الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدنى المستوى التعليمي (فكرًا وممارسة) في مصر: نموذج من ورقة إجابة طالب

عائشة خليل

2012 / 7 / 14
التربية والتعليم والبحث العلمي


انتشرت على موقع الفيس بوك صورة من امتحان للصف الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي 2012/2011 كتب فيه تلميذ تعبير عن "واجبنا نحو الأم" تحول فيه المحور لموضوع عما تقوم به الأم من واجبات منزلية. وسن الطالب غير محددة ولكننا يمكن أن نجزم من الموضوع المطلوب بأنه في بعض الصفوف المتقدمة، وتقول إحدى الروايات إنه للصف الأول الإعدادي.
ويمكننا أن نحدث بلا حرج عن ركاكة الموضوع واللغة المستخدمة التي يغلب عليها العامية المصرية، والأخطاء الإملائية الكثيرة والمتعددة، بالإضافة إلى الأخطاء النحوية وغياب علامات التنصيص من الفاصلة إلى النقطة، وقصر الموضوع وانحساره في مقطع واحد، وعدم ترابط الفكرة، وتكرار المفردات، وغيرها إلى أن نصل إلى السطر الأخير في الموضوع الذي كتب فيه الطالب: "صلى الله عليه وسلم" هكذا بدون مقدمات ولا نهايات.
وقد لفت نظر كل من علق على الموضوع الركاكة وتهافت المضمون، وعزا بعضهم الأمر إلى التجهيل المنظم الذي قام به نظام مبارك على مدار ثلاثين عامًا أو كما قالت (و.أ.خ) "دي سياسة الدولة .. دخول المدرسة للتعليم = خروج جاهل عظيم … سياسة مباركية طبعا" أو كما قالت (س.س.) "جيل مبارك اللي متظبط على الجهل والتخلف. يدخل المدرسة إنسان يطلع منها …" بينما تناول الأمر الموضوع كمادة للتندر والفكاهة "ما شاء الله عليه أذكى إخواته" أو "عسل" أو "دا إيه الإبداع ده .. ما أروعك". ومنهم من تحسر على حال اللغة العربية وطالب المعلمين وأولياء الأمور بالاهتمام بها، بينما ألقى بعضهم باللائمة لتردي المستوى علي التلميذ "الواد ده لازم يتعلق في التحرير من رجليه" وكان أحدهم أكثر كرمًا مع التلميذ كاتب الموضوع فعلق (أ.س.) "من الواضح إنه ممكن يكون في ثانية أو ثالثة ابتدائي. المهم أن عنده ولاء كبير لوالدته لأنها صحيح بتطبخ وتغسل وتلبس.كلامه كله سهل ومفهوم، إنسان طبيعي على نياته. وكمان اعتقد أنه كان هيقول حديث للرسول صلى الله عليه وسلم مثلا (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك) بس نسي الحديث، أو لم يسعفه الوقت. خطه أحسن مني."
وكما قلت فرأس الموضوع المطلوب ليس لتلميذ في الصف الثاني أو الثالث من المرحلة الابتدائية، فليس من المنطقي أن يطلب من طالب في الصف الثاني الابتدائي كتابة موضوع عن "واجبنا نحو الأم" ولكنه لتلميذ في سن أكبر قليلا ربما في أواخر المرحلة الابتدائية، ولكن الأخطاء التي فصلناها من قبل تشير بالفعل إلى تدني المستوى التعليمي.
وما يهمني في هذا الأمر أن التلميذ أبدى بعض الولاء لوالدته كما ذكر المعلق "لأنها صحيح بتطبخ وتغسل وتلبس" ونرى كيف ينحسر دور الأمهات في عالمنا العربي (المصري بالتحديد في هذه الواقعة) في شراء كل الأشياء، ثم إعداد الطعام، وإحضار كل الأشياء إلى المائدة، ثم الغسيل، وغيرها من المهام المنزلية المتكررة. فماذا ننتظر من هذا الجيل القادم؟ فالتعليم "المباركي" كما قالت صاحبة التعليق آنف الذكر هو ما أودى بنا إلى هذا المستوى المتدني في التعليم كما أوضحنا مفرداته، ولكنه أيضًا ما أودى بنا إلى ضحالة الأفكار، والصور النمطية السائدة عن النساء والأمهات، وحصرهن في قوالب جامدة، مما يؤخر كافة المجتمع، حيث لا يمكننا أن نتطلع إلى مجتمع متقدم، النساء فيه مقيدات بعادات وأدوار مكررة بل وممجوجة. وقد لفت نظري أن هذا الأمر لم يسترع انتباه أي من المعلقين عن الموضوع، فلم ير أي منهم في الأمر ما يستحق عناء التعليق، فبينما تباكى بعضهم على حال اللغة العربية لم يتباكَ أي منهم على حال المرأة العربية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط