الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لم تتحرر النساء المصريات؟

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2012 / 7 / 22
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لا يمكن أن تتحرر فئة مقهورة من الشعب دون أن تنظم أفرادها فى حزب سياسى واع قادر على تغيير الدستور والقوانين لصالحها، التنظيم السياسى + الوعى الناتج عن التعليم الجديد.

تم ضرب الحركات الشعبية فى العالم مع تصاعد اليمين الرأسمالى الدينى، ومنها الحركات النسائية.

أنجيلا ميركل، أبرز امرأة ألمانية، محكومة فى حياتها العامة والخاصة بالفكر الطبقى الأبوى المسيحى، هيلارى كلينتون، أبرز امرأة أمريكية أداة فى يد حكومتها الاستعمارية العسكرية، تلعب دوراً فى قهر نفسها وغيرها، وتعيش مع زوج كاذب خائن، من أجل السلطة والثروة. الحركات الشعبية فى مصر ضربت أيضا، ومنها الحركة النسائية المصرية التى تحولت إلى فرق أهلية ممزقة، أو إدارة حكومية تابعة للنظام.

التهديد لحقوق النساء المصريات يتصاعد مع تصاعد الأحزاب الدينية السياسية، لم يرتفع وعى المرأة بضرورة توحيد صفوفها داخل حزب ينتزع حقوقها بالقوة السياسية!

الحق دون قوة يضيع، لم تدرك المرأة المصرية معنى القوة!

تفضل المرأة الضعف تحت اسم الأنوثة.. الجمعيات الخيرية أو الأهلية. ليس لها قوة سياسية لتغيير أى قانون. فشلت النساء المصريات على مدى القرون لتغيير قانون تعدد الزوجات مثلا، حاولن، مرة أو أكثر، تكوين حزب سياسى، لكن القانون يمنع تكوين حزب على أساس النوع أو الجنس.

القانون يمنع أيضا تكوين حزب على أساس الدين، مع ذلك كم من أحزاب دينية تكونت فى الساحة السياسية، وأصبحت قادرة على تغيير القوانين والدستور؟

وعى المرأة والرجل فى تدهور مستمر، مع استمرار تدهور التعليم.

فى برنامجى الانتخابى «ضد حسنى مبارك عام ٢٠٠٥» تناول البند الأول تغيير فلسفة «التعليم» لتقوم على الجدل، وتكوين العقل النقدى الحر، القادر على مناقشة المحرمات السياسية والدينية «منها قوة النساء السياسية»، والربط بين تحرير نصف المجتمع «النساء» والمجتمع كله، وإلغاء الفواصل بين مجالات المعرفة.

لا يمكن فهم أسباب أى مرض أو مشكلة ما، دون دراسة أصلها وتاريخ نشوئها فى الماضى، وأسباب استمرارها فى الحاضر، مثلا مشكلة ختان الأطفال أو تعدد الزوجات أو الازدواجية القانونية، لماذا نشأت فى التاريخ ولماذا تستمر؟!

إن هذا الربط هو الذى يكشف عن الأسباب الحقيقية للمشاكل والقضايا وبالتالى علاجها جذريا، نشأت أقسام جديدة فى بعض الجامعات المتقدمة، تقوم على الربط بين العلوم الطبيعية، كالطب والبيولوجيا وعلم الكون والفيزياء، والعلوم الإنسانية، كالفلسفة والتاريخ والدين والأدب والفن، تلعب دورا مهماً فى رفع الوعى والإبداع.

لا يمكن القضاء على مشاكل المرأة دون دراسة التاريخ القديم. امرأة فى مصر القديمة اكتشفت الكتابة، وامرأة فى العراق القديم اسمها «نيدابا» اكتشفت الحروف، صاحبة المعرفة الأولى فى التاريخ «حواء» مدت يدها الى شجرة المعرفة قبل الآخرين، لماذا تحولت المعرفة إلى إثم وخطيئة؟ سؤال يجب أن يطرح فى المدارس لفتح عقول التلاميذ والتلميذات على العلم والمعرفة الجديدة.

قضية المرأة المصرية مطروحة اليوم مع تصاعد الأحزاب الدينية، يدعمها الاستعمار الخارجى والحكومات المصرية المتتالية، هدفهم تفتيت وتجهيل الشعب وتصارعه طائفياً، من أجل استغلاله ونهبه.

حرمان المرأة المصرية من التنظيم السياسى يحول دون توحيدها، الاتحاد قوة لأى فئة فما بال نصف المجتمع؟! فهل يرتفع وعى الحركة النسائية وتسعى إلى تكوين حزبها السياسى؟! نرجو ذلك، بل لابد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم يا سيدتي
نيسان سمو ( 2012 / 7 / 22 - 08:16 )
التحرك يحتاج الى مساحة للتحرك فيه فإذا ما ارادنّ النساء المصريات في التحرك سيصبحهنّ نصفهن في اليوم الثاني مطلقات دينياً وشرعياً فكيف لهن التحرك ّ؟ القاعدة تم بناءها على الخطأ ولهذا سيكون البناء خاطئأ .. انا شخصياً لا اتمنى ان تُشكل المرأة المصرية حزباً نسائياً لأن المشكلة قد تتعقد اكثر وسوف يزداد القال والقيل ولكن اتمنى من المرأة المصرية ان تتوعى اكثر وان تشارك الرجل في الحزب والسياسة والعمل كما هو في الدول المتقدمة بعض الرجال ينتمون الى الحزب اليساري ونسائهم الى الحزب اليميني وفي العمل الحزبي خصمين عنيدين وفي البيت حبيبين عنيدين فهل نستطيع ان نصل الى ذلك ؟؟ نعم نستطيع .. ولكن يجب تغير الاساس والقاعدة وفصل المذهب عن الشارع .. كل التحية


2 - الحل
د.قاسم الجلبي ( 2012 / 7 / 22 - 10:42 )
الدين لله والوطن للجميع , معناه حكومه مدنيه علمانيه,هو الحل الوحيدفي راءي المتواضع لنيل المراءه لحقوقها كامله غير منقوصه .


3 - ملاحظات
عدلي جندي ( 2012 / 7 / 22 - 11:03 )
ملحوظة ...لماذا المرأة في المجتمعات الإسلامية لا زالت تعامل كملك يمين فقط للمتعة ولا تظهر كما كتبت الأستاذة واجهة حتي لقيادتها بواسطة قوي مسيحية أو إيدولوجية أخري كما في حالة ميركل وكلينتون؟
وللأستاذ نيسان لا أري فرقا ما بين خروج المرأة لحضور إجتماعات حزبية نسائية فقط أو خروجها لحضور نفس الإجتمعات ولكنها مشتركة مع الرجال؟أعتقد الثقافة الذكورية نسبتها عالية جدا بل زائدة التركيز في الثقافة الناجمة عن تهيؤات العقل البدوي ...تحية ومحبة للأستاذة معلمة الأجيال وللأستاذ نيسان


4 - ؟كيف التحرر
هوزان خورمالى ( 2012 / 7 / 22 - 22:01 )
التغيروالتحررمن القيود والسلاسل التى تربط نساء ولاتتيح لها الفرصة في الخلاص من تلك القيودوالتراكمات الاصولية المفروضة عليها من قبل المجتمع وعاداتة القديمة وتراثة المؤروث ,ان التحرر المراة لم يتم بدخولها في منظمة اوحزب سياسي فقط بل لتغير والتحرر المراة يجب تغيرالمناخ الذي تتررع فيها ولتغير المناخ يجب تغير الفضاء المعتم التى تعيش فيها وذالك بتغير اخلاقيات ذالك المناخ وتعويضة بقياسات لاتشبة الاحجام الماضية قط,بمنعى اخر لتحرر الانسان بغض النظر عن جنسة يجب تغير منطلقاتة الفكرية وبتوسيع الافق في التفكير وتجريدها من تاثيرات القلبية والدينية والمذهبية لغرض تكوين فرديتها ثم الاندماج في منظمات نسائية واحزاب سياسية لغرض غوض المعركة المصيرية بدوعي وفكر ينافس الافكار التى تملك المراة لرجل ةتحسسها با انها سلعة وماركة مسجلة عند الرجل وتخرج من التبعية الاقتصادية وتكون ذو اقتصاد وتعتمد على نفسها في العيش وتعمل على تغير نمط الزواج وتغير نظرة الرجل اليها كا مراة لا عليها سواء الطبخ والتربية


5 - الجواب
عبد الله اغونان ( 2012 / 7 / 23 - 07:02 )
لانهن قرأن وامن بقوله تعالى
وقل للمؤمنات يغضضن ابصارهن ويحفضن فروجهن
وقوله تعالى
ولاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى
وقوله تعالى
يدنين عليهن من جلابيبهن
المصريات المسلمات عرفن فلزمن جلهن متعلمات قانتات متحجبات
من الثانويات والجامعات خرج الحجاب
بالاسلام تتحرر المرأة ودونه تبقى مجرد جارية تدعي الحداثة والحرية

اخر الافلام

.. شاهدوا الفتاة التي اختارها بيو من أجل جاك ??


.. الأردن: ما وراء ارتفاع مؤشرات العنف ضد النساء؟




.. العراق.. -سوسو- تنتزع لقب ملكة جمال القطط • فرانس 24


.. إحدى المشاركات سعدية العسري من مدينة قلعة مكونة بجنوب المغرب




.. عضوة فرقة أحواش تماست بمدينة ورزازات عتيقة الكدير