الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أولاد النهارده

محمد عبدالحكيم

2012 / 7 / 13
المجتمع المدني


طبقه من الشعب المصري تفكر في اليوم"الحاضر" فقط و لا علاقه لها بالامس"الماضي" و لا الغد "المستقبل" ، أي انها طبقه ذات تفكير سطحي تأخذ بظواهر الأمور بالاضافه لضيق في الأفق ، فهي تتضايق عندما يعارضها أحد و كل تفكيرها اللحظه الراهنه فقط ، و هذه الطبقه متوغله في قطاعات كثيره من الشعب المصري ، تظهر في مجالات عديده و بأسماء متعدده مثل جماهير كره القدم "الالتراس" ، سائقي سيارات الأجره ، أغلب الحركات الثوريه ، و المراهقين ... الخ
وهذه أمثله عمليه لمزيد من التوضيح :
* نتيجة الجهل بالتاريخ ترتب عليه الجهل بالمستقبل ، لذلك هذه الطبقه لا تعترف بالفشل لأنها لا تعلم انها فشلت بسبب عدم وجود منهج علمي تفكر به ، فالثوار عندما وصلت الثوره لطريق مسدود و أصبحت مصر بين سندان العسكر و مطرقة الاسلاميين ماذا فعلت هذه الطبقه ؟ كالت السباب و اللعان على الشعب !! فأي شخص يعلم القليل عن مصر و طبيعة مجتمعها يعلم أن التيار الاصولي الاسلامي له قاعده شعبيه جارفه و أن المؤسسه العسكريه متوغله في كل ارجاء القطر المصري ، ولا يوجد تيار أخر فطبيعي جداً أن من سيحكم مصر إما اسلاميا أو عسكرياً ، والشعب مجبر على هذه الاختيار لعدم وجود بديل ثالث.
أصبحت مصر تحت الحكم الاسلامي ماذا قالت هذه الطبقه العجيبه ؟
الشعب يجب أن يتذوق مرارة الاستبداد الديني حتى يعلم أن الحكم بأسم الله كذب وأن العلمانيه ضروره ، بالتأكيد من يصدق هذا الهراء هو جاهل حتى بالحاضر وليس بالماضي القريب فقط ، لأن التخلص من الاستبداد الديني سيكلفنا دماء ، و لننظر للوضع في ايران و العقد الاخير المجتمع الايراني يغلي و كان هناك مشروع ثوره تم القضاء عليها ، نعود للماضي القريب مصر كانت إماره اسلاميه تخضع للخلافه حتى عام 1924 و هذا نظرياً ، اما عملياً فهي كانت كذلك حتى فتره حكم محمد علي عام 1805 ، أي ان الشعب المصري كان تحت الحكم الاسلامي لعهد قريب جداً ، بعد حكم محمد علي او حتى بعد انهيار الخلافه العثمانيه هل تحولت مصر لدوله علمانيه ؟
ظلت مصر دوله اسلاميه حتى عهدنا الحالي ، فقوانين الاحوال الشخصيه ووضع الاقليات لم يتغير كثيراً عما كان موجوداً خلال خضوع مصر للخلافه الاسلاميه سواء بعد حكم محمد علي او حتى بعد انهيار الخلافه العثمانيه ، وأصبحت مصر دوله شبه دينيه و الشعب الأن يتطلع لدوله دينيه كامله لكي يحيي مشروع الخلافه الاسلاميه ، وسواء نجح المخطط الذي تسعى له جماعة الاخوان المسلمين او لم ينجح لن تتغير طبيعة الشعب المصري لأن هناك تيار أصولي مسيطر عليه ، وحتى في إيران لو نجحت الثوره في التخلص من الحكم الاسلامي سيأتي الجيل التالي للجيل الحالي يطالب بعودة حكم الاسلام ، هذا هو التاريخ و هذه هي طبيعة الشعوب ، الشعوب لديها حنين للماضي و العقل الجمعي لأي شعب ساذج ، و لذلك نحتاج لنخبه تقود الشعوب.
* نتذكر الانتفاضه الفلسطينيه التي بدأت في 28 سبتمبر 2000 و الدعوات لمقاطعة السلع الامريكيه ، و بالطبع كعادتنا في أي فعل يتم إقحام الدين و يتم طرح السؤال المستفز ماذا يقول الدين ؟
الاخوان المسلمين إحدى الجماعات الأصوليه حملت لواء الدفاع عن المقاطعه ، و المؤسسه الدينيه الرسميه في السعوديه و في مصر حملت لواء المعارضه للمقاطعه ، وظهرت فتاوى تقول أن من يقاطع فهو آثم و فتاوى أخرى تقول أن من لا يقاطع فهو آثم !! و تمر الأيام و هذه الطبقه تتصارع فيما بينها على المقاطعه هل هي حلال ام حرام ، فهي دائما تكون مفعول بها ، و يتم التخلص منها بعد ادائها المهمه ، فلو تذكرنا جيداً احداث الانتفاضه سنجد ان كل المؤسسات الدينيه الرسميه رفضت المقاطعه و كل المؤسسات الدينيه المعارضه أيدت المقاطعه ، أي ان المقاطعه حلال او حرام هو صراع سياسي بين جماعه معارضه مع السلطه ، و الدين فقط واجهه لهذا الصراع لكي يتم التلاعب بهذه الطبقه ذات الفكر المحدود.
اليوم أين المدافعون عن المقاطعه او المهاجمون لها ؟ اين المقاطعه ؟؟ اين الانتفاضه الفلسطينيه ؟؟؟ اين الطبقه التي انشغلت بالصراع الديني ؟؟؟؟
خطورة هذه الطبقه ذات التفكير السطحي انها تدمر الافكار التي تبني المجتمع ، فلو استمرت الثوره المصريه رهينه لهذه الطبقه فسيكون مصير الثوره المصريه هو نفس مصير المقاطعه للبضائع الامريكيه او الانتفاضه الفلسطينيه.
فالثوره المصريه تم استغلال هذه الطبقه لخدمة مشروع جماعة الاخوان ، ولو لم تجني جماعة الاخوان ثمار الثوره من رئاسه و برلمان ستبحث هذه الطبقه عن تيار اخر لكي تخدمه ، لأن هذه الطبقه عاجزه ان تكون صانعة القرار .
* جماهير كرة القدم هي اعظم مثال عملي لهذه الطبقه ، فنسمع الهتافات في المدرجات مثل "بالطول بالعرض هنجيب راسكم الارض" بالاضافه لسيل من السباب و التهديد بالقتل ، وهي صادقه فيما ترفعه من شعارات واحداث بورسعيد اكدت ذلك ، بمجرد غياب القبضه الأمنيه تم قتل العشرات من جماهير النادي الاهلي ، و بمجرد انتهاء الموسم الكروي تنسى الجماهير التهديدات و من فاز و من خسر حتى يبدأ موسم أخر و السيناريو يتكرر و هكذا ، وذلك ناتج عن الانشغال باللحظه الراهنه على حساب المستقبل و السطحيه في التفكير .
أولاد النهارده طبقه واسعه من المجتمع المصري ، وهي ضحيه لخيانة المثقفين للأمه لإنشغال المثقفين بالسلطه على حساب المجتمع ، و هي ذات تأثير واسع فأصبحت هي المسيطره على الاعلام و الملاعب الرياضيه و المساجد و الكنائس و الشوارع و الميادين حتى السياسه اصبحت هذه الطبقه موجوده .
لو استمرت مصر رهينه لهذه الطبقه فمصر ستكون في وضع أصعب ، و لذلك علينا عدم الاستسلام لهذه الطبقه أو الانخداع بما ترفعه من شعارات رنانه ، وانا لا اشك أنهم صادقين فيما يقولون ، لكن مصلحة الوطن ان نحتكم للعلم و أن نحرر العقل من أي سلطان إلا سلطان العقل ، وهذا يجعلنا ان نفكر في إنشاء تيار عقلاني داخل المجتمع المصري حتى نستطيع أن نصل لبر الامان .
عن طريق التيار العقلاني نستطيع أن نحرر الشعب من سطوة هذه الطبقه المتشعبه ، و أن نحدث توازن داخل المجتمع حتى نستطيع نقل المجتمع المصري من الأحاديه إلى التعدديه ، و هذا بالتأكيد سيستغرق وقتاً طويلاً ، لكن بدون هذا التيار فلا تغيير في طبيعة الشعب و بالتالي سنظل في هذا الوضع و يستمر الجمود و الأخر يتقدم و نحن نتخلف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تهاجم قوافل الإغاثة-.. واشنطن تفرض عقوبات على مجموعة -تساف


.. مبادرة لتعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بغزة




.. السودان: الموت في الصحراء أو الترحيل مخاطر تواجه اللاجئين إل


.. القسام للإسرائيليين: جيشكم قتل اثنين من الأسرى في القصف الجو




.. استشهاد أطفال في غزة نتيجة المجاعة واستمرار الحصار الإسرائيل