الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج48

محمد الحداد

2012 / 7 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الباحث : نعم يا عم .. ما هو الدليل على صحة كلامك ؟!!
المؤمن : انظر يا بني .. اذا كان الدليل قطعي .. يجب أن يكون واضحاً كل الوضوح .. و أي دليل يمكن فيه الجدال والأخذ و الرد .. يكون ضعيفاً .. ولا يوصل الى يقين قطعي .. حتى المعاجز التي أقامها الأنبياء للدلالة على صحة نبوتهم .. اعترضها الناس .. وقالوا هي من السحر .. و أرجعوها الى أمور أخرى .. لذلك سأعطيك دليلاً قاطعاً .. لا يمكن الجدال فيه .. دليل هو اليقين نفسه .. ذلك الدليل الأعظم .. الذي وضعه الأنبياء في كل العصور .. و هو دليل نافع لجميع الأديان .. وجميع الاتجاهات الفكرية على الارض ...
الباحث : ما هو يا عم ؟!!
المؤمن : أن يرى الإنسان الحقيقة بعينه .. ويطلع عليها بنفسه ...
الباحث : كيف يا عم ؟!!
المؤمن : سأبين لك طريق الإيمان الحقيقي .. ذلك الإيمان الذي ضاع في هذا الزمان .. سأوضحه لك بأسلوب بسيط ومختصر .. وممكن لكل الناس .. فإذا سار أي انسان في هذا الطريق .. و أصبح مؤمناً بالإيمان الحقيقي .. انفتحت بصيرته .. وصار يرى الحقيقة .. ويتذكر تلك العوالم الأولى .. يطلع عليها بنفسه .. عندها لن يحتاج الى أدلة كلامية ظنية .. لأنه سيرى .. و سيعرف كل شيء ...
و أي دليل أعظم من هذا .. أن ترى الحقيقة بنفسك .. لأنك بعدها لن تحتاج الى دليل .. وستعرف بنفسك صدق كلامي ...
الباحث : وهل هذا ممكن يا عم ؟!!
المؤمن : نعم .. نعم .. و هو الدليل الأعظم الذي سارت عليه الأنبياء .. فلقد بين الأنبياء طريق الإيمان للناس .. فمن شاء أن يسير عليه .. اهتدى .. وعرف صحة كلامهم بنفسه ...
لا يوجد يا بني دليل أعظم من هذا .. ففي هذا الزمن نجد أن الإيمان الحقيقي ضائع .. ولذلك وقع الناس في ظلام الشك .. فهناك أسئلة كثيرة عن الله .. وعن الوجود .. وعن العدل الالهي في قلوب الناس .. حتى المتدينين أنفسهم يخفونها في قلوبهم و يكابرون .. ولكن في الحقيقة أنها موجودة .. و بالإيمان الحقيقي يعرف الانسان الجواب .. ويعرف كل شيء ...
الباحث : ما هو الإيمان الحقيقي ؟!!
المؤمن : شيء لا يمكن وصفه .. ولكن كما قال المسيح .. لو كان لكم ايمان مثل حبة الخردل .. لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من مكانك .. فينتقل .. ولا يكون شيء غير ممكن لديكم ...
فبالإيمان استطاع ابراهيم أن ينجوا من النار .. و بالإيمان استطاع المؤمن صاحب سليمان أن يأتي بعرش بلقيس من اليمن الى اورشليم .. و بالإيمان استطاع رسول الاسلام أن يرتقي الى السماء ويرى ملكوت الله ...
المؤمنون موجودون اليوم في جميع أنحاء الأرض .. ولكنهم قلة قليلة جداً .. وكما يقول الحديث .. يا عبدي أطعني .. تكن مثلي .. تقول للشيء كن .. فيكون ...
الإيمان يا بني هو السعادة القصوى التي يبحث عنها كل انسان ...
الباحث : نعم يا عم .. فلقد جربت كل أنواع السعادة .. امتلكت من المال الكثير .. وجربت الكثير من متع الحياة .. لم أترك متعة لم أجربها .. لكني ما زلت تعيساً ...
المؤمن : و حتى لو جربت كل متع الحياة .. فلن تجد السعادة .. فالسعادة الحقيقية هي فقط بالإيمان ...
الباحث : لكني أرى المؤمنين غير سعداء ؟!!
المؤمن : هؤلاء متدينون وليسوا مؤمنين .. الإيمان شيء آخر لا يعرفونه .. ولذلك هم تعساء .. لأنهم يرتدون لباس الإيمان .. وصورته الظاهرية .. و ليس عندهم حرارة الإيمان .. و قوته الحقيقية .. لذلك هم تعساء ...
الباحث : شوقتني يا عم .. فما هو طريق الإيمان هذا ؟!!
المؤمن : اعلم يا بني أن السفر الى الله .. سفر عقلي ...
بالفكر يكون ...
و ليس بالجسد ...
...............................
تعليقي على هذه الحلقة ...
كما قلت سابقاً فأن المؤمن ليس لديه أي دليل مادي يدعم أقاويله .. فهو فقط يقول .. ويقول .. ثم يقول .. وها هو الآن سيرمي بثقله كله على ايمان الفرد .. ويجعله الشماعة التي لا تريه الحقيقة .. أو مجموعة الحقائق .. فلو كنت مؤمناً حقا .. فسترى الحقيقة الغائبة عن الملايين .. وإن لم تؤمن .. فلن تراها ما حييت ...
وهنا أراح المؤمن نفسه من تقديم دليل مادي وحسي ملموس .. بل وتخلص تماماً مما طلبه الناس من أنبيائهم بشأن المعجزات والأدلة على صدقهم ...
فالمؤمن يريد منا تصديقه بدون معجزة أو دليل .. بل وكل أدلته يرميها علينا بأننا لسنا بمؤمنين .. فالعيب فينا .. وفي عقائدنا .. ولو حسن ايماننا لرأينا الحقيقة بأم عيننا ...
والمؤمن يريدنا أن نكون مثله .. نؤمن بالميتافيزيقيا .. بالرغم من اندثارها من زمن فلاسفة اليونان .. ولا يبحث فيها أي فيلسوف من فلاسفة الحداثة .. ولكنه يأبى أن يترك للتطور الفكري مجاله .. ويريد بنا العودة الى الخلف والماورائيات .. وكأن الخلف هذا قد وجد الحلول العملية لإشكالات الحياة وصعوباتها ...
هم عاشوا بالأحلام فقط .. وتخيلوا مدنهم الفاضلة .. التي لن ترى النور مطلقاً على أرض الواقع .. ما دام هناك شر .. ومآسي .. وظلم .. وجوع .. وتوزيع غير عادل للثروة .. واستبداد ديني وسياسي .. وطغيان ...
يريد منا المؤمن أن نعيش أحلامه .. وننسى واقعنا المزرى .. ولا نحاول تغييره .. لأنه يخبرنا بأنه لم يكن مزرى في يوم ما بدورة ما ...
هي حبوب مهدئة .. مثل الفاليوم .. تخفف الألم .. لكنها لا تجد حل لسبب الألم ...
مهدئ .. ومسكن للآلام .. ولكن ليس قاتل للفيروسات والبكتريا التي سببت لنا الداء ...
نرضى بواقعنا .. وننتظر يوم موتنا باحر من الجمر .. لأن به خلاصنا ...
حتى جهنم أصبحت روضة من الجنان ...
ما أحلى الأحلام ...

نقلها لكم
محمد الحداد
22. 07. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد تعبتَ
نيسان سمو ( 2012 / 7 / 22 - 21:12 )
لقد تعبتَ كثيراً يا سيدي وشكر لهذا المجهود وهذه الإضافة الجميلة من عندك ، هذا هو الحال وهذا هو الواقع المُر والنتيجة كما تراها لا علمانيين ولا اشتراكيين ولا مؤمنين ولا ملحدين ولا كفار والله حتى الله لا يعلم ماذا نحن شعوب ضائعة وتائهة نصفها منافق ولا يتجرأ قول الحقيقة والربع الآخر لا يعلم اي طريق يختار والربع الباقي متمسك وبكل قوة بالرجوع الى الوراء وبالاوهام وحتى هذه الاوهام منقسمة الى آلاف الاوهام المختلفة والمتعارضة مع بعضها .. مع التحية


2 - اجابه
فيلسوف الشرق ( 2012 / 7 / 22 - 22:27 )

لقد احيى السيد المسيح الموتى وصار العمي يبصرون والمرضى يشفون وعمل كل معجزه ممكنه ولكن اليهود كذبوه ولم يصدقوا فقال لهم (من شاء ان يعمل مشيئة الذي ارسلني يعرف التعليم هل هو من الله ام اتكلم انا من نفسي )يا ترى لماذا قال لهم المسيح هذا وهو قد قام امامهم بكل الادله الملموسه ................نعم بدون ان يعمل الانسان رضا الله لا يمكنه ان يقتنع حتى بالادله الملموسه بدون ايمان لايمكن ان يعرف الانسان الحقيقه


3 - الاخ فيلسوف الشرق
مصطفى ( 2012 / 7 / 22 - 22:52 )

تقول ان المسيح قام بعمل كل المعجزات ولكن لم يصدقه احد وانا ايضا الا يحق الى الا اصدق اصلا هذه الخرافة؟؟
انا لم ارى المسيح وهو يقوم بهذه المعجزات ولا اصدق اصلا انه قام بعمل اى معجزة
انها اوهام دينية يا سيدى تمتلئ بها النصوص الدينية فقوم موسى شاهدوا كثيرا من المعجزات الخيالية ولم يؤمنوا والمسيح قام بعمل كثير من المعجزات الباهرة ولم يؤمنوا وحتى ايام محمد انشق القمر الى نصفين ولم يؤمن الكفار ...كثيرة هى الاوهام والخزعبلات يا سيدى ..كم هو سهل ان تكتب فى الكتب السماوية ان الانبياء قاموا بعمل المعجزات وكم هو صعب ان نصدقها
الاوهام صعبة التصديق يا عزيزى لانها تبقى اوهام بدون دليل
والاستدلال على صدق الشئ بالشئ نفسه او تفسير الماء بالماء لا يعد الا هروبا من ابراز الحجج. مع احترامى.


4 - الاخ فيلسوف الشرق...
مصطفى ( 2012 / 7 / 22 - 22:57 )
هذا نفس ما فعله محمد فى بداية دعوته..عندما طالبه الناس بالدليل المادى فذكر نفس ما ذكرته انت فى تعليقك الانبياء السابقون قاموا بعمل المعجزات ولم يؤمن بهم احد كم هو جميل الكلام..على اى اساس؟على اساس انى رأيت المعجزات التى قام بها الانبياء السابقون ام ماذا؟
هل على اساس انى رأيت معجزة ولم اؤمن لذلك لا يحق لى ان ارى اخرى؟
لماذاا هكذا هو دائما منطق الفكر الدينى والايمان؟
لماذا الاحتجاج باشياء لم نراها بل ورفعها الى مكانة الادلة البديهية؟
عزيزى حدث العاقل بما يعقل...
الا اذا كان العقل ليس هو الوسيلة للوصول الى الحقيقة وتوجد وسيلة اخرى فرجاء ان تدلنا على هذه الوسيلة...

تحياتى

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah