الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خير أمة .. بالسلوك لا بالمعتقد

علي جديد

2012 / 7 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"الآن تمتحن أصالة المثقف و الصحفي و السياسي و قدرته على صوت الحق و الترفع عن الالتحاق بزمرة المروجين للكذب".. كلمات الصحفي المصري سيد زهران توجز حالة البعض ببلادنا .. ألم تر كيف يتكلمون عن الأمازيغ و كأنهم اليهود .. وعن الأكاديمي محمد شفيق وكأنه تيودور هرتزل مؤسس الدولة اليهودية .. وعصيد على أنه "وايزمان" مهندس الضربة الجوية التي دمرت الطائرات المصرية قبل إقلاعها .. والدغرني وكانه إسحاق رابين الذي قمع انتفاضة 87 بتكسير عظام الفلسطينيين .. ورشيد راخا و كأنه أولمرت الذي شن حربا لا هوادة فيها ضد إسلاميي غزة .. و أمينة بن الشيخ و كأنها تسيفي لفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية إبان الحرب على حزب الله .. والملكة الأمازيغية "تهيا" وكأنها غولدا مائير التي قالت "كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلا فلسطينيا واحدا على قيد الحياة" .. ويتحدثون عن النائبة البرلمانية تباعمرانت التي تجرأت و نطقت بكلمة بالأمازيغية في البرلمان و كأنها رددت ما قاله الممثل الأمريكي هاريسون فورد "العرب أكثر قذارة من الحيوانات و نحن اليهود شعب الله المختار فلا مجال للمقارنة" ..
كما أن العربان يتلذذون بتبخيس الناس أشياءهم .. فلم يرتح لهم بال حتى انحل الحزب الديمقراطي الأمازيغي و كأنه حزب "كاديما" .. ويبدو لهم حرف الزاي في العلم الأمازيغي و كأنه النجمة السداسية وسط العلم الإسرائيلي .. ولا تتحمل أعصابهم سماع الأغنية الأمازيغية و كأنها النشيد الوطني الإسرائيلي .. ولا يرون أي فرق بين الكونغرس العالمي الأمازيغي و الحركة الصهيونية العالمية ..ولا بين شعار الأول "أوال أكال أفكان" و شعار الثانية "فلسطين داوود سليمان" .. ولا يقرؤون الصحف الأمازيغية "تاويزا" و" العالم الأمازيغي" و كأنها "معاريف" أو "يدعوت أحرنوت" الإسرائيليتان .. ويكتبون في جرائدهم شماتة على زلزال الحسيمة وكأنها مستوطنة في قلب القدس ك "قرية بن غوريون" .. ومع ذلك لم يتساءل أحد عن هذا الحقد الدائم باسم الإسلام و العروبة على رموز الأمازيغ ..
تزداد و تنتشر الجماعات و المجموعات و الجمعيات و المنظمات والتنظيمات كالفطر وهي تهنيء بعضها بعضا في كل خطوة في طريق الهجرة إلى الماضي واستعادة الخلافة ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر "جماعة التوحيد والجهاد" و "حركة أنصار الدين" اللتين تهدمان القبور في شمال مالي منغصين على الأمازيغ الأزواديين فرحة استقلالهم .. و طالبان و القاعدة التي تسفك دماء الجميع وحطمت تمثال يودا في أفغانستان و "الجهاد الإسلامي" و"التوحيد والصلاح" و "العدالة و التنمية" الذي يحرض على الأمازيغ و "العدالة والبناء" و"حزب النور" و"حزب الاستقلال" و "حزب الله" و"حماس " و"بوكو حرام" و "الجماعة السلفية للدعوة و القتال" و "الجماعة الإسلامية المقاتلة" و "الجيش الإسلامي للإنقاذ" وكل الأحزاب و التنظيمات ذات خلفية عروبية و إسلاموية و التي سببت في صراعات تهدد وحدة الجنس البشري بل وقد تقضي عليه تماما مما يؤكد بالملموس قولة الفيلسوف فوكو الشهيرة "الدين عقل مجتمع لا عقل له" وهؤلاء هم الذين يجلبون العار للإسلام ولكن من يجرؤ على قول الحق من "عربنا" ..

فإن كان الله يحب من عباده الخطائين فهو بالتأكيد لا يحب منهم المنافقين .. يتكلمون في مسلسلاتهم عن عدالة عمر "الفاروق" وفي الواقع يغضون الطرف عن ظلم "الإخوة" صدام و البشير والقذافي و بوتفليقة و الأسدين وشيوخ الوهابية و بلادن الذين تفننوا في الذبح و التنكيل بالأقليات الشيعية والكردية و المسيحية .. أما وقد استهدف الاضطهاد الأقلية المسلمة في ميانامار فلم يعد السكوت من ذهب .. فارتفعت أصوات "المسلمين" عبر الفضائيات و الفايس بوك لتخليص إخوانهم من بطش الأعداء البوذيين وكأنهم تجاهلوا القمع الوحشي الذي تعرضت له جل الأقليات الدينية والعرقية في المجال العربي الإسلامي تحت عبارات "وأد الفتنة" و"الوحدة الوطنية" و"العصابات المسلحة" و "جرذان النيتو" و"الخارجين عن القانون" و "المغرر بهم" و" الفئة الضالة" و "المتخابرين مع الأعداء" و "المخربين" و "المندسين" و "متناولي حبوب الهلوسة" و "الميكروبات" و"شداد الآفاق" بالإضافة إلى "كفار" و "زنادقة" و "مرتدين" المألوفة فهده التبريرات أشبه بالعذر الأقبح من الذنب.. وحتى إن كانت مأساة هده الأقلية المسلمة حقيقية فلن تجد لها من يصدقها لأن المدافعين عنهم اليوم بشراسة في الفضائيات البترودولار كانوا بالأمس من الكاذبين وأصبح رصيدهم من المصداقية صفرا ..
لا عجب فالعقلية العربية المتدينة وحدها من يقدر على تبرير الشيء ونقيضه " عقلية تقبل أن تنشأ الأحزاب باسم الله محتوية على مزيج من الصدق و الكذب و التدليس ..ومواطنين شربوا من كأس التدين الزائف حتى الثمالة فسارعوا إلى الانخراط والتصويت على أحزاب المشروع العروبي ظاهرها المغربة و باطنها العروبة المسمومة .. الذنب ليس ذنبهم بل ذنب الدين جعلوا الناس ينتظرون الحزب المنتظر ليخرج الناس من ظلم "الميزان" و قساوة "التراكتور" ومن لسعات" النحلة" ومن ظلمات أحزاب الشيطان إلى نور حزب "المصباح" وجعلوا الناس يؤمنون بمشروع فكري و سياسي و ثقافي و اجتماعي فاشل .. دلك الحزب الذي أثنى عليه الفقهاء و نصح به المرشدون لكون أعضاءه أقرب إلى الله من الخلفاء الراشدين ومن كون أمينه العام "المهدي المنتظر" .. متجاهلين ماقالته الممثلة الهندية جول ياناج "معتقداتك لا تجعل منك شخصا أفضل ،سلوكك هو الذي يحدد دلك " ..
فعلى المغاربة ألا يتفاجؤوا غدا حين تبدأ حكومة الله بإنشاء "الشرطة اللغوية" التي ستنزل إلى الشارع لمعاقبة مرتكبي الأخطاء اللغوية في العربية .. أما ا الذين يتجرؤون بالكلام بالأمازيغية فسيرجم أمام الملأ كمن يأكل أمام الناس في رمضان .. أما من يكتب بتفيناغ فإن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له بالمرصاد .. وقد رأينا الدور البوليسي الذي يقوم به بعض الصحفيين و المثقفين المبرمجين رسميا وفقهاء خارج التغطية في تحريضهم على النشطاء الأمازيغ وكأنهم أعضاء في "الهغانا" الإسرائيلية بسبب دعوتهم إلى جعل الأمازيغية تزاحم " لغة أهل الجنة" في الدستور وما كانوا ليفعلوا دلك لولا كلمة صريحة من كبيرهم الذي علمهم السحر والدي تعامل مع الأمازيغية بوضاعة .. وهو الذي اتبع سياسة التفقير المستدامة والترويج لتطبيق نسخة معدلة من الإسلام لا أثر فيها للآيات و الأحاديث الداعية إلى استكشاف ثقافة وسبر أغوار أمم و شعوب مغايرة ..
في الوقت الذي بدأت فيه طلائع الديمقراطية في الإقبال يروج أعداءها لنسخة من الإسلام المستوردة مشحونة بعوامل التفرقة و التنافر لأن الأصلية التي نزلت على الرسول الكريم لا تخدم المشروع العروبي الساعي إلى إنشاء عالم عربي من المحيط الأمازيغي إلى الخليج الفارسي وهو مشروع فكري و سياسي و ثقافي و اجتماعي فاشل في منطقة تعد آخر معقل لقوى الظلم و الاستبداد و الذي "لا يستطيع فيه المواطن أن يفتح فيه فمه إلا عند طبيب الأسنان" على حد تعبير الدكتور فيصل القناعي في "السياسة الكويتية" .. فالأحرى بمواطني هده الدول ليس الاحتفال بل تنكيس الأعلام و إعلان الحداد تعبيرا عن حزنهم على إحلال صورا لهيمنة و التسلط و الاستبداد محل الحرية والعلمانية و الكوكبية و قيام المجتمع الديمقراطي التعددي الذي طال انتظاره ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امازيغ
بلبل عبد النهد ( 2012 / 7 / 23 - 17:16 )
على الامزيغ ان يتحملوا كامل مسؤليتهم في ما يقع ببلدان ما يسمى المغرب العربي ان المد الايلامي العروبي قادم لا محالة وان التورات ما هي الا غطاء لهذا المد الجارف الذي لا يبقي ولا يدر


2 - تصحيح
بلبل عبد النهد ( 2012 / 7 / 23 - 17:25 )
اردت ان اقول المد الاسلامي


3 - سجل انا عربي........مختلف
حائر ( 2012 / 7 / 23 - 18:43 )
من هؤلاء؟وما الذي جرى؟حتى اصيح العرب في اسفل سلم البشرية!!
انها الردة الى الصحراء ،صحراء التبلد الفكري والشعوري الانساني.
هذه الممارسات واشباهها لا تصدر عن انسان يحترم نفسه!!فهو يرى ان العالم من حوله يتقدم بوتائر لن يلحق بها ،لهذا فأنه يتقوقع على نفسه يجتر الماضي وخاصة تخبيصات الماضي لكي يضمن لنفسه مكانا على قطار البشرية!!!!!!!ولو بتعظيم التخلف فانه بهذا يلفت الانظار اليه ولو كانت نظرات سخرية!!!!!!!!
الذي لا يحترم نفسه ولا يثق بزوجته او اخته او امه او ابنته لا يستطيع احترام الاخرين.
العرب والمسلمون فاقدون للكرامة الانسانية فلا عتب عليهم!!!!!!!!!!
احاول ان اكون عربيا مختلفا حتى لا اصبح يهوديا!!!او اعجميا!!!!!!!!!!

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر