الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المُستلحد العربي

مصطفى الصوفي

2012 / 7 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الالحاد و التدين مشكلة عويصه كانت ولازت الشغل الشاغل للمفكر والفيلسوف والباحث, واليوم لن اناقش في مقالي الالحاد والتدين ولن يناقش هل يوجد اله ام لا, ساناقش قضيه اخلاقيه تمس المجتمع وتمس حقوق الانسان ..فخلال اطلاعي وبحثي وتجوالي وجلساتي واحاديثي مع الاصدقاء واختلاطي بالطبقة التي تهتم بالثقافة عموما والفكر خصوصاً ان كانت في الحياه العادية ام على الشبكة العنكبوتيه التي وفرت لي الاختلاط بشريحه كبيرة من الناس بمختلف توجهاتهم الفكرية والعقائدية والقومية, وبعد ان وفر موقع الفيسبوك بالخصوص مساحه حريه اجتماعية كبيرة لم يعهدها العرب في بيئتهم التي عاشوا بها,تعجبت من فئه معينة تشترك بها كل التوجهات الفكرية, هي فئه تلصق نفسها على المدارس الفكرية مدعية انتمائها لها تتميز هذه الفئه بالتطرف وسوء الاخلاق,

التطرف يا احبتي لا يعرف دين ولا يعرف مذهب ولا فكر معين, التطرف او الانسان الاصولي من الممكن ان ينتمي لاي فكر ولاي قضيه ويتطرف لها, و مع الاسف ان تلك الفئه غير واعيه وجاهله تسيء لتوجهات الفكر بتصرفاتها واساليبها في تناول وطرح افكارها وفي نقاشاتها,وهنا ساذهب وسأخص البعض ممن يعتقدون انهم( ملحدين) فكانت ولا زال العديد من الملحدين يفاجئونني باسلوبهم في الطرح وتهجمهم الدائم على الاخرين ومقدساتهم جاعلين من محاور الحوار هي محاور الاساءة الى الاخر بكل السبل عن طريق السخرية منه ومن عقيدته باشنع القول والتصوير,اما النقد البناء الهادف فغير موجود موجود في قاموسهم والاخلاق منعدمه تماما اثناء الحديث وحتى احيانا بالتصرف والفعل. وغالبا هذه الفئه تتكون من الشباب الاهوج الذي دخل فكره الرفض للدين كرد فعل ورجل الدين بعد الاجرام والتطرف الذي حصل لكنه دخلها من الباب الخطىء والجانب الخطيء دون فهم وادراك ووعي لاسس فكر الالحاد و اخلاقياتيه, هاؤلاء ( المُستلحدون) يتصورون ان الالحاد يعني ان تترك اخلاقك وحيائك, او ان تسب وتشتم كل ماهو مقدس في اديان الاخرين, او تصبح سكيرا, او فاجرا تمارس الجنس مع الجميع, وان تتبع غرائزك كالحيوان دون ذكاء. وفوق كل هذا هم لايتقبلون التعايش مع المتدينين فهم دائما يريدون تدمير الدين وانهاء المتدينين بحقد و وحشيه لا مثيل لها...

في الحقيقة ان كانوا يدركون او لا فهم بهذه الافعال والاقوال ليسوا اقل شرا او تطرفاً ومن اي فكر ديني متطرف اخر يقابلهم في على الضفة الاخرى من نهر الانسانية وهم ينقلون لنا نسخه رديئة جدا من الالحاد مثل نسخة التدين الردئيه ملأت الارجاء على مدى قرون مسببه الكثير من الدمار.

وختاما احب ان اشارككم بجزء يتحدث ناقدا هذه الحاله وهو جزء من مقال للكاتب العراقي محمد الرديني (ان الالحاد حالة وعي رائعة ليست باتجاه نبذ الاديان وانما في تعضيد الصالح من مضامينها وتغليبه على تفاصيل الحياة اليومية مع نبذ كل مايقوله رجال الدين وبشكل مطلق.. وليست المشكلة هي وجود الله من عدمه بل البحث عن اسباب الوجود.

الله، او سمه ما شئت، الذي خلقنا وسوانا وجعل فينا شيئا من قدسيته يريدنا ان نحاوره ونسأله ونشاكسه ونتعارك معه ونخاصمه حينا ونبوس يديه حينا آخر.. يريدنا ان نحس بجمرة السؤال حلاوتها وجحيم علامة الاستفهام ولوعتها وليس كما يريد لنا رجال الدين في كل جمعة او أحد من كل اسبوع نجلس كاطفال الروضة نستمع الى خطيب يردد ما قاله قبله رجال شبعوا موتا منذ آلاف السنين..يريدنا ان نحمل في طياتنا تواضع الطالب وكبرياء القلق.. التواضع في السؤال عن كل شيء وفي أي شيء ونكسر قوانين المحرمات التي وضعها اصحاب اللحى.. يريدنا ان نحس باننا اكبرمن ع الجلوس امام هذا الرجل الذي يسطّر علينا حكايات جدتي.. يريدنا ان نقول له اما ان تحدثنا بلغة عصرنا او اترك المنبر ودعنا نتحاور فيما بيننا.

مصطلح الالحاد كبير على البشر بل هو اكبر مما يتصورون، لو عرفوا انهم ذرات صغيرة في كون يضم بلايين البلايين من المجرات والكواكب وشمسنا التي نفتخر بها ماهي الا اصغر الشموس ولا تدور حولها الا ثمانية كواكب فقط والقمر الذي صعدنا اليه معتقدين انه انجاز البشرية اصبح الان محطة نقل قديمة الى كواكب أخرى عليك ان تمضي 70 الف او مليون سنة ضوئية على الاقل لتصل اليها.

الالحاد اذن في هذه المرحلة لايعني لحامله سوى التشبث برأيه وعناده تماما كما يفعل المراهقون وحالما نحس كم نحن صغار امام هذا الكون الشامخ ننبذ الالحاد ونتعلم التواضع،ولا اقول التشبث باي دين، والحفر في اسرار الكون وشذب النفس ورمي ماعلق بها من ترهات.). ...
فألى متى نبقى ننتقل من تطرف الى تطرف؟ ومتى نبدأ بالاقتناع بان علينا التعايش مع بعض على اختلافاتنا؟
ام هي العقلية البدوية التي تلوث كل شيء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مستسلمون
بلبل عبد النهد ( 2012 / 7 / 20 - 23:21 )
وهناك ايضا المستسلم العربي الذي قد لا يتوانى في قتل المستلحد العربي الذي ارتد عن دين ابائه وهذا المستسلم يحسب نفسه من خير امة اخرجت للناس كما يقول له قرانه هو مصاب بالغرور يملك الحقيقة المطلقة التي لا يمكن مناقشتها ولا الاقتراب منها


2 - بلبل
مصطفى الصوفي ( 2012 / 7 / 23 - 11:21 )
عزيزي في طرحي قد تطرقت لذلك لكني اهدف الى هذا المقال الى تسليط الضوء على هذه الشريحه اللا اخلاقية, واعدك على المستقبل ان اكتب على تلك الفئة الارهابية

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah