الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اى دين اختار ( 2 -2 )

مجدى زكريا الصايغ

2012 / 7 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" مصير ازمتنا مأساوى. فنحن نحتاج الى دين, ولكننا لا نجد فى اى مكان الها ملائما له. " لوتشان بلاغا, شاعر وفيلسوف رومانى
" لقد كان الدين ورجال الدين, وربما سيبقون لزمن طويل. بين الاعداء الاعظم للتقدم والحرية. " كريستو بوتف, شاعر بلغارى
يردد الاقتباسان المرفقان صدى المأزق الذى يجد كثيرون من الناس المخلصين فيه. انهم يشعرون فى اعماق نفسهم بالحاجة الى الدين, لكن الاله الغامض الذى يعلم به رجال الدين ليس الها يمكنهم ان يفهموه ويحبوه. وبالاضافة الى ذلك, يدركون ان رجال الدين ودياناتهم قد فعلوا الكثير لاعاقة التقدم والحرية البشريين. نعم, فيما يجرى الاعتراف بالحاجة الى الدين على نحو متزايد. لن يختار الناس المستقيمون مجرد اى دين.
يلعب الدين دورا اساسيا فى بنية الجنس البشرى وتاريخه. وتتكلم دائرة المعارف البريطانية الجديدة عن الدين ط بصفته واقعا فى اختبار البشر, ثقافتهم, وتاريخهم. " وتضيف : ان الدلائل على المواقف والولاء الدينيين موجودة فى كل جزء من الحياة البشرية. " لكن التاريخ يظهر انه ولا واحد من الاديان الرئيسية للعالم كان بركة للجنس البشرى.
علق ذات مرة رجل الدولة الهندى جواهر لال نهرو : " ان مشهد مايدعى دينا, او على اية حال دينا منظما, فى الهند وفى اماكن اخرى, قد ملأنا بالاشمئزاز الشديد. "واذ تتأملون فى الحروب التى شنت والجرائم التى اقترفت ىباسم الدين, هل يمكنكم ان تخالفوه فى الرأى؟
فى القرن ال18 صنع الفيلسوف الفرنسى فولتير تمييزا مثيرا للاهتمام. كتب : " الدين, تقولون, قد انتج اعمالا شائنة لا تعد. ينبغى ان تقولوا بالاحرى الخرافة, الخرافة التى تملك على كوكبنا الحزين. الخرافة هى اقسى اعداء العبادة النقية التى ندين بها للكائن الاسمى."
حارب فولتير التعصب الدينى لايامه, لكن حافظ على ايمانه بالله بصفته خالقا للكون. لقد رأى تمييزا بين الدين الحق والدين الباطل.
لا يوافق الجميع فولتير. فالبعض يدعون انهم يرون صلاحا فى جميع الاديان. لذلك لا يشعرون بحاجة حقيقية الى البحث عن الدين الحق. ويجب ان يصغى افراد كهؤلاء الى التحذير الذى بعطيه النبى اشعياء, الذى كتب : " ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما الجاعلين المر حلوا والحلو مرا. " اشعياء 5 ىعدد 20
لقد انتج الدين الباطل ماهو شر للبشرية, لقد انتج الظلام الروحى وترك مذاقا مرا فى افواه الناس ذوى القلوب المستقيمة.
لذلك ليس الخيار بين الصيرورة ملحدا والايمان بأى دين. ليس الامر بسيطا الى هذا الحد. فحالما يعترف المرء بالحاجة الى الله, ينبغى ان يبحث عن الدين الحق, وكما يعبر عن ذلك على نحو اطيف الباحث اميل بولا فى " اطلس الديانات الكبير " : " الامور التى تعلمها وتطلبها الاديان متباينة للغاية بحيث يستحيل الايمان بها كلها. " وانسجاما مع ذلك. تقول دائرة المعارف العالمية الفرنسية : " اذا عاد القرن ال21 الى الدين, .... يجب على الانسان ان يقرر ما اذا كانت الامور المقدسة التى تقدم له حقه ام باطلة. "
وماذا سيرشدنا فى اختيار الدين الصائب؟ ان دائرة المعارف العالمية على صواب حين تبرز اهمية الحق. والدين الذى يعلم اكاذيب لا يمكن ان يكون حقا.
ذكر السيد المسيح : " الله روح والذين بسجدون له فبالروح والحق ينبغى ان يسجدوا. " يوحتا 4 عدد 24.
وقد اعلن ايضا : " احترزوا من المعلمين الكذبة الذين يأتونكم لابسين كحملان لكنهم حقا ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم.... كل شجرة جيدة تنتج ثمرا جيدا, لكن الشجرة الفاسدة تنتج ثمرا رديئا. " متى 17 من 15 -17 واذ رأى اناس مخلصون كثيرون الثمر الردئ لاديان العالم الكبيرة وايضا للشيع والمذاهب التى برزت, صاروا ينظرون اليها كلها كاشجار فاسدة. غير صالحة الى الحد الكافى. ولكن كيف يمكنهم ايجاد الدين الحق؟
من الواضح انه يستحيل درس الاف الاديان كلها داخل وخارج العالم المسيحى قبل صنع خيار. ولكن - كما اشار يسوع المسيح - اذا استعملنا الحق والثمر كمحكين, يكون ممكنا تحديد هوبة الدين الحق.
فاذا وجدت اشخاصا يرفضون الاكاذيب الدينية المشتقة من الميثولوجيا القديمة والفلسفة اليونانية التى تتخلل معظم الديانات؟ واحدى هذه الاكاذيب هى التعليم ان النفس البشرية خالدة فى طبيعتها الاساسية. وهذا التعليم انتج عقيدة نار الهاوية المهينة لله.
هل تعرفون دينا انتج رفقة اممية اصيلة حيث يجرى التغلب على الحواجز العرقية, اللغوية, والقومية بالمحبة والفهم المتبادل؟ هل تعرفون مجتمعا دينيا عالميا يفضل اعضاؤه ان يضطهدوا على ان يسمحوا للقادة السياسيين او الدينيين بأن يحرضوهم على كره اخوتهم واخواتهم وقتلهم باسم القومية او الدين؟ ان الدين الذى يرفض اكاذيب دينية كهذه وانتج ثمرا كهذا يمكن ان بعطى دليلا قويا على كونه الدين الحق.
لكن يجب ان تقروا انه ليس احد الاديان الرئيسية للعالم. هل لايجب ان يفاجئنا ذلك؟ لا, ففى موعظته الشهيرة على الجبل, ذكر يسوع : " ادخلوا من الباب الضيق. لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدى الى الهلاك. وكثيرون هم الذين يدخلون منه . ما اضيق الباب واكرب الطريق الذى يؤدى الى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه. " متى 7 عدد 13 و 14.
وحظ سعيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم
نيسان سمو ( 2012 / 7 / 15 - 09:46 )
نعم يا سيدي : لقد قلتُ سابقاً في احدى الاماكن إذا كانت الاديان فعلت بنا ما فعلته فكيف لو لم تكن هناك اديان ؟؟ فردّ احدهم وقال : لا شيء ، كانت الامور ستكون افضل بمليون مرة عن الآن وحينها لم استطع الإجابة .. اننا ننادي ولآلاف السنين دون جواب . ونقتل وننهب ونسرق ونُجرم ونحتال ونكذب ونختصب ووووو دون جواب .. إذا كانت المسألة ستُعرف في يوم القيامة فبلا هذه القيامة المتأخرة ..هذا كان رده النهائي .. مع التقدير والاحترام


2 - شكرا
مجدى زكريا ( 2012 / 7 / 15 - 11:51 )
شكرا استاذ نيسان على مرورك الكريم
هذا المقال تكملة لمقال سابق عنوانه هل يحتاج الناس الى الدين وهو على صفحتى
برغم فساد الاديان وتاريخها المشؤوم
لا استطيع ان انصح احدا بالالحاد
فالالحاد ضد العقل والفطرة الانسانية التى جبلنا عليها
وتاريخ الالحاد معروف ونتيجته ايضا معروفة
فدول المعسكر الشيوعى السابق بدأت تعود بقوة الى الله
لكن البحث عن الدين الحقيقى هو كالبحث ابرة فى جبل من التبن
لانه من المؤكد ان هذا الدين موجود لان الله من المستحيل ان يترك نفسه بلا شاهد


3 - الحرية اولا
شاهر الشرقاوى ( 2012 / 7 / 15 - 12:09 )
الا الاسلام
لا كهنوت فيه
لا لاهوت
ولا كهان
اول بنوده . واول مسوغات قبولك فيه
ان تتحرر
تتحرر اولا من كل ما سوى الله
وهوقولك واعتقادك ورؤيتك انه
لا اله الا الله
وتتخلى تماما عن كل ما يقيدك ويقيد فكرك ويؤثر فى طباعك واثر فى حياتك وتربيتك وتم تغذية عقلك به منذ ولادتك ...
وان تتحرر من الخوف بكل اشكاله
وان تتطهر من كل ما علق بقلبك وذهنك لتعودفطريا نقيا كيوم ولدتك امك لكن بوعى وحضور

وهنا يمكنننى وبكل بساطة ان اتحاور معك
لنرى سويا ونعرف
معنى الوجود
ومعنى الايمان بالله والغيبيات
بالعقل والمنطق
بهدوء تام
واحدة واحدة
لتعرف ان الله هو الاله الواحد الاحد الحق الفرد
الصمد
وكله بالعقل والمنطق
لا معجزات
ولا انبياء
ولاكتب مقدسة

ثم بعدذلك نتناول هذا كله
وبرضه
بالعقل والمنطق والحوار الهادى
لتحكم بنفسك
بنفسك
وبحرية تامة
من انت واين انت والى اين انت ذاهب

اخر الافلام

.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا