الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والتكلف لا يلتقيان احيانا

كريم محمد السيد

2012 / 7 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(الدين والتكلف لايلتقيان احيانا)
يحكى ان هناك مسلما له جار مسيحي وكان هذا المسلم على درجه عاليه من التدين والتعبد لله تعالى صائم النهار قائم الليل لايترك فريضة الوجوب والاستحباب الا اداها ولا يعمل المحرم والمكروه الا وتجنبه وعلى صله طيبه بجيرانه ومنهم الجار المسيحي الذي اعجب جدا باخلاق صاحبنا المسلم بحيث عرض عليه الاسلام ووافق المسيحي على اعتناق الاسلام لما راه من اخلاق هذا الرجل وبعد يوم لاعتناقه الاسلام وعند انتصاف الليل طرق باب المسيحي واذا به جاره المسلم يدعوه ان يرافقه الى المسجد للصلاه فقام هذا لمرافقته وعلى بركته الله صلوا واقاموا نافلة الليل والدعاء والتضرع لله بمحو الخطايا لما لهذه الصلاه من فضل ومنزله بعد ان اكملوا الصلاه اراد المسيحي الذهاب لبيته لانه رجل (كاسب) يكسب من كد يده ويحتاج لان يخلد لراحه الليل نوما لاستقبال نهار يوم جديد وهو بحالة صحيه جيده فاعترضه المسلم بلطف وقال (لم يبق للفجر الا القليل لم نترك فضلها) فبقي المسيحي واتم الفجر والدعاء والتضرع الى ان حل الضحى وهم على هذا الحال واراد المسيحي مرة اخرى ان يذهب لبيته فقال له المسلم مجددا (لم يبق الا القليل للظهر ورسولنا (ص) اوصانا بالوسطى) فبقي المسيحي للصلاة و الدعاء والتضرع الى العصر والمغرب والعشاء كلما اراد القيام منعه المسلم العابد ويذكره بفضل كل صلاه حتى حل الليل بضلامه الدامس اكملوا كل الفرائض وخرج كل منها الى داره بعد صلاة العشاء,وقبل انتصاف الليل من نفس الليله طرق باب المسيحي فقال (من الطارق) فاتاه الصوت (انا جارك المسلم ادعوك للصلاه) فرد عليه المسيحي (اذهب وجد لدينك هذا من هو افرغ مني)
هذه القصه تعطينا درسا بالغا لترك التكلف في الدين والافراط في عبادة الله جل وعلا بشكل مبالغ فيه متناسين امور دنيانا التي تقودنا الى الطريق السالكه لاخرتنا التي هي دار مقرنا فالله سبحانه وتعالى ماجعل في الدين من حرج وتكلفه فقد قال تعالى (ما يريد الله عليكم من حرج) وقال ايضا (وما جعل عليكم في الدين من حرج) وانه لا يكلف نفسا الا وسعها فهو جل وعلا لم يحصر تعبده في زاويه ضيقه كما يتصور البعض ولم يجعل غاية كل دينه في الشكليات والمظاهر انما جعله في العلم والعمل بالستر والخفاء قبل الجهر امام اهل الارض والسماء وجعل حسابه على ما في النوايا و القلوب لان الله عليم بما في الصدور,
ان التعقيد والتكليف الذي يرسمه بعض الواهمين لدرجة التعصب وتكفير وتحريم الامور تؤدي الى النفوز والازدواجيه عند الانسان حتى انه يتظاهر خلاف ما يخفي ليتجنب الفذلكه والرد التكفيري العنيف من اصحاب القياس والتخمين القاصر! مع ان هذا الدين والرساله التي نتنعم بها جاءنا بها الرسول محمد (ص) بالبساطه واللين والتسهيل وان عباده الله لا تقتصر باحكام العبادات الفعليه فحسب انما القوليه والعقائديه ايضا وان اول الدين معرفته كما قال امير المؤمنين علي (ع) (اول الدين معرفته , وكمال معرفته التصديق به , وكمال التصديق به توحيده , وكمال توحيده الاخلاص له , وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه ....الخ) فالمؤمن يعبد الله بنواياه وتصديقه قبل ان يخطأ في غسل او وضوء او زكاة او غيرها بحيث يجعل بعضهم من الدين حركات يؤديها الانسان للوقوف امام ربه فان اتمها بمهاره واتقان قبلت وان اخطا ردت متناسين ان الله لا ينظر الى اجسامنا وصورنا انما ينظر الى قلوبنا كما اجاب الامام موسى الكاظم عليه السلام ذلك السائل عن ببطلان الصلاة في المرور اما المصلي فاجابه الامام بان المصلي متصل مع الله بقلبه معنويا لا مكانيا عندما يحجبه المار عن وجه الله تعالى!,
في قبال هذا اجد بعض معقدي شرائع الله لا يتحلون ببقية صفات المؤمنين وان ابن ادم خطاء وخير الخطائون التوابون وباب التوبه مفتوح لله الذي قرن ناره بعفوه وسبقت رحمته غضبه , قابلت احدهم قبل فتره ممن يحرمون ويحللون حسب ما يرون واختلفنا بمساله معينه حرمها جزافا وعجز ان يعطيني نصا قرانيا او حديثا نبويا بتحريم القضيه محل خلافنا مع تعصب شديد وليته طرح فكرته باسلوب يجعلني اتغاضاه واتجنبه بالموافقه والمجامله فالصوت الجهوري وحدته معيار صاحب الحق عنده والوعيد خاتمة نصائحه مع ان الدين نصيحه لا فتيل عضلات ومبارزات فكريه عرجاء وانهي كلامي الذي لا ينتهي بهذه السطور بذكر تلك الاخلاق النبيله التي تحلى بها سيدا شباب اهل الجنه الحسن والحسين (على جدهما وعليهما افضل الصلاة والسلام) عندما مرا بذلك العجوز الذي لا يتقن الوضوء فقدما النصح باسلوب قل ان تجد نظيره وتباريا امامه ليرياه صحة الوضوء دون تعصب وتكفير وتحريم وعناد لانهم ولدوا من رحم الرساله المحمديه التي ما بعثها الله بها ليتمم مكارم الاخلاق ويزيل الحرج والتعصب والنفور عن رسالة السماء , فهل من متفكر ومتدبر؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام فيه حاجه غريبه اسمها فروض
حكيم العارف ( 2012 / 7 / 12 - 07:53 )
يا اخ كريم ... التعبد فى الاسلام مثله مثل باقى الاديان .. ففى المسيحيه يوجدايضا سبع صلوات ... وفى مزامير داود ينهض ليصلى - سبع مرات - ...

المشكله هى ان الاسلام فيه حاجه غريبه اسمها فروض وكأنها اوامر ونواهى والسقوط فيها يمنعه رضوان من دخول الجنه ومن هنا اصبح المسلم رقيب على غيره ... فتحولت العباده الى شكليات بدلا من محبه الصلاه لله نفسه ... واناعلى يقين تام انه اذا وجد هذا المتدين وسط ناس لايعرفوه فلن يصلى ...

اذا الرياء هو الداء فى الاسلام لانه لاتوجد محبه لله بل الخوف من العقاب ...

وسيظل الخوف والارهاب عالقا بالاسلام لانه مرتبط بالسيف ...


2 - فروض الصلاة
نور ساطع ( 2012 / 7 / 12 - 08:56 )

قال رسول الله من صلى عليَّ صلاة واحدة ، صلى الله عليه عشر

صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ، ورفعت له عشر درجات!

صلوا عليَّ فإن صلاتكم عليَّ زكاة واسألوا الله لي الوسيلة فإنها درجة

في أعلى الجنة لا ينالها إلا رجل وأرجو أن أكون أنا هو!!! ‏

من صلى عليَّ في كل يوم مائة مرة، قضى الله له مائة حاجة، سبعين

منها لآخرته، وثلاثين منها لدنياه!!

فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليَّ !

فإن صلاة أمتي تعرض عليَّ في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم عليَّ

صلاة كان أقربهم مني منزلة!!!

من صلى عليَّ في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة!!!

من صلى عليَّ يوم الجمعة ثمانين مرة غفر الله له ذنوب ثمانين سنة؟؟؟

إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي

عليَّ.؟؟؟


3 - الاخ حكيم
كريم محمد السيد ( 2012 / 7 / 12 - 11:23 )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ان تفهم من كلامي ان انتقادي انصب على التطبيق ولم ينصب على القاعده
وانت تعرف اكيد ان الفرق كبير بين القاعده والتطبيق
تحياتي لك واشكر مرورك وستانست كثيرا برايك

اخر الافلام

.. 232-Al-Baqarah


.. 233-Al-Baqarah




.. 235-Al-Baqarah


.. 236-Al-Baqarah




.. 237-Al-Baqarah