الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشظي الهوية العراقية تحت المجهر .. الدونية ... حلقة 1

قبس السرحان

2012 / 7 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من دافع حرصي على استنهاض الأمة العراقية و انتشال الشخصية العراقية من المشاكل الاجتماعية و النفسية التي تعترضها , و أخذت على عاتقي دراسة عقدة الدونية لاعتقادي بأنها عقدة متجذرة في شخصية الفرد العراقي و سبب في تشظي الهوية العراقية بسبب ما أنتجته تلك العقدة من سلوكيات اجتماعية ساهمت في تفكك المنظومة المجتمعية , لكن أوضح لكل قارئ إني لا ادعي العلم و الكمال و ما مقالي هذا سوى اجتهاد مني , و يبقى ذوي الاختصاص هم المرجع في كل صغيرة و كبيرة .

يعرف البعض العُقد النفسية بأنها مجموعة حالات نفسية محددة ينتهي إليها الفرد بسبب الكبت المتواصل لمشاعر تألفها النفوس كالشعور بالأستعلاء والشعور بالذنب أو الغيرة أو الحقد أو الأنانية والشعور بالنقص والدونية ويجد الفرد نفسه عاجزاً عن إظهار هذه المشاعر بسبب الخوف من العقاب أو الخجل من ردة فعل الآخرين تجاهها أو يلجأ لطرق ملتوية لأفراغ مشاعره المكبوتة ولكل فرد منا غرائز فطرية ومتطلبات نفسية وإن التطرف والانحراف في إرضاء هذه الغرائز يؤدي إلى نشوء العقد كما في غريزة حب الذات وغريزة حب الاستطلاع وغريزة حب التملك والغريزة الجنسية (1) .

و الفرد يجتاز الشعور بعيب ، بنقص، أو بعدم كفاية شخصه , وقد يكون الأمر خاصاً بعاهة واقعية ( قدم عرجاء، اضطراب النطق ...) أو مفترضة ( قصر قامة ، شعر أصهب ...) ترهق الطفل أو على العكس تجنّد كل قواه النفسية ليتجاوزها .

و هذه الحالات النفسية و السلوك النفسي موجود لدى الكثير من العراقيين ..و لو رغبنا بمعرفة أسبابها علينا فهم البيئة التي نشأ فيها و الإرباكات المعيشية و التربوية و النفسية التي يتعرض لها العراقيون طيلة فترة حياتهم .. و التي تدفع بالكثيرين للشعور بالنقص يترجم ذلك من خلال عدم تقبله النقد و فرض أرائه على الجميع عنوة , و لجوءه للاحتيال في سبيل سد شعوره بالنقص .

هذه كلها تدرج تحت مسمى عقدة الدونية و سأسلط عليه الضوء للوصول الى فهم مسهب لهذه الحالة النفسية وأسبابها وأضرارها الاجتماعية , فالشعور بالدونية كما يطلق عليها المتخصصون النفسانيون من العُقد النفسية التي تم تنظير بعض الدارسات النفسية والأبحاث حولها من قبل علماء النفس والاجتماع وقد حُظيت بالتنظير و الدراسة من قبل علماء النفس كفرويد و زميله ألفرد أدلر الذي سماها بمركب النقص وقد قاما بتنظير العقدة و تحليلها تحليلآ دقيقآ أسهم بكشف النقاب عن إسدال الستار عن الغموض الذي يلف تصرف الفرد إزاء مجموعة من مواقف الحياة كافة وفق ذلك لو حللنا الشخصية العراقية لاكتشفنا ان اغلب العراقيون يحملون تلك العقدة النفسية و التي هم مجموعة من الحلاتت النفسية ..
و لا يظهروها علنا الا في حال تعرضهم لموقف يدفع بهم الى ابراز تلك العقدة دون وعي منهم .

و عند تناول هذه العقدة علينا أن لا ننسى عقد أخرى تتفاعل مع بعضها لتنتج لنا عقدة الدونية و هي :-

أولآ / عقدة الحرمان و تقسم الى محورين :-

أ- حرمان عاطفي سببه الافتقاد الى مشاعر العاطفة والحنان و من مظاهرها الإنطواء , الإكتئاب , القلق , التشاؤم , اليأس .

ب - عقدة الحرمان المادي وسببها الفقر و مظاهرها متناقضة و متعددة و تترجم تلك العقدة بالاسراف في الانفاق أو على العكس بالبخل الشديد و مهما كانت مظاهره فأن الأصل فيه الحرمان السابق.

ثانيا / عُقدة التعالي والغرور :- و مظهرها محاولة الشخص المصاب بالعقدة على أن يتغلب على الشعور بالنقص والضعف إلا أن محاولته بالتعويض هذه توصله إلى القوة والتعالي والتكبر والغرور و أسباب عقدة التكبر والغرور هو الشعر بالضعف داخلياً و شعوره بأن غيره لا يثق في قدراته .

كل ما ذكرنا أعلاه عقد أسفا موجودة لدى العراقيين نتجت بفعل الظروف القاهرة التي مروا بها من حروب و تدهور اقتصادي ومعيشي وبيئي و مجتمعي و تفكك الأسر .. ترجمت تلك العقد بسلوكيات اجتماعية أصبح بعضها موروثات اجتماعية .

في الحلقات القادمة من المقال سيتم تناول كل عقدة و ما نتج عنها من سلوكيات اجتماعية تفاعلت فيما بينها لتصب في عقدة الدونية المتجذرة في شخصية الفرد العراقي .

مرجع (1)
http://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=10016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: قتلى فلسطينيين في عميلة للجيش الإسرائيلي بقرب


.. غزة: استئناف المحادثات في مصر للتوصل إلى الهدنة بين إسرائيل




.. -فوضى صحية-.. ناشط كويتي يوثق سوء الأحوال داخل مستشفى شهداء


.. صعوبات تواجه قطاع البناء والتشييد في تل أبيب بعد وقف تركيا ا




.. قوات الاحتلال تنسحب من بلدة بطولكرم بعد اغتيال مقاومين