الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام الغربي والعربي

ماجد حسانين

2005 / 2 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


تحدث و يتحدث الناس عن الإعلام الغربي الموجه و المضلل و الملئ بالأكاذيب و شبهات بل وبيِّنات التمويل الصهيوني.
بينما هؤلاء أنفسهم يتلقفون معلوماتهم العظيمة عن التمويل الصهيوني و النفوذ الإسرائيلي المهيمن على الإعلام الغربي من الإعلام الغربي نفسه!!
و إذا قمت بقراءة أية من المقالات إياها التي تلعن الغرب و إعلامه ستفهم ما أقصد. فمصادرهم كلها غربية ، و هم ينقلون عن المعتدلين بالغرب نقدهم اللاذع للمتطرفين في الأحزاب الحاكمة أو أحزاب اليمين ليقدمونه لنا على أنه من إكتشافهم.
و يقومون بالتركيز على أقوال المتطرفين بالغرب بشدة و يكذبون فيقولون أن كلهم كذلك. تماماً كما يكذب المتطرفين بالغرب ليقولون أن المسلمين كلهم إرهابيين.
و هكذا فتدور الدائرة ، صحفيون منهم ينقلون بيانات القدس العربي بل و حتى جريدة الشعب الساقطة إليهم فيقوم متطرفيهم بإصدار بيانات مضادة في الصحف التي أجمع متطرفينا على صهيونتها فيعودوا فينقلون عنها و هكذا و المعتدلين من الجانبين مهضومين تماماً و لا حول لهم و لا قوة.
و حتى قناة الجزيرة قد حصلت على صور مأساة و إنتهاكات أبو غريب من جهات إعلامية غربية. و لم يقف أحد ليقول أن الدايلي تيلغراف ممولة إسلامياً لأنها كشفت عن فضائح و إنتهاكات للجيش البريطاني.

عموماً لا أدافع عن الإعلام الغربي فهو إعلام موجه مثله مثل أي إعلام في الدنيا فلا يوجد إعلام نزيه 100% أو حتى 90%.
مستحيل ، حتى و لو كانت السياسة العامة للجريدة هي الموضوعية التامة ، فسنجد إنحياز لابد منه من جانب المعد أو المقدم أو المعلق.
و خاصة عندما يتعلق الأمر بالآراء أو التحليلات.

و قد يكون مجال الأخبار هو المجال الوحيد الذي قد يقترب من الموضوعية و لكنه لا يصلها.

و في معظم الأحيان يقوم المحرر بكتابة الأخبار بطريقة تخلو تماماً من الموضوعية.
و إليك المثال التالي:
(إقتباس) من صحيفة عراقية نقلاً عن شهود عيان : قام أربعة من المسلحين بمباغتة رجل ذو ملامح عراقية و طفل كان يرافقه حيث أطلق احدهم الرصاص فأصاب الرجل فى الرقبة و الصدر و عندما قام الطفل بالصراخ باغته مسلح آخر برصاصة برأسه صرعته على الفور ثم اجهز على الرجل و ركب الاربعة سيارة بيجو حمراء و إنطلقوا بها بعيداً.(نهاية الإقتباس)

علمنا بعدها أن الشخص صحفي بقناة الحرة و الطفل هو إبنه فكيف تناولت صحيفة القدس العربي الخبر؟
إقتباس(شهد العراق امس حلقة جديدة في مسلسل الاغتيالات الدموية، حيث قتل مسلحون مراسلا عراقيا يعمل لحساب قناة الحرة التلفزيونية الامريكية في مدينة البصرة. واغتالوا مسؤولا حكوميا رفيعا في بغداد، بينما خطف ضابط كبير في وزارة الداخلية.
وقالت الشرطة في مدينة البصرة ان عبد الحسين خزعل (40 عاما) مراسل قناة الحرة قتل بالرصاص عند منزله. وهو يراسل ايضا قناة الفيحاء ومقرها دبي.
وتأسست قناة الحرة بتمويل أمريكي في العام الماضي، وقالت قناة الحرة ان أحد أبناء خزعل وعمره ثلاث سنوات قتل أيضا خلال الهجوم.))(نهاية)

أي صحفي محترف أو هاو أو حتى أي شخص متعود على قراءة الجرائد يعرف تماماً ما معنى أن يتم و ضع الخبر بذلك التصوير بالصحيفة العراقية و بذلك الإقتضاب في القدس العربي...
من جانب الاخيرة السبب هو الخجل و الشعور بالعار.
فالمسلحون من المقاومة العراقية التي يمجدها عطوان و لاحظ ان كل مرة تقوم بها المقاومة بفعل بربري تسميهم الجريدة مسلحون فقط.
ثم أنها وضعت الطفل في نهاية الخبر. و لم تصف كيفية القتل. و الخبر كان مقتضباً سريعاً و ليس مستقلاً بذاته و تداخلت معه اخبار أخرى و معلومات على درجة ثانوية من الأهمية مثل القنوات الأخرى التى كان يراسلها الرجل .

و المتشدقين بنزاهة قناة الجزيرة لا يلاحظون التوجيه المتواصل و عملية الغسيل التي تحدث لعقولهم بالطبع لأن القناة تنطق بما يهوونه و لقد لاحظت في أحد اخبار أمس أن قامت المعلقة بنقل خبر عملية تفجير ميدان التحرير ببغداد كما يلي : (إقتباس)(و قد إستهدف التفجير قافلة عسكرية أمريكية كانت قد مرت بالميدان قبل دقائق و لم ينتج عنها ضحايا من القوات الامريكية و قد لقى ثلاثة عراقيين مصرعهم بينما جرح البعض الآخر.)

الآن قارن مع ما يأتي أيضاً الجزيرة:
((و إستشهد أحد أفراد المقاومة العراقية في مواجهات عسكرية مع الشرطة إستمرت عدة ساعات و لقى على إثرها ثمانية من رجال الشرطة مصرعهم...........))

دعنا من الشرطة العراقية و خلينا في المواطنين الثلاث الذين وجدوا مصادفة بالميدان في الخبر الأول بالمقارنة باحد أفراد المقاومة في الخبر الثاني.
الآن راجع عنوان المقال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة