / 10 - 07:41 )
تقول

ما كان لذلك الأعرابي أن يقول ما قاله دون أن يستوحيه مما تعرّف عليه من نبيّه ورسالته
اذن ياسيدي العزيز
وهكذا
عاد الاعرابي من غزوته وسيفه ملطخ بالدماء ومعه الكنوز والثروات والاسرى والجواري وترك جيش احتلال ابدي خلفه كما امره نبيه وليس بحثا عن الحريه المطلقه للاخرين
وهذا ما ذكرته كل كتب التاريخ ولكنك تتغافلها لان قرأتك للتاريخ عقائديه وليست موضوعيه
والسلام


7 - تعليق أخير أيضا لكم
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 7 / 10 - 09:40 )
أستاذي العزيز أرجو تفضّلكم بإعادة قراءة مقالي أعلاه إذ ما كان سيفعل كسرى أو سواه لو أنه نُصِر بدلا من ذلك الأعرابي؟ ثم أنك تعلم أن الإسلام كان يُخيّر مقاتليه بين الإسلام أو الرجوع عن القتال والجزية وقد إحتفظ المؤلّفة قلوبهم وهم مكوّن لم يؤمن بالإسلام بمكانتهم في ظل دولة النبي محمد (ص) في المدينة مع عدم إسلامهم وكانوا يتلقون نصيبهم من بيت المال جزاء عدم القتال فقط
الحرب هي الحرب لمن أرادها فكل مقاتل يعلم أنه إن خسر الحرب فسيحدث له أن يخسر ماله أو أرضه أو سيادته بل وحرّيّته خصوصا في تلك العصور فضلا عن أي عصر آخرولو إنتصر الروم أو الفرس أو الفراعنة أو غيرهم من الأمم التي قاتلت المسلمين لما كانوا ليفعلوا أقلّ مما فعل أولئك العرب بل أن العرب ربّما قدّموا كثيرا من التسامح كما أسلفت ووعدو من يدخل في دينهم أن يكون ما لهم وما عليهم مثل الذي له وعليه
وبالمناسبة فإن قصّة الأعرابي وردت في تاريخ الطبري وهو مؤرّخ موثوق ومن خيرة المؤرّخين ومع ذلك لكم أن تستطلعوا آراء مؤرخين آخرين ثقاة
أرجو أن تتقبّلوا وافر تحيّتي وتقديري.


8 - إلى الأخوة القراء
سنان أحمد حقّي ( 2012 / 7 / 10 - 10:47 )
إن الجواري والكنوز التي يتباكى عليها بعضهم لم تؤخذ من الشارع بل هي جواري وكنوز الأباطرة والملوك والتي كانوا يستعينون بمعظم تلك الأموال في إضطهاد شعوبهم ويستحلّون نساء شعوبهم كجواري يخدمنهم وقد أُخذوا من تلك القصور ولمّا حكم المسلمون فإنهم حكموا بالشريعة الجديدة لا شك ولكن معظم أولئك الأسرى والسبي قد عوملوا معاملة حسنة وتزوّجوا بما يعدلهم مستوى من المسلمين وهكذا كان أن تزوّج الحسين بن عليّ (ع) بابنة كسرى فولدت له الإمام زين العابدين ( ع) وفعل كذلك قادة وزعماء عرب آخرون أمّا الأموال فقد أُخذت لبيت المال لتعين الدولة الإسلاميّة على الإنفاق حتّى سراقة الذي وُعد يصولجان كسرى فقد عفّت نفسه عنه وحمله بنفسه إلى بيت المال وسلّمه إلى الخليفة وقد أحسن العرب إدارة البلاد التي تم فتحها حتّى آلت إليها الأمور الآن مع ترك الناس لمنهج العدل .

اخر الافلام

.. ترمب يغازل المانحين اليهود بالورقة الفلسطينية ويطلق سلسلة من


.. حلمي النمنم: فكر الإخوان مثل -الكشري- | #حديث_العرب




.. 40-Ali-Imran


.. 41-Ali-Imran




.. 42-Ali-Imran