الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج38

محمد الحداد

2012 / 7 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الباحث : نعم يا عم كيف لا تشير الصفات للرب وهو قد وصف نفسه بها في كتبه السماوية ؟!!
المؤمن : هذه الصفات تتساقط أمام عظمة الرب .. وكأنها ليست صفاته .. لأنها أصغر منه بكثير .. هناك كلام للمسلم المؤمن علي ابن ابي طالب يقول فيها .. وكمال توحيده نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف .. وشهادة الموصوف أنه غير الصفة ....
فاذا قلنا أن الرب كريم مثلاً فان هذه الكلمة بكل ما تحمله من مفهوم الكرم لا تبلغ مهما بلغت وصف كرم الرب .. وكأنها في شدة صغرها أمام الكرم المطلق للرب ليست صفة له .. لأنه أعظم و أعظم ...
بالإطلاق من صفة الكرم حتى يبدو عيباً أن نصف الرب بها .. لأنها دونه ودونه .. بمعنى مهما تخيل الانسان من كرم .. فالرب أعلى منه .. حتى تشهد الصفة بأنها غيره .. لأنها أوطأ منه .. ويشهد هو بأنه غير الصفة .. لأنه أعلى منها ...
الباحث : الكتب السماوية التي تؤمن بها يا عم تصفه بما يسمونه الصفات الحسنى ؟!!
المؤمن : الرب أعظم منها فكأنها ليست له ...
الباحث : فلمن هي يا عم ؟!!
المؤمن : انها صفات الهبة الالهية الممنوحة للإنسان ...
الباحث : يعني هذه الصفات هي صفات الإنسان ؟!!
المؤمن: نعم هي الصفات المطلوب من الانسان أن يتحلى بها عندما يصل الى الهبة الإلهية ويحمل الأمانة الكبرى .. وهي قليلة جداً في حق الرب المطلق .. فهي للإنسان في مرحلة تمامه وكماله ...
الباحث : جبار .. متكبر .. منتقم .. جليل .. رحمن ... هذه للإنسان .. غير معقول يا عم ...
المؤمن : ليس الآن .. بل في مرحلة تمامه وحمله الأمانة الكبرى ... هي في الانسان عظيمة فعلاً .. ولكنها محدودة .. أما للرب فهي مطلقة .. بل وفوق الاطلاق .. ولذلك هي دون أن تليق بالرب ...
الباحث : لقد فهمت ولكني لم اسلم بعد ...
المؤمن : التسليم لا يكون الا بإيمان .. وانت لم تعرف الايمان بعد ...
الباحث : لماذا لم يهدي الرب جميع الناس منذ البدء وينهي القصة .. بدون عذاب ولا ألم ؟!!
المؤمن : في البدء في الحضرة الإلهية هدى الله جميع الناس .. كل الناس كانت ترى الله رؤية حقيقية .. ولكن ما الذي حصل ؟
كانت عند الانسان نواقص في صميم ذاته .. منعته من حمل الأمانة الكبرى على الوجه الأكمل .. فجعل الرب الانسان يدخل داخل مملكة نفسه ليرى نفسه من الداخل .. ويكمل نواقصه النفسية في دورة طويلة .. ليعود الانسان بعدها الى الرب كاملاً خالي من النواقص النفسية .. وقد خبر الكون خبرة عملية .. فيحمل الأمانة الكبرى .. ويؤديها بتمامها ...
الباحث : أما كان الرب وهو مطلق كما تقول بقادر أن يكمل الانسان بدون هذا الالم .. والمرور بالكفر والنفاق والالحاد ثم النار وجهنم .. أما كان يقدر يا عم ؟!!
المؤمن : الرب قادر ولكن قدرته لا تتفق مع الممنوعات .. وايصال الانسان الى معرفة الكون عن تجربة عملية دون المرور بتجربة عملية ممتنع يا بني .. وفي النتيجة النهائية سيهتدي الناس .. جميع الناس ...
الباحث : ظلام الشك بالله مدمر يا عم .. والالحاد عذاب نفسي لا يوصف .. لماذا لا يظهر الله نفسه وينهي الامر هنا في الدنيا ...
المؤمن : لقد اظهر الرب الذات الالهية في الحضرة .. ومع ذلك فالإنسان قام بأعمال خاطئة .. فأرسله الرب الى الدنيا .. واخفى الذات الالهية عنه متعمداً .. لأسباب :
1. لكي يذوق الانسان ظلام الشك .. حتى اذا ما آمن يعرف طعم الايمان .. ذلك الايمان الذي اعطاه الرب للإنسان في الحضرة .. ولم يقدره الانسان حق قدره
2. يريد الرب من الانسان ان يعمل وكانه بدون مراقبة الهية .. يعني يحس بانه وحده بدون رقيب .. حتى يعمل الاعمال بدافع انساني بحت .. وهذا عالي جدا لبلوغ الكمال المطلوب
3. ان يعيش الانسان في صراع بين دعوة الله المخفي ودعوة الشيطان .. هذا الصراع الضروري لإخراج الكمالات الذاتية عند الانسان
والنتيجة النهائية أن كل الناس ستهتدي .. ويظهر الرب الذات الالهية .. فيراها كل انسان ...
فالهداية ليست هي المطلب الأساسي للرب في هذه الرحلة .. لأنه يصرح في الكتب السماوية بانه قادر أن يهدي الناس أجمعين في لحظة .. ولكنه لا يفعل ذلك الان .. لان هناك أمر أهم من الهداية .. وهو الغاية الأساسية لهذه الرحلة .. وهو التعليم العملي و اظهار البواطن المخفية .. أي النواقص الذاتية في الانسان لكي يتم تكميلها ...
الباحث : لو أنه يهدي الناس جميعاً وينهي المعاناة !!
المؤمن : ما الفائدة حينها يا بني .. تبقى نواقص الانسان في داخله بدون علاج .. ويحرم من تعلم هذا الكون عن خبرة عملية ...
الباحث : يكون مهتدي ويتعلم الكون عن خبرة عملية ...
المؤمن : سيتعلم نعم ولكنه سيخفي كثير من أمراضه الباطنية بدون علاج .. وهذه هي الحكمة البالغة التي لا تغني عنها النذر كما يقول قرآن المسلمين .. حكمة بالغة فما تغني النذر .. وهذا هو سبب تعلق ارادة الرب بإظلال الناس في هذه المرحلة ...
فالرب يصرح بأنه هو نعم هو يضل من يعرف به نواقص نفسية باطنية لغرض تكميله .. نعم هو يضله لان الهداية والضلال ليست مطلوب الرب الاساسي في هذه المرحلة .. ولكن بلوغ الانسان .. كل الناس الكمال التام .. وتعلم الكون عن خبرة عملية .. أهم عند الرب من هداية الناس جميعاً .. ولذلك فهو لا يهديهم جميعاً .. وهو القادر على هدايتهم جميعاً .. لأن هناك حكمة بالغة .. أبلغ من الهداية و أهم منها في هذه المرحلة .. وهي التعليم العملي وإظهار البواطن الخفية ...
الباحث : أحسنت يا عم .. لقد أجبت عن أهم سؤال كان يؤرقني كثيراً .. لماذا لا يهدي الله جميع الناس وهو قادر على ذلك .. أحسنت يا عم .. لم أجد إجابته في الكتب الوجودية .. وما كنت أظن أني سأجد له اجابه حتى عند الله نفسه .. أشكرك يا عم .. اجابة هذا السؤال معجزة ما كنت أتصور له اجابه أبداً .. أشكرك يا عم .. أشكرك ..

نقلها لكم
محمد الحداد
11. 07. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah