الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت - هل هو النهاية ( 1 - 2 )

مجدى زكريا الصايغ

2012 / 7 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" مامن شئ يضاهى الموت فظاعة, ففيه تنتهى كل الاشياء ". - ارسطو.كانت هذه المرأة فى نظر زملائها تقية ومتعبدة جدا, حتى ان البعض اعتبروها ركيزة داعمة لكنيستها . ومع انها تعلمت ان الموت ليس نهاية المطاف بل هو ممر الى الحياة الاخرة, استحوذ عليها خوف شديد لما دنت ساعتها الاخيرة. فسألت مرشدتها الروحية بعدما اقضت الشكوك مضجعها : " كثيرة هى المعتقدات المتعلقة بما يحدث عند الموت. فكيف تعرفين اى معتقد هو الصحيح؟.
تتبنى كل الديانات والمجتمعات تقريبا الفكرة القائلة ان البشر يستمرون فى الوجود او يعيشون ثانية بعد الموت. وبما ان هنالك معتقدات عديدة حول هذا الموضوع. فأى معتقد هو الصائب؟ من جهة ثانية, يشك كثيرون فى وجود اى شكل من اشكال الحياة بعد الموت. فماذا عنك؟ هل تعلمت الن الحياة تستمر بعد الموت؟ هل تؤمن بذلك؟ وهل تخشى الموت؟
الخوف من الفناء :
يشير الباحثون الى الخوف من الموت ب " هاجس الموت ". ومع ان هذا الموضوع هو محور الكثير من الكتب والتقارير العلمية فى العقود الاخيرة, يفضل معظم الناس عدم التفكير فيه. غير ان الموت واقع اكيد, لذا لامفر من التفكير فيه عاجلا او اجلا, وحياة الانسان سريعة الزوال , اذ يموت يوميا كمعدل اكثر من 160,000 شخص, فشبح الموت يطارد البشر دون استثناء, وهذه الحقيقة تلقى الرعب فى قلوب كثيرين.ويعزو الخبراء هاجس الموت هذا الى عدة اسباب منها, الخوف من الالم. الخوف من المجهول, الخوف من خسارة الاحباء, والخوف من الاثار السلبية التى قد يعانيها الذين يبقون على قيد الحياة.
لكن ابرز هاجس يستحوذ على المرء هو خوفه من الزوال من الوجود. فالفكرة القائلة ان الموت هو النهاية المطلقة للحياة تروع اناسا كثيرين بصرف النظر عن معتقداتهم الدينية. والعلم يؤجج هذا الخوف. فمعظم وظائف الجسم يمكن تفسيرها اليوم بمصطلحات علمية . ولمن مامن عالم احياء او فيزيائى او كيميائى توصل يوما اللى دليل يثبت وجود كيان غير منظور فى داخلنا يبقى حيا بعد موت الجسد. لذلك يفسر علماء كثيرون الموت على انه عملية بيولوجية ليس الا.
لا عجب اذا ان يرتعب كثيرون فى قرارة انفسهم من فكرة الفناء عند الموت. مع انهم يبدون فى الظاهر اشخاصا متعبدين يؤمنون بالحباة الاخرة. ولكن من المثير للاهتمام ان الملك سليمان تحدث فى كتاباته قديما عن النهاية التى يبلغها المرء حين يموت, نهاية قد يعتبرها البعض مفزعة.
التراب هل هو مصيرنا النهائى ؟
كتب سليمان فى سفر الجامعة الذى دون قبل 3,000 سنة : " الاحياء يعلمون انهم سيموتون اما الاموات فلا يعلمون شيئا ولم يبق لهم جزاء. اذ قد نسى ذكرهم و حبهم وبغضهم وغيرتهم قد هلكت. " ثم اضاف قائلا كل ماتصل اليه يدك من عمل فاعمله بقوتك فانه لا عمل ولا حسبان ولا علم ولا حكمة فى مثوى الاموات الذى انت صائر اليه. جامعة 3 عدد 19 و 20.
صحيح ان الملك سليمان كتب الكلمات المقتبسة اعلاه, الا ان الله هو من اوحى بها وهى تشكل جزءا من كلمته المكتوبة. الكتاب المقدس. لاتؤيد الاعتقاد الشائع ان شيئا فى داخلنا يبقى حيا لابعد الموت ويستمر موجودا فى شكل اخر.
اذا, هل يخبرنا الله ان " التراب ", او اللاوجود هو المصير النهائى للبشر اجمعين؟ قطعا لا.
لا يعلم الكتاب المفدس ان جزءا من الانسان يبقى حيا بعد الموت. غير انه يزود على نحو لا يقبل الشك رجاء واضحا للموتى.
وستظهر المقالة التالية لم ينبغى الا نخاف من ان يكون الموت النهاية المطلقة للحياة.
ملاحظة جديرة بالاهتمام
فى 9 تشرين الثانى 1949 اختفى فى جبال اريزونا بالولايات المتحدة الامريكية جيمس كد, رجل كان يعمل فى منجم للنحاس عمره 70 سنة. وبعد مرور عدة سنوات وعقب اعلان وفاته رسميا اكتشفت وصيته المكتوبة بقلم رصاص ومعها استثماراته التى تساوى مئات الالوف من الدولارات. وكان كد قد طلب فى هذه الوصية ان تستخدم امواله لاجراء ابحاث هدفها التوصل الى اى دليل علمى يثبت وجود نفس تترك الجسد عند الموت.
بعد فترة قصيرة تقدم اكثر من 100 شخص زعموا انهم باحثون وعلماء للحصول على المال. ومرت شهور انعقدت خلالها جلسات استماع وبحث فى الاف الادعاءات الى تشير الى وجود نفس غير منظورة.
وفى النهاية وهب القاضى المال الى منظمتين تعنيان بالابحاث ولكن بعد مرور اكثر من نصف قرن. لم يكن هؤلاء الباحثون قد وجدوا بعد اى دليل علمى يثبت وجود نفس تترك الجسد عند الموت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين


.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ




.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح


.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا




.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم