الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سايكولوجيا الحرف- 5

سامي فريدي

2012 / 7 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كم من الكتاب لم يتناول أحداث الربيع العربي في موضوع أو أكثر؟..
الطابع العام للموضوعات كان التفاؤل والتبشير بعصر جديد وجراة غير مسبوقة في التهجم على أشخاص الحكام وطردهم من عروشهم، والتهليل بغد ملون.. بعض الكتاب المتأملين كتبوا متأخرين مثل سيد القمني وهللوا أيضا..
لكن الثورة انسرقت.. واعتلى صهوتها تيار المدّ الديني.. وانصرف الكتاب لموضوعات أخرى.. دون أن يراجعوا مدى دقة أحكامهم المستعجلة تلك..
بعض الكتاب اليوم.. ومن واقع اليأس.. يكتبون مستبشرين بالرئيس المصري الاخواني، وتصريحاته عن دولة مدنية..
هل يعود هؤلاء الكتاب، مهللين أو مستنكرين.. لكتاباتهم بعد شهر أو شهرين، عام أو عامين، ليتأكدوا من مواقع أقدامهم ومدى صحة نمط تفكيرهم، ليصححوا لأنفسهم أو يعتذروا ويعزلوا. أما أن يكون على طريقة الحاكم العربي لا يراجع نفسه ويعتبر أنه دائما على حق، أم يتكئ على فقه الاسلام فيمنح نفسه درجتين أذا أصاب، ودرجة إذا أخطأ.
الواقع ان الذين تناولوا –الثورة السورية- عددهم أقل ممن كتبوا عن سواها. هذا لا ينفي تزايد العدد مع الوقت. كما لا ينفي تكرار الاسماء التي تتناول الموضوع. ولا تنفي درجة الحدّ والانفعال الثوري في التناول. وهناك من يتناول الموضوع عبر اسلوب السرد ونمط اليوميات. لكن طريقة الكتابة من الناحية النوعية الفكرية، لم تستفد من واقع التجارب السابقة في بلدان مجاورة. والمقصود..
- احتمال سرقة الثورة..
- احتمال التدخل الدولي الخارجي..
ولم تجد انتفاضة البحرين صدى على العموم مما حدا لظهور مقال يستنكر فيه الصمت الاعلامي على ما يحدث في البحرين. الواقع هناك جملة من الكتاب مثل رواد المقاهي أو تجار الخردة، هؤلاء لا يتركون شيئا من الاحداث العامة لا يدلون بدلوهم فيه، ويفتون في كلّ الأمور. هذا الكورس الاعلامي التجاري لا ينفصل عن عربة الاعلام العالمي الاستهلاكي. فهم جزء ملحق بتلك العجلة للترويج والتضخيم والاستهلاك بحيث تنحصر مساحة الرأي المغاير أو تختفي خجلا واغترابا.
موضوع آخر حظى بتجاهل مرموق، هو الانتفاضة الأردنية والتي كانت انطلاقتها في وقت مقارب لانتفاضة مصر.
الملاحظ ان الاعلام العالمي، أو السياسة الامريكية لم تدعم انتفاضات الأردن أو البحرين وكذلك سوريا في مرحلة البداية، فهل هناك صلة بين اتجاهات هؤلاء الكتاب وتسويق الاعلام الامريكي، أم أنهم من جمهور الفضائيات وبرامجها السياسية والمعلقين عليها..!
الاتجاه الاستهلاكي التعبوي للكتابات اليومية يجعلها أسيرة الانفعال والوقع الاعلامي، دون منحها فسحة التأمل والدراسة التاريخية أو الستراتيجية. لا أدري ما أهمية نشر رأي يعيد تكرار ما سبق؟.. هل هي حاجة (عقدة) نفسية لاستمرار البريق الاعلامي الاسمي أو حاجةن للتواصل الاجتماعي أو فرصة لقتل العزلة والخروج من الهامش للذوبان في المجموع.
ورغم انكشاف ملابسات التدخل الاقليمي والأجنبي في الموضوع السوري، فالكتابات عموما تأحذ طابع الانشائيات الثورية والآراء التقليدية الشائعة اعلاميا عن نظام مستبدّ وشعب مظلوم وشرعية الثورة.. ولكن..
أليس ضرورة دراسة التجارب الشعبية والثورية السابقة واخفاقاتها لتجنب تكرار الأخطاء..
أليس ضرورة التأكد من خضوع الثورة لقيادة طليعية موحدة وملتزمة بقواسم وأهداف وشعارات وطنية واضحة وثابتة..
أليس ضرورة ضمان الحفاظ على الطابع السلمي للثورة وتجنب العنف الأهلي وتشكيل قوى شبابية تمنع ممارسات العنف أو رفع شعارات غير متفق عليها، وتدفع الأمور نحو مزيد من التأزم..
ماذا عن مترادفات الحالة السورية مع مفاصل من الحالة الليبية أو العراقية؟.. ما هي ملامح المستقبل، ومصير الاقليات؟..
لماذا تفارق الجرأة الكتاب لفضح الدور الخليجي والأمريكي في الحالة السورية أو سواها..
النوعية.. هي ما يمكنها الاضافة للخروج من الوضع.. وليس التكرار والتصفيق..
موضوع آخر استقطب ظاهرة الايمو.. وكتب عنه بعضهم غير مرة.. ولكن التنول لم يتجاوز الطابع الانشائي والانساني وحقوق الانسان.. ولم يجري تناول النص الديني أو الفتوى الدينية، وربما تجنب البعض الاشارة للدين أو الجهة الدينية المسؤولة عن تلك الجرائم.. ما زالت سلسلة الجرائم مستمرة.. والحكومة والجناة والنص الديني خارج المسؤولية..
نفس الأمر ينطبق على جرائم حرق النساء في كردستان – يجري تسميتها انتحارا لتضليل المسؤولية، وهي الأخرى في تزايد..
فما هو دور الحكومة والاحزاب والاعلام والمثقفين والدين والمجتمع.. (صمت)..
ونتيجة غياب الصوت والموقف الثوري والكلمة الفاعلة.. يجري تسويغ اجراء جديد في العراق العفيف بعد أن جرى مثيله في دولة مصر الجديدة..
الكتابة ليست نزوة أو هفوة أو تسلية، وانما موقف، قضية وفلسفة.. قد يدفع المرء حياته في سبيلها. وقد قدمت الصحافة قوافل من شهداء الكلمة الحقيقيين.. دون أن تنكسر أعين الجناة أو تشعر الحكومات بالخجل..
أزمة الانسان العربي اليوم أكثر تعقيدا مما سبق.. أي قبل الثورات والتحرير.. والحكام الجدد أسوأ من السابقين وأشد غباء وانحطاطا.. بينما يجري تضليل الشعب وتغليله باستخدام الارهاب وخدعة الدمقراطية.. وسيلانات الاعلام المرئي والمسموع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني