الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الدين والإستغلال

مروان أمجد حسن

2012 / 7 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين هو تخيلات وأوهام إبتكرتها البشرية لرسم السعادة الخيالية على عالم مليئ بالعذابات والدموع والآهات على عالم بلاروح ولا ضمير على عالم لا يعتبر الإنسان أثمن ما في الوجود على عالم سعادته قصيرة لا مستدامة على عالم لا يمنح الحب والسلام للأبد بل يقلصهما ويشترط وجود الكراهية والصراع والإختلاف ليمنح الإنسانية الحب والسلام الآنيين، إلى حد جعل الإنسانية تفكر بالهرب من هذا الواقع من هذا العالم إلى حياة آخرة متخيلة يملئها الحب والسلام الأبديين والراحة والسعادة ،إن نقد الدين هو نقد السلاسل والقيود التي كبلت بها الإنسانية والذي تم إستعماله كسلاح من قبل طبقات سادت لإستغلال الشعوب وعلى مر مراحل التاريخ المختلفة ، إن نقد الدين يهدف إلى تحرير العقل البشري من هذه الإوهام والتخيلات التي كبلت الإنسانية وحينما كان يعتبر الحل بالنسبة لها إرتد على الإنسانية على شكل مشكلة عالمية عانت وما زالت تعاني الإنسانية من وجودها فبدل الراحة والسعادة أتت الدموع والمعاناة والآلام الإنسانية والتي نلاحظها حتى يومنا هذا ،فتلقفت الطبقات السائدة هذا الدين وعملت على إستغلال الشعوب من خلاله فالدين كان وما يزال المدفعية الأقوى لكل طبقة سائدة وفي مختلف العصور فعملت هذه الطبقات السائدة على دك حصون الشعوب ومنع التواصل الإنساني بواسطة هذا الأفيون هذا الديناميت والذي يعتبر الأقل تكلفة من بين جميع الأسلحة فكان الإضطهاد والإستغلال والإغتصاب لمختلف الشعوب وثروات بلادهم وخيراتهم تحت مسمى الدين وإسم الله المقدس والفتح العظيم، فكانت الشعوب هي بارود ووقود أي حرب كانت تندلع ضد شعوب أخرى فالدين يعمل على تحفيز الشعوب للإقتتال والصراع والإختلاف وهو أداة لا مثيل لها لإستغلال الشعوب ، فالدين كان وما يزال له مروجوه الأكفاء الأنقياء المتطهرين وفي كل العصور التي مرت بها الإنسانية وهؤلاء المروجين يحضون على إحترام وتقدير عامة المجتمع والذي تم حشو عقول أفراده بأوهام وتخيلات وقصص أسطورية مع براعة لغوية باهرة وخطب حماسية تفوح منها رائحة الموت ورائحة الفردوس المتخيل ، فكان لهؤلاء المروجين الإحترام والتقدير من قبل المجتمع المغيب، فكان الدين وما يزال يعتمد في بقائه على المخزون الكبير من الشعوب الجاهلة المتوهمة وهذا المخزون تم إنشائه من فكرة الخوف من العقاب والنار التي وقودها الناس والحجارة هذا ما يسمى بالإرهاب الفكري أما السم الذي يجري في عروق هذه الشعوب فهو الإيمان بهذه الأديان والذي يصور لهم الفردوس ومستعدون للموت في سبيل الحور العين وأنهار الخمر الخ من الخزعبلات والقصص الأسطورية، فأصبح الدين أفيون الشعوب الأكثر لذة والأسهل شرباً وحقناً في أحاسيسنا وعقولنا والأرخص ثمناً من أي أفيون أفغاني، فالدين يرفض أن يكون أكثر إنسانية وعدلاً وإنصافاً وأكثر خلقاً ورحمة لأنه بهذا الشكل يصبح لا يتماشى مع مصالح أي طبقة سائدة في أي مجتمع كان، فينهض خطباء الطبقات السائدة أصحاب الد شاديش واللحى والعمامات فيستعينون بأعتى الأسلحة ويعملون على إثارة النعرات الدينية والطائفية وتحفيز الشعوب ومن ثم توجيهها إلى المستقبل الموحش المظلم الرجعي المستقبل الذي كنا نحلم به إنه وبكل بساطة مستقبل الصراع والموت المحتوم تحت راية الدين، من أثمن وأغلى الأديان أم دمعة أم ؟ كم من الدموع الإنسانية ذرفت من جراء حروب كان سلاحها الدين؟ أليس الدين أشبه بالطاعون الذي فتك وما زال يفتك بالإنسانية ؟ إنه أشبه بالموت البطيئ للإنسانية وهذا المرض هو أول من يجب إستئصاله فهو أعظم بلائ أصاب الإنسانية في الصميم وعمل على خصيها فأصبحت تزحف على ركبتيها خوفاً وطمعاً في حساب يوم عظيم الذي سيعطي الإنسانية الحسنات والخيرات والجوائز القيمة على قتل الإنسان أخيه الإنسان من أجل تطبيق بعض الخرافات، أصبح الإنسان عدو أخيه الإنسان أصبح هناك إضطهاد إستغلال إحتلال فالدين يناقض نفسه بطريقة تجعله مرناً لأي طبقة سائدة فلا يمكن أن يكون شريراً أو خيراً على الإطلاق لأنه يفقد سبب تكوينه الإنساني ، لنرجع إلى إنسانيتنا التي توحدنا ضد أي عبودية أو إستغلال أو جهل فالأرض بيتنا كلنا والعلم خلاص لنا جميعاً من كل الأوهام والخرافات التي تجرنا إلى الموت المحتوم ولنتخلص من هذا المرض الذي إسمه الدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع رائع
شيوعي فلسطيني ( 2012 / 7 / 12 - 13:09 )
الدين افيون الشعوب وهو سبب تعاسة الانسان


2 - Almazid
khalid Aziz ( 2012 / 7 / 12 - 22:43 )
سلمت يداك عزيزي الكاتب، في الحقيقة كلام في الصميم،قرأته عدة مرات إذ حزنت كثيراً لحال هذه الامة المنكوبة،الى متى يعيشون في هذه الأوهام،ومتى تأتي الساعة ويستيقضون من سباتهم القاتل،إذ يقولون كفى إذا كنا معتوهين ومغفلين لمدة من الزمن لا يعني ذلك بأن نكون مغفلين أبد الدهر.ودمتم ننتظر المزيد.


3 - شكرا
سلام ( 2012 / 8 / 17 - 09:45 )
ما احوجنا لنقد علمي شامل لللدين هذا الموروث الذي ابتلينا به والذي اعاق ويعيق شعوبنا نحو الانعتاق والتقدم فمادام هذا الموروث فينا لاتقوم لنا قائمه سيما وان الدين اصبح اليوم يهمين برجاله على كل مفردات حياتنا اليوميه لا بل اضحى هو القيد الذي لافكاك منه بعد ان استغل خير استغلال بعد الصدمات والكوراث التي اصابة الفكر التقدمي

اخر الافلام

.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل


.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة




.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س


.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر




.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا