الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع النفسي في ظل عواقب الإرث الفكري !

نوزاد نوبار مدياتي

2012 / 7 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن الإرهاصات الفكرية التي تتصارع من آجلها الذات تكون في موازين متأرجحة بين أفكار مُليت باللأدرية في فترة نمو العقل البشري أو بين فترة الإدراك اللازمة ( المتأخرة ) وهي غالباً ما تكون أما نتاج أيجابي لأفرزات عقلية بأفكار جديدة أو إستهلاك فكري يؤدي الى تأزم محتوم نفسي ذو ضرر فسيلوجي أو العودة الى نقطة البداية التي انطلقت منها تلك الإرهاصات !
العقل البشري شُبه بأي عضلة يمكن تمرينها على الزيادة في الحجم لكن الحجم هنا يشار آليه بحجم الإستيعاب فأما التغير الجذري أو تبديل بضع المفاهيم ، وليس الحجم المقصود به (الكتلة) بل هو حجم المساحة المشار آليها وهذا مما يدفعنا للتوغل في الخوض بتلك الميزة لذلك العقل والذي يمكن الاستدلال عليه بصورة مادية ملموسة من خلال الأنشطة التي تنسب للعقل ، فكل خلل أومهمة تكون حصاد لنشاط منطقة معينة في الدماغ لتعطينا نتاج ما يسمى بالعقل !
إن البيئة الأولية لترويض العقل تُعد من الفترات الأولى لتهيئة الفكر حول الأتجاه المستقبلي ، وإن المادة الفكرية التي تُشرب للعقل في تلك المرحلة البدائية من تكون الشخصية هي اللاعب الأساسي لحجر أساس الفكر ، وهذا لا يختصر فقط على الفكر بل يُعَم حتى يصل الى السيكلوجية الشخصية ، فالامرأة التي تولد في بيت دعارة ( على سبيل المثال لا الحصر / مع جُل إحترامي لتلك الظروف ) تختلف جذرياً بالسلوك والتفكير عن إمرأة ولدت في بيت علماني ويختلفون الاثنان عن إمرأة ولدت في بيت ديني وهنا ستتولد او ستطفو على سطح الاستقراءات كل من التميز السايكلوجي و التميز الفسيلوجي !
الأمر سيان مع الذكر أو الأنثى والذين هم أطفال ... فإن محتوم التلقين وحتوم البيئة هو النتاج المستقبلي الأول للفكر المروض ، وإن للقاعدة شواذ بلا إدنى شك وإن تكون نسب الشواذ بهذه الحالة التي بصددها نحن ( اي حالة التلقيين بالادرية ) تكون ضئيلة !
ترغمنا الفكرة الأن للإنتقال الى المرحلة الثانية وهي مرحلة الإدراك اللازمة كما عبرت عنها في ديباجة مقالتي .. ففي هذه المرحلة يدخل العقل في صراع ذاتي للبحث عن مفاهيم مجهولة لن يتشرب أجوبتها في المرحلة التي كان يتشرب فقط المفاهيم الثابتة لتلك البيئة وهنا الصراع الذي سينشب هو صراع فكري مع البيئة من جانب وصراع فكري مع الذات الباحثة عن تلك المجاهيل من جانب آخر؟!
إن الشك هو البذرة الأولى للبحث وهو بداية إنفجار فكري يولد في الأول بصورة داخلية وينتقل بالتعبير عنه بصورة سلبية لتكسير تابوهات التلقين الآول ويستقر أما نحو السبيل الجديد أو يعود لنقطة البداية (أي التسليم بالثوابت المُلقنة ).
إن أغلب نتاجات الشكوك خاصة عندما تتوفر البيئة المناسبة الحاضنة لتلك الشكوك تأتي بالتغير الجذري بعد أن ينتقل من مرحلة المفاهيم الثابتة الى مرحلة التبديل الجزئي حتى الانتقال الى التغير النهائي للفكر الاول الذي روض عليه ، ومما لا شك به إن نسبة المشككين كُثار في ظل مفاهيم غامضة ملتبسة ، لكن العبور واستخلاص القرارات هو الصراع الاهم الذي احاول ان اتناوله بمقالتي هذه .
الإرث الفكري الديني منه والطقوس التابعة له بتوالي الازمان والقومي والقبلي و الاثني والعادات المكتسبة أو المتوارثة وكذلك ولا يفوتنا أن نتطرق الى المذهبي يعدون من أجمد جبال ثلوج التغير ، فالإنتمائات ثابتة والتي تتسبب بالتعصب الفكري نتيجة لمسبب تم التطرق اليه هي ذاتها التي يصعب كسران جدارها الإرثي السميك !
مثال للتوضيح قبل الدخول بمستلخص الفكرة ، اثناء جلوس شخص ما متكأ على يده وهي تستقر على رأسه تماماً أي أن اليد هي مركز إستقرار الرأس وبصورة مفاجاءة تفلت اليد من مستقرها سيولد هذا الانفلات سقوط الرأس وهو الذي سيولد تشتت الذهن وتلاشي للفكرة بصورة سريعة ، فالنتخيل أن آحدنا كان يفكر ( وهو بالحالة المذكورة أي الإتكاء على اليد ) كان يفكر في كيفية الحصول غداً على مبلغ معين من المال ، إن في لحظات إنفلات اليد وسقوط الرأس ستكون حالة لا أدرية لتناسي او تلاشي او ضمور الفكرة والانتقال الى حالة الحفاظ على الرأس ويعقبها لثوان من الزمن هدوء نسبي لإستيعاب الحالة الجديدة ناهينا عن نسيان تلك الفكرة التي كانت تاخذ مساحة من تفكيره وهو متكأ !
هذا المثال يمكن تسقيطه في حالة الإنتقال من الإرث الثابت الى المفاهيم الجديدة ، فالأرث الثابت هو عدمية التفكير ، أما الشك هو بذرة الإنتقال وبلا شك الأستقرار للحالة الجديدة هو الفكر الجديد !
سيعيش الفرد حالة من الصراع النفسي تستفز فيه عدة مشاعر وتولد سلوكيات جديدة متغيرة غير ثابتة انتقالية لا يستطيع ترجمتها في تلك الآونة ثم يستمر صراعه بطريقة لا أدرية متعنته باحثاً عن جميع الاجوبة ذات المجاهيل التي كانت تخلج في أفكاره وهنا سيمر بمرحلة تغير فكري قد تتسب له بأعراض سلبية حتى الإستقرار والتغير والعيش بطريقة جديدة يوَلد فيها بيئة جديدة غير تلك التي شب عليها.
أو إن تلك الصراعات تعود به الى نقطة البداية والأيمان بالثوابت والإلتحاف بمجاهيلها نتيجة لعد أستيعاب فكرة التغير التي طرأت عليه بصورة ركيكة لن يستطيع تقوية جذورها بالأستمرار كون جذور المفاهيم الثابتة الأولى تصل وتضرب أعماق الجذور العقلي الأولي !
لكن ... هذا لا يمنع أن يتوقف الشك بل ربما والاكثر ترجيحاً سيستمر ويسبب له أزدواجية فكرية محتومة وهو محل بحثي القادم ، فالإزدواجية الفكرية مرض إجتماعي يتميز به الشرق آوسطيون من ظمن نتاجه ذلك الشك ربما بريبة أو دونه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبة
د.كاظم عبدالله ( 2012 / 7 / 12 - 22:11 )
الاخ نوزاد تحية طيبة من القلب .اعتقد ان فكرة الموضوع راقية وتحمل تحت طياتها افكار جميلة وتحلايلات منطقية بعيدة عن السفسطة .واتخيل ان موضوع البحث من المكن ان يكون كتيب .اتمنى لك التوفيق .


2 - رائع
د.علي عبد الامير العبادي ( 2012 / 7 / 12 - 22:52 )
العزيز نوزاد ...
احييك على ماكتبت اولا ...
وكنت اتمنى ان تغوص اكثر في كل مرحلة لان ماكتبت ...من وجهة نظري ..هو موضوع العصر ..فروعة تطرقك واستيعابك للموضوع بكل تفاصيله راقتني جدا ..وكنت متشوقا منك للخوض في التفاصيل اكثر واكثر ..
انتظر بشغف المرحلة القادمة لانها مهمة جدا ويوميا اعايش عشرات الاشخاص ممن يمرون بهذه المرحلة ...
ودي واحترامي لك ايها الاخ والصديق الاعز .


3 - الى الدكتور كاظم المحترم
نوزاد نوبار مدياتي ( 2012 / 7 / 13 - 14:19 )
الصديق دكتور كاظم ، تحية ومحبة
وجودك وتشجيعك المستمر ماهو الا طاقة فعالة جداً تحفزني للقادم ، ساكونبالقرب منك للبحث عن انشاء فكرة موضوع الكتيب
دمت سالماً


4 - الى الاخ الصدوق دكتور علي
نوزاد نوبار مدياتي ( 2012 / 7 / 13 - 14:25 )
الحبيب دكتور علي ، حاولت جاهداً أن اقلل من الاسهاب و أصل بالفكرة بطريقة مختصرة حتى يسهل المتابع قراءتها ، سأكوِن من الفكرة اجزاء متسلسلة للوصول الى الغاية المنشودة وهذه اول ( باية ) بالسلم ... ساكون آمل عند حسن ظنكم

لك كل المحبة اخي العزيز

اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟