الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج41

محمد الحداد

2012 / 7 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



المؤمن : ما هي اشكالاتك على موضوع الشيطان ؟
الباحث : أنت تقول أنك تؤمن بالأديان السماوية .. وقد فهمت من موضوعك السابق أن للشيطان فضل على الانسان في الكشف عن أمراضه الخفية .. لكي يتألم من نتائجها ومن ثم يطلب العلاج منها .. اذا على الإنسان أن يتبع الشيطان ويعمل الأعمال الشيطانية كي تظهر أمراضه الخفية .. وهذ يتناقض مع دعوة الله في الكتب السماوية من أن الشيطان عدو للإنسان .. والرب يحذر من اتباع الشيطان .. فهل الرب يحذر الانسان من اتباع الشيطان ويعمل الرب بنفس الوقت ضد الانسان .. يعني الرب لا يريد لأمراض الانسان أن تظهر وتعالج .. هذا تناقض يا عم .. تناقض كبير جدا ؟!!
المؤمن : لا يا بني ليس هكذا ...
الباحث : غاية كلامك توصلنا الى هذه النتيجة .. فالرب يحذر في كتبه السماوية من اتباع الشيطان .. و أنت تقول أن الشيطان يعمل لصالح الانسان ؟!! أو ليس هذا تناقض يا عم ؟!!
المؤمن : غاية الرب حسنة عظيمة عندما سمح للشيطان بالدخول .. ولكن الشيطان لم يدخل بنية حسنة .. فالشيطان تكبر على الانسان .. ورفض السجود له .. فطرده الرب من جنة الايمان .. ولذلك هو حاقد على الانسان .. فدخل بنية سيئة .. فغاية الشيطان تأخير الانسان من علاج أمراضه ...
الباحث : لم افهم يا عم !!!
المؤمن : صحيح أن الأمراض موجودة في باطن الانسان .. والشيطان محفز لظهورها .. ولكن هناك فرصة يستطيع الانسان الاسراع في معالجة أمراضه هنا في الدنيا .. فيستطيع الانسان أن يجاهد باستعمال العقل وقوة التفكر .. ويتخلص من أمراضه بمجرد أن تظهر .. ويعرفها هنا في الدنيا ...
الشيطان ذو نية سيئة .. لا يريد للإنسان أن يسرع في معالجة أمراضه هنا في الدنيا .. يريد له أن يدخل نار جهنم في الآخرة .. و يريد الشيطان أن يبقى الانسان في دوامة وغفلة عن معالجة أمراضه .. فغايته أن يوصل الانسان الى نار جهنم .. وهنا يحقق هدفه .. في حين كان بإمكان الانسان معالجة أمراضه هنا في الدنيا و بسرعة .. ويتجنب العذاب في الآخرة ...
فرصة الدنيا فرصة ثمينة جداً .. اذا ضيعها الانسان واتبع الشيطان سيقع في نار جهنم في الآخرة ...
الفرق في النية .. فغاية الله تطهير الانسان في الدنيا بمجرد معرفة أمراضه التي حفزه الشيطان على كشفها .. وغاية الشيطان أن لا يسرع الانسان في علاج أمراضه كي يسقط في جهنم .. ولذلك يحذر الله من اتباع الشيطان لأن نيته سيئة مع الانسان .. هل فهمت ؟
الباحث : نعم يا عم واضح .. أحسنت ...
ولكن الاشكال هنا أن الرب سمح للشيطان بالدخول لتحفيز الانسان لإظهار أمراضه وعلاجها .. أما كان الرب قادر على ايقاف الشيطان عند حده هنا في الدنيا .. و يمكن الانسان من علاج أمراضه هنا في الدنيا .. وتنتهي القصة .. ولا يذهب الانسان الى نار ؟!!
فأنت تقول أن الرب قادر على كل شيء .. هذا الرب قادر أن يعالج أمراض الانسان في الدنيا .. ويهتدي .. ويذهب كل الناس الى الجنة .. ولا يذهب أي انسان الى نار جهنم ...
المؤمن : حكمة الرب أن يمر الانسان في جميع المراحل .. وجميع الاطوار .. التي يتألف منها كونه الذاتي .. لأجل التعليم العملي كما قلت لك سابقا .. فالغاية للإنسان حمل الامانة الكبرى .. وهي قيادة هذا الكون .. يجب أن لا يجهل الانسان أي علم .. و أي شيء داخل نفسه .. كونه العظيم .. وغاية التعليم هي أقصى و أعلى غاية لهذه الرحلة ...
الباحث : نعم يا عم ...
المؤمن : في الأصل الأزلي ومنذ مرحلة السكون والجمود اختلفت معادن الناس .. صفاتهم النفسية .. هناك أناس في نفوسهم أمراض .. فايروسات .. لا يمكن معالجتها إلا في نار جهنم .. لا ينفع معهم كتاب سماوي .. و لا نبي .. ولا أي نصح أو ارشاد .. فهذه الأمراض الخطيرة .. متأصلة داخل نفوسهم .. لا تنصلح إلا بنار جهنم ...
الباحث : هل الرب هو الذي خلق الأمراض داخل نفوسهم ؟!!
المؤمن : لا أبداً .. فمن عالم السكون الأزلي هي موجودة .. الرب أخرج الانسان من السكون الى الحركة .. وهذا هو الخلق .. خرج كل انسان يحمل أمراضه الداخلية الباطنية معه .. كان لبعض الناس أمراض خفيفة .. سهلة العلاج .. والبعض الآخر متأصلة .. خطرة .. لا تعالج الا في جهنم ...

نقلها لكم
محمد الحداد
15. 07. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah