الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل للديمقراطية صكوك غفران

عيسى الصباغ

2012 / 7 / 12
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


حينما تسلّم الاسلاميون السلطة في ايران ،هل شُنّت عليهم حملة إعلامية مثلما يُشن الآن على أخوان مصر ؟ ألم يستبشر اليساريون والديمقراطيون خيرا بما حدث في ايران ؟ ألم يضعوا عمامة خميني بمصاف قبعة جيفارا؟ بل أعلى ، فكما هو معلوم لدى العرب ان من فوائد العمامة أنها زيادة في الطول وعلوّ في المقام ، وهنا في العراق حينما تسنّم حزب الدعوة الاسلامي السلطة ، وأصبح بيديه خطامها ولجامها ،أما سمعت الناس ماذا تقول يومذاك :(خطية مظلومين.. يمعودين انطوهم فرصة وشوفو حكمهم ... هسه تمام جونا ناس يعرفون الله ويخافونه... شوفو شلون العراق راح يصير جنة ) وما شابه من هذه الاقوال التي هي في الحقيقة إعلام شعبي مسيّس ومأدلج وتقف وراءه مؤسسة دينية كبيرة (الحوزة) ولم نرَ ولم نسمع ولم نقرأ في أي صحيفة تسفيها لحزب الدعوة مدنيّيه أو معمّميه ، رجاله أو نسائه ،الا بعد أن انكشف دجلهم وأصبحت لصوصيتهم على كلّ لسان ، ومع ذلك فهناك من اليساريين في العراق من يدافع عنهم ، ويسوّغ حتى اقتحام قوات المالكي لمقر الحزب الشيوعي في ابي نواس مع انه منزوع السلاح والحول والقوة وقد سلّم أمره للواحد الأحد مع عدم إيمانه به ، واتخذ موقف الصمت ، وكأنه يخبرنا أن ّ الضرورات تُبيح المحضورات أوعلى الاحوط لزوما ترك المواجهة في مثل هذه الظروف القاهرة ، وحينما فاز الأخوان بالانتخابات في مصر (وفوزهم بدرجة مقبول) زلزلت الارض زلزالها ، وهوت النجوم من مواقعها واشتعلت الصحف بالنكات (البايخة والقوية )واهتزّت أجهزة الإعلام وربت وأنتجت من كلّ زوجين اثنين من التعليقات والتكهنات والتحليلات والتنبّؤات ...هاي شكو يمعودين ظهر المسيح الدجال ، لو ياجوج وماجوج كسرو السد وانساحو علينا. هو حزب اسلامي وصل للسلطة . زين تركيا مو يحكمها حزب اسلامي وأثبت جدارته بالحكم ، وكذلك المغرب وصل فيه الاسلاميون الى البرلمان بأغلبية وتونس أيضا ولكن جلّ ما أخشاه أن يكون نجاح الاسلاميين يذكّر بإخفاق اليساريين وتراجع جماهيريتهم ، إذ لابدّ من مواجهة أخطائنا ، ولا أخفي أمرا ربما حسدناهم على هذا النجاح ، فأخذنا نشنّ تلك الغارات التي أراها أنا ظالمة وغير منطقية علما - ولا بدّ من قول هذا - إن أشكال الحملات وأساليبها تقليدية وعتيكة من زمن حزب الاتحاد والترقي يعني من زمن العصملي بمعنى آخر إن بعض مواقع اليسار لا تتورع عن استخدام أساليب متهرّئة ورجعية في مهاجمة خصومها ،ولِمَ لا فالغاية تبرّر الوسيلة مع انهم شديدو النقد لميكافلي ونادرا ما وجدت شيوعيا او ما شابه يقرأ كتاب الامير ، باختصار وهذا ما اريد ان أصل اليه ، اذا كان الفرس يحتقرون العرب كما بيّن ذلك الكاتب اليساري علي الكاش في أكثر من مقالة له فأننا نحن نحتقر أنفسنا وندأب على جلد ذواتنا ونسخر منها ونطلق النكات حولها وعليها ، أليس للأخوان موقع بيننا وعلى أرضنا . لماذا لا نحترم مواقعنا ؟هل الديمقراطية حكر على ناس دون آخرين ؟من يعتقد أن اليسار هو المرجعية الدينية للديمقراطية ، وبيده قوائم الفرز والتوزيع والتصنيف ،وعنده صكوك الغفران يوزّعها على من يشاء ويمنعها عمن يشاء ،لو حصرنا الامر على هذا النحو ، أليس هذا نوعا من الميتافيزيق والميتا ديمقراطيك ؟ ليس هذا دفاعا عن الاخوان أو الأسلام السياسي ، ولكنه دفاعا عن الديمقراطية وقيمها ومبادئها ، بدليل أن الدول التي تحفل بهذه القيم والمبادئ وتجعلها عصب حياتها ومثابات لتقدّمها ، لا تتردد في منح الأسلاميين اللجوء السياسي والإنساني ، وبصرف النظر عن متطرّفيهم وسلوكياتهم الشائنة ،قأن تلك الدول تنحى منحى إنسانيا ، فلماذا لا نرقى الى هذا المستوى من التفكير والسلوك ، ونحكم على الناس بأفعالهم لا بالنيات التي نتكهن بها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|