الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيادينيون .. وخطيئة العسكري !

محمود قاسم أبوجعفر
كاتب وباحث وشاعر

(Mahmoud Qasim Abu Jaafar)

2012 / 7 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" فصل المقال "
السيادينيون .. وخطيئة العسكري !

- يخطئ من - يظن - مجرد الظن ، أن هناك فرقاً - من حيث الفكرالديني - بين " السيادينيين " ، من أولي اللحى الطويلة والجلابيب القصيرة ، أو إن صح التعبيرقوى التأسلم السياسي كالسلفيين ، أو جماعة الإخوان المسلمين ، أو الجماعة الإسلامية ، أو - حتى - تنظيم القاعدة ، ممن يتقنون فنون مزج الدين والسياسة في إناء واحد ، ذلك لأن " الهوة " متقاربة ، وقد تكون - قاب قوسين أو أدنى - من حيث فكر ، وأهداف تلكم التيارات المتأسلمة ، المتطرفة ، المتعصبة ، فبالرغم من تباين بعض القضايا - الفرعية - فيما بينهم ، إلا أنهم - جميعاً - يتفقون ، من حيث الجوهر والمضمون ، على قلب رجل واحد في الدموية والعدوانية والخلاص من الآخرين الذين يناهضونهم الرأي فحسب ، وبلا ريب ، فإن من أبرز أهداف تلكم الجماعات المتطرفة ، هو فرض عقيدتهم المتطرفة ، وفكرهم الشاذ - كرهاً - حيال المجتمعات المتباينة ، معتقدين - خطئاً - ، أنهم - وحدهم - على صواب ، وما عداهم بعيدون عن الصواب والحقيقة .

- وعلى الرغم من أن المجلس العسكري الحاكم في وطننا ، يعي - جيداً - التاريخ العدواني ، الدموي ، الطائفي لمثل تلكم الجماعات المتأسلمة المتطرفة ، إلا أنه قد تحدى إرادة الأمة وانتهك وحدتها ، حينما قرر دعمهم ، ومنحهم - عنوة - الشرعية السياسية ، من خلال موافقته على تأسيس حزب " الحرية والعدالة " ، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين ، المحظورة سابقاً ، هذا بالإضافة لحزب " النور " السلفي ، المنبثق عن التيار السلفي المتشدد ، في سياق يتعارض - جذرياً - وقانون مباشرة الحقوق السياسية ، والذي يندى له الجبين ، أن قيادات المجلس العسكري الحاكم ، يعلمون - يقيناً - أن من بين أبرز شروط تأسيس الأحزاب السياسية المصرية ، أن لا تقوم على أساس الدين أو العرق أو الجنس ، على حد سواء ، وبالرغم من ذلك ، فإن قيادات المجلس العسكري الحاكم ، قد - تحايلوا - وتآمروا وانتهكوا قانون مباشرة الحقوق السياسية ، حينما ساهموا في إنشاء عدد من ا|لأحزاب السياسية الدينية الماسونية ، التي تدعوا لاستخدام العنف حيال من يختلفون معهم في العقيدة والفكر والمذهب ، كحزب الحرية والعدالة ، وحزب النور ، وحزب الوسط ، والمثير للجدل والتساؤل أن المجلس العسكري قد اكتفي - فقط - بالموافقة على أسماء وشكليات تلك ا|لأحزاب الطائفية ، دون النظر أو الإشارة لجوهرها ومضمونها الحقيقي البغيض ، وهذا في تقديري - إن دل فإنما يدل ويؤكد على مدى استخفاف قيادات المجلس العسكري بألباب وأفئدة المواطنين المصريين البسطاء ، ناهيك عن استخفافهم - المفرط - بأذهان وعقول قيادات وأعضاء القوى السياسية المتباينة ، من أبناء وطننا .

- والذي لا يدع مجالاً للشك ، أن التاريخ لن ينسى - بأي حال من الأحوال - تلك السقطة " السياسية الخاطئة ، التي ارتكبها المجلس قادة المجلس العسكري في حق وطننا ومواطنينا على حد سواء ، ولن يغفر له هذه - الخطيئة - العظمى التي اقترفها عن عمد وإصرار في حق تاريخ أمتنا وحضارتنا العريقة ، وسيدفع المجلس العسكري - عاجلاً أو آجلاً - ثمن ذلك " الجرم " السياسي الفادح الذي ارتكبه في حق دينه ووطنه ، لذا ، فإنني أناشد العقلاء من أبناء مصرنا الحبيبة بأن - يصطفوا - على قلب رجل واحد ، كالبنيان المرصوص المتماسك ، مسلمين ومسيحيين على حد سواء ، خلف قواتنا المسلحة الباسلة ، وأن يدعموا ، ويساندوا الشرعية الدستورية والمؤسسة القضائية ، وأن - يعينوا - ويشجعوا الإعلام الوطني المصري في كشف الحقائق المكنونة التي تثبت وتؤكد " عمالة " قوى التأسلم السياسي ، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين المفضوحة ، ومدى عمق العلاقة بين رموز وقيادات تلكم الجماعة المسيسة بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ، أو اللوبي " الصهيوني " إن صح التعبير ، فيا أيها المصريون الشرفاء ، اعتصموا حيال ما هو أجدى وأنفع لوطنكم ومواطنيكم ، وانتهوا عما يفرقكم ويخزيكم ، فالخالق القدير جل وعلا لم ولن - يكره - أحداً على اعتناق دين أو مذهب معين ، على نقيض ما يدعوا إليه المتطرفون والمتشددون الإسلاميون ، فالدين لله .. والوطن للجميع !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah