الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراقنا العتيقة وإلى الوراء درّ...

واصف شنون

2012 / 7 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لقد جزع معظمنا من متابعة أخبار الشرق الأوسط والعراق على الخصوص ،حتى أن بعض العراقيين الذين يعيشون في العراق ويحترقون في حرارة ولهيب شهر تموز بدأوا يسخرون من العراقيين الذي يعيشون في الخارج بسبب إهتمامهم بما يجري هناك ، فهم يقولون ما بكم تمتعوا في بلدانكم الجميلة النظيفة المتقدمة ،عيشوا حياتكم وربوا أولادكم وأحمدوا حكوماتكم التي تعتني بصحتكم وطرقكم وحدائقكم ومستشفياتكم ومستقبلكم ومدارس وجامعات أولادكم واتركوا هموم العراق وربيع الثورات (التي أطالت اللحى ) في مصر وتونس وحرب سوريا الدائرة ، انسوا العراق فقد مات ذلك البلد الذي تتذكروه وولدتم فيه ، فهو لم يعد سوى جثةِ جملٍ يطعن فيها الجبناء ويبيعون لحمه للغرباء ..!!
لكن لامقدرة لنا على النسيان والإستسلام ، فهذا العراق وشؤونه ليست ملابس داخلية او جوارب ننزعها ونرميها لنرتدي غيرها ونذهب الى يوم صاف ومشمس وسعيد ..، بل هو تاريخ وجينات وعلاقات وذكريات وطفولة وأهل وأصدقاء وأفراح وأتراح وحروب وضياع وفقدان ونهايات ،إنه منظومة كاملة تعيش معنا في اللاوعي الجمعي ، وكذلك الفردي ،خاصة وأغلبنا تركنا ذلك الوطن المستباح ونحن راشدون وبالغون وشهود على المآسي والأحداث التي عصفت بنا وبتلك الأرض المخضبة بالدماء والخسارات والأوجاع ،العراق يحمل حبل سرتنا المدفون بأرضه مهما تنوعنا واختلفنا وتخاصمنا ،هناك شراكة ما ، وذكريات وهواء تنفسناه جميعا.
وهكذا رحتُ قبل أيام احاول نسيان 700 مليار دولار تمت سرقتها خلال تسعة أعوام من الحكم الديمقراطي الجديد ،ونسيان الخراب الذي طال البلاد والعباد ، الأنهار التي جفت والسواد الذي غطى وجوه المدن الجنوبية التي أنجبت أعذب الألحان الخالدة والغناء والفكاهات ، نسيان القهر الإنساني الواقع على ملايين من الشباب اليافعين والذي يتلخص بتغييبهم عن حقائق الحياة وتجنيدهم للحياة الآخرة بحجج دينية واهية غرضها سياسي من أجل الإستحواذ على السلطة والمال والثروات ،نسيان كل ذلك ليس بالأمر اليسير ،لكني رحت أبحث بأوراقنا العراقية العتيقة الجميلة وليس فقط القبيحة القاسية ، فوجدت صورة مؤثرة لملكة جمال العراق عام 1964 الأنسة الجميلة (رانيا زكريا ) ، تعمقت في الصورة كثيرا وجدتها لاتعني جمال الوجه والجسد والأنوثة والرقة ،بل التمدن والمدنية والثقة بالنفس والتواصل الحضاري والأمل وحب الحياة والإبتهاج بها ،وجدت الإبتسامة الحنونة واللطافة والنظرة البريئة ، واذا عدنا لنقارن ذلك بما يجري الأن ، سوف نصاب بصدمة لاشفاء منها ،ونظل نهذي مالذي جرى ؟؟ماذا حدث ؟؟ ملكة جمال عراقية قبل خمسين عاما ،انه ليس حدثاً فخما ً لكنه إشارة ودليل على أن هناك (كان يا ما كان ) مجتمع مدني يهتم بالجمال والحياة ، أما الأن فالى الوراء درّ واذا لايصدقني أحد ، فلينظر بوجوه نساء البرلمان العراقي حيث العيب والغيب والعرف والدين والشرف والحشمة والقفاصة والقفاصات في كل ركن وزاوية !!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وإلى الأسفل سرّ
نور ساطع ( 2012 / 7 / 18 - 11:13 )

إلى الوراء درّ... وإلى الأسفل سرّ

تحياتي لجميع القراء.. وطابت أوقاتكم

*******************************************


2 - كلبي .. وصديقتي ... وانا
حيدر الوائلي ( 2012 / 7 / 27 - 07:33 )
منتو هو اسم كلبي الذي هدته لي صديقتي ايام كنت في ماليزيا في هوليدي واخبرتها ان تربية الكلاب ليس من اهتمامي وانه يحتاج لعناية وليس لي وقت لذلك فقالت خذه لاسبوع وان لم ترتاح له فعده الي ..واليوم تجاوز منتو ال7 سنوات معي كأصدقاء اوفياء احدنا للاخر فهو معي 247 ... ذهبت يوما لاصلح جهاز الكومبيوتر عند شخص (متأسلم) لي معرفة به سالني عن امور حياتي واحوالي فأجبته ان كل ما بقي في حياتي هو هذا الكلب الوفي وصديقتي الوفية .. فقدم لي نصيحة لم يسأل عنها وطلب مني ان اتركهما (الكلب وصيديقتي ) فمن وجهة نظره الدينية ان البيت الذي فيه كلب لاتدخله الملائكة لان الكلب حيوان نجس !! لم أجبه لان امثال هؤلاء لايستحقون الاجابة اصلا وليس عندي صبر
كصبر واصف الشنون بالحديث عن هذه النماذج رغم ان الجواب كان حاضرا وهو ان كلبي اطهر من أطهر لحية تحكم العراق حاليا فكلبي لم يسرق ولم يسيء ولم يظلم ولم يعتدي ولم يقتل وهذه هي الطهارة بعينها ولنسال الله أين تحوم ملائكته في البيت الذي يأوي منتو أم في بلد ترقص فيه الشياطين مع حكامه ؟؟؟


3 - سؤال من شيعي الى حكومة العراق الشيعية
حيدر الوائلي ( 2012 / 7 / 27 - 11:33 )
المعذرة ان كنت استخدمت كلمة ليس عندي ولا عند كثيرون ( المعنى الدقيق) لها وهي كلمة (شيعي أو شيعة) فكل الديانات وحتى الملحدين يكنون الحب والتقدير لمحمد وعلي والائمة الاثنى عشر وخاتمهم الامام المهدي الذي سيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ,انا مؤمن واعرف انه سيفعل ذلك ولا سؤال عندي بالطريقة أو الكيفية التي سينجز بها ذلك ,لكن سؤالي هو هل ان الذين يحكمون العراق حاليا مسؤولين عن ملؤها ظلما وجورا ؟ علما اننا في زمن ظهور الامام الغائب !!!!! وهو شر الازمنة كما يقول الرسول ؟؟؟ .

اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran