الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجاء للموتى من واهب الحياة ( 3 - 3 )

مجدى زكريا الصايغ

2012 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان امتلاكنا رغبة فطرية فى العيش وقدرة ضخمة على التعلم يقودنا الى استنتاج منطقى وهو ان البشر خلقوا ليعيشوا اكثر بكثير من 70 او 80 سنة. وهذا يوصلنا الى استنتاج اخر: لا بد من وجود مصمم خالق, او اله. فالتعقيد البالغ الذى نراه فى الحياة على الارض والقوانين الثابتة للكون المادى تؤيد كاملا الايمان بوجود خالق.
فلم نموت اذا كان الله قد خلقنا بامكانية العيش للابد؟ وماذا يحدث بعد الموت؟ هل قصد الله ان يعيد الاموات الى الحياة؟ من المنطقى ان يزودنا اله حكيم وقوى بأجوبة عن هذه الاسئلة. وهذا مافعله, تأمل فى مايلى :
لم يكن الموت جزءا من قصد الله الاصلى للبشر. يشير اول ذكر للموت فى الكتاب المقدس ان الله لم يقصد فى الاصل ان يواجه البشر هذا المصير. فرواية سفر التكوين فى الكتاب المقدس توضح ان الله امتحن الزوجين البشريين الاولين, ادم وحواء, امتحانا بسيطا متيحا لهما الفرصة ان يبرهنا عن محبتهما وولائهما. فقد حرم عليهما الاكل من شجرة محددة. وقال الله للانسان : : يوم تأكل منها تموت موتا ". تكوين 2 عدد 17. فادم وحواء ماكانا سيموتان الا اذا عصيا الله, وهكذا يكونان قد فشلا فى اجتياز الامتحان, وتظهر رواية الكتاب المقدس انهما نقضا ولائهما لله فجلبا الموت على انفسهما. وبهذه الطريقة, انتقل النقص والموت الى العائلة البشرية.
يشبه الكتاب المقدس الموت بالنوم. يتحدث السجل عن " نوم الموت " مزمور 13 عدد 3. كما ان يسوع قبل ان يقيم صديقه لعازر, اوضح لرسله " : لعازر صديقنا راقد, لكنى ذاهب لأوقظه من النوم ". وهذا مافعله بالضبط. يقول السجل انه حين صرخ يسوع, خرج الميت لعازر من القبر حيا يرزق.
فلماذا شبه يسوع الموت بالنوم؟ لأن الشخص النائم يكون فى حالة خمول. واذا كان نومه عميقا, فهو لا يعى مايدور حوله او يشعر بمرور الوقت. كما انه لا يتألم او يتعذب. على نحو مماثل لا يعى الميت شيئا ولا يقوم بأى نشاط. لكن اوجه الشبه لا تنتهى هنا, فالشخص النائم يتوقع ان يستيقظ من نومه. وهذا هو بالتحديد الرجاء الذى يمنحه الكتاب المقدس للموتى.
يعدنا الخالق نفسه : " من يد شيول ( المدفن العام ) افديهم, من الموت اخلصهم, اين شوكتك ياموت؟ اين قدرتك على الاهلاك با شيول؟ ". هوشع 13 عدد 14. وتذكر نبوة اخرى فى الكتاب المقدس ان الله سيبتلع الموت الى الابد, ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه. اشعياء 25 عدد 8. وعملية احياء الموتى هذه تدعى القيامة.
اين سيعيش المقامون؟ ذكر سابقا ان البشر يمتلكون رغبة فطرية فى العيش الى ما لانهاية. فأين تريد ان تحيا الى الابد؟ هلى تشعر بالاكتفاء اذا عرفت انه بعد موتك ستعيش كجزء من قوة مجردة موجودة فى الكون, كما تعلم بعض الاديان؟ هل تحب ان تكون موجودا كشخص اخر فاقدا كل الذكريات المتعلقة بك قبل موتك؟ هل يروقك ان تعود الى الحياة على شكل حيوان او شجرة؟ واذا منحت حرية الاختيار, هل ترغب حقا ان تعيش فى عالم يخلو تماما من الاختبارات والافراح التى يمر بها البشر؟
الا تتوق الى العيش على ارض فردوسية اذا كانت الاحوال مثالية؟ هذا هو الرجاء الذى يمنحه الكتاب المقدس : ان تعيش للأبد هنا على الارض. فقد خلق الله الارض لهذا القصد - ليسكنها اشخاص سعداء يحبونه ويريدون ان يخدموه الى الابد. لهذا السبب يقول الكتاب المقدس : " الابرار يرثون الارض, ويسكنونها الى الابد ". مزمور 37 عدد 29. اشعياء 45 عدد 18. اشعياء 65 عدد 21 و 24.
متى ستحدث القيامة؟ ان تشبيه الموت بالنوم يشير ان القيامة لا تحدث عادة عقب الموت مباشرة. فستفصل فترة من ( النوم ) بين وقت الموت والقيامة. اثار رجل فى الكتاب المقدس يدعى ايوب السؤال التالى : " اذا مات رجل أفيحيا؟ ". ثم اجاب : " سأنتظر ( فى القبر ) الى ان يأتينى الفرج يدعو ( الله ) فأنا اجيب. ايوب 14 عدد 14 و 15. فيا للفرح الذى سنشعر به عندما يحين الوقت الذى سيجتمع فيه الموتى باحبائهم من جديد.
طبعا ليس بالضرورة ان يمحو الرجاء الذى يزوده الكتاب المقدس كل مخاوفك من الموت. فمن الطبيعى ان يساورك القلق بشأن الالم والحزن اللذين يخيمان احيانا قبل حدوث الموت. ومن البديهى ان تفزعك خسارة شخص تحبه, واذا كنت تخشى العواقب المحزنة الذى سيسببها موتك لأحبائك, فهذا ايضا شعور منطقى. لكن الكتاب المقدس, بكشفه لنا الحالة الحقيقية للموتى, يساعدنا ان نبدد اية مخاوف تستحوذ علينا بشأن الموت. فلا حاجة ان ترتعب من اخرة تعذبك فيها الشياطين فى هاوية مشتعلة. ومامن داع ان يعتريك الفزع من عالم مظلم تهيم فيه الارواح باستمرار. ولا ينبغى ان تخاف ايضا من ان يكون الفناء الى الابد هو ماينتظرك فى المستقبل. لماذا؟ لأن لدى الله ذاكرة لا تحد, وهو يعد باقامة كل الاموات الذين فى ذاكرته الى الحياة هنا على الارض. والكتاب المقدس يضمن اتمام هذا الوعد بالكلمات التالية : " الله لنا اله الخلاص. وللسيد الرب منافذ من الموت ". مزمور 68 عدد 20.
ملاحظة
يدعى الموت عدو الانسان. وهو عدو حقيقى نرى الادلة على ذلك فى كل مكان حولنا. فاستنادا الى احد التقديرات, يموت سنويا حوالى 59 مليون شخص, اى مايعادل اثنين كل ثانية, لاحظ من فضلك الاحصاءات التالية :
+ كل 102 ثانية يموت شخص بسبب الحروب.
+ كل 61 ثانية يلقى شخص حتفه جراء عملية قتل.
+ كل 39 ثانية يقوم شخص بعملية انتحار.
+ كل 26 ثانية يموت شخص فى حادث سير.
+ كل 3 ثوانى يموت شخص لأسباب تتعلق بالجوع.
+ كل 2 ثانية يموت طفل لم يبلغ الخامسة من عمره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت