الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف الأسري

سونيا ابراهيم

2012 / 7 / 25
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تعريفه هو ليس انك فقط تعيشين في مجتمع ذكوري فيه الرجل هو الفحل ( فقط ) والامرأة هي الأداة التي يستغلها لإثبات رجولته ..
وهو ليس فقط أن تعامل الإبنة أو الزوجة أو الأخت كأنها خادمة ( ببرقع ) للأب أو الزوج أو الأخ ..
وهو ليس فقط المجتمع الدي تعيش فيه المرأة لغيرها ، الذي يستغلها ولا يحترمها ..
بل هو المجتمع أيضاً الذي ينظر إليها حتى اذا كانت متعلمة ، عاملة ، بأنها مصرف للمال في نهاية كل شهر ..
وآلة للعلاقة الحميمة في آخر كل نهار للعنف الأسري في المجتمع ..
و هو معنوي أيضاً بقدر ما هو جسدي ..
مرغمة المرأة أن تفكر بالزواج حتى لا تكون عبئاً على عاتق أهلها ..
مرغمة على الكذب والتظاهر بالخجل اذا شعرت بالحب لتخبئه عن أهلها ..
وهي مجبرة على أن تواجه نفسها أحيانا في مواقف محرجة ومحبطة ، اذا استغلها رجل ينتمي لتفكير هذا المجتمع بشكل أو بآخر ..
مجبرة أن تكون موجودة بكل ما فيها ، طيلة الوقت ، ولكن لا تستطيع أن تحصل على أي دعم نفسي أو معنوي ممن حولها ..
مجبرة أن تدعي أن النقد الهدام ، والعنف المعنوي الذي تتعرض له كل يوم ما هو إلا تعبير عن الحب من عائلتها أو أقاربها أو حتى صديقاتها ، وأنه نوع من الحرص عليها لكي تكون جيدة " طبقاً لمواصفاتهم " ، وبأحسن حال لها!
مجبرة أن تشعر أن رغم كل شئ الحياة جميلة بعدم وجود الكثير مما تحتاج ، أو بوجود الكثير مما يؤذيها ويضر ، بكرامتها كإنسانة ..
المرأة المثقفة والواعية في مجتمعنا تعلم أن هذا كله تخاذل ومؤامرة من أنظمة سياسية هزيلة ، وفاسدة وبين عادات وتقاليد بالية لمجتمع تسوده القبيلة المجتمعية ، والمحسوبية ، ويكثر فيه الذكور، ويقل فيه الرجال ..
المرأة في مجتمعنا يجب أن تكون لعوباً ، لتستطيع أن توفق بين حياتها ورغباتها ، أو أن تكون امرأة تمثالاً بدون أي رغبات أو احتياجات ، ألا يوجد مجال للحالة الطبيعية في هذا المجتمع الغير قابل للانعدال ؟؟
المرأة في مجتمعنا تعطي ، ولكن لا تنال إلا مجتمعاً كالذي تعيش فيه ، مجتمع خال من كل شئ إلا من الأخطاء ..
تحصل المرأة على ما تعتقد أنها تحتاجه وهي مغمضة العين ، مانحة كل الثقة إلى الرجل الذي يغمض مجتمعه عينيه - عنه وعن رجولته .
تحصل المرأة على كل ما تعتقد أنها تريده ( هكذا ربّوها ) ، و لكنها لا تستطيع أن تشعر بنفسها ( وكأنه رهان منهم عليها أو بالأحرى رهان ضدها) ..
يراهنون عليها في مجتمعنا : إما أن نكسر الزجاجة ، أو أن نتركها فارغة للهواء .. وهمٌ أكبر لتشعر بالفراغ الأكبر ؛ حتى تشعر بالرغبة إما بالإمتلاء إلى حد التخمة ، أو إلى حد الموت ... معاني أخرى تعبر فيها عن شعورها بالفراغ .. لا تملؤها هذه المعاني إلا بفراغ هذا المجتمع الذي لا يحتوي إلا على مزيد من الضجر ، و ربما كما يقول البعض هذا الأمر له صلة بالتربية .. أو بالأحرى له صلة بكيف أرادوا أن ينشؤننا !!
قد تشعر امرأة مخدوعة أحياناً بحاجة لأن تبرهن أنها امرأة ذكية و قوية – في مجتمعها المتخاذل - ، وتغازل بائع الخضروات حتى يراعيها ، أو حتى يخدعها بكلمة غير لائقة من وراء ظهرها ، أو بابتسامة خبيثة لا ترى فيها إلا جسداً للاستغلال ..

وقد تشعر أحياناً بأنها محقة اذا شدت أذن ابنها ، وبصقت على ابنتها قائلة لا أعلم من سيقبل بك زوجة في المستقبل؟؟

وقد تضحكن الجارات على ذلك أيضاً فتشعر المرأة بأنها " مقبولة اجتماعياً " ، وتستمع بأن تقلل من شأن ابنها أو ابنتها على مرأى جميع الأقارب أو الأصدقاء ...
ولكن الأغرب من ذلك عندما تبكي اذا مرض ابنها أو ابنتها ؟؟ هل تبكي بعد أن قللت من شأنهم أمام أقاربهم حزناً عليهم ؟؟ أم خوفاً على نفسها من أن تضطر أن تتظاهر بالحزن – وهي مضطربة عقلياً ؟؟

وهل فعلاً تدمع عيناها عندما تزوج ابنتها فرحاً وسعادةً ، وهي التي قد زوجتها رغماً عنها قبل أن تكمل دراستها ، أم تدمع لأنها لا تصدق كم هي – وضيعة - لأنها تتظاهر بالفرح أمام عائلتها وهي تشعر بالذنب ؟؟ أم ربما تبكي لأنها أخيراً تخلصت منها ؟؟ أم لأنها ترى في ابنتها – حفيدتها - التي ستعاملها ابنتها بنفس الطريقة ؟؟

كل هذه الأسئلة التي تعرضهنّ لنفس المنوالات القديمة مخبأة في داخل هذه المرأة ، التي أحب أن أسميها امرأة مختونة المشاعر والأمومة .. امرأة وأدوا فيها الأنوثة .. امرأة نزعوا منها انسانيتها ، وهي تعيش في مجتمعٍ يخضع للعنف الأسري ، و يفسره – الذكور - بأنه نوع من الحب والانتماء للأسرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المراة والجسدها؟
هوزان خورمالى ( 2012 / 7 / 25 - 19:00 )
العجيب في هذا المقال بان ان المراة برئية كبرائة الذئب من دم يوسف عما يجري لها من قبل المجتمع لذكوري ,المراة ليست بحمامة سلام ولا هي نازلة من المريخ بل حالها حال البشر الذي يعيش في الارض يتاثر بما حولة وتخضع لتفكير الصحيح والخطا المراة ليست بملائكة الرحمة بل كلهم سواسية عندما ياتي المساء المجتمع التقليدي الذي يفرض على المراة واجبات ويعطيها حقوق ولو بنظركم غير مقبولة تلك الحقوق وهي اى المراة لها الذنب في ما تعاني منة لا نها لاتستطيع ان تصبح صاحبة القرار لانها تحكم عواطفها في امورها وليس عقلها والمراة التى اليوم تعيش في عالم السياسية والفن لانها ضعيفة من حيث الشخصية ولها احاسيس جذابة وبسرعان ما تتعاطف مع الامورباقية تحت ظل الذكر وللعلم الذكر ليس معناة الرجل بل لجولة صفات انسانية وحميمة المراة هي في جسها اللوم مرة يريد المتدينون ان يغطوا ذالك الجسد لانة الهد ف ومرة يريد ان يرعية الحقوقيون بحجج واهية والهدف هوة جسد المراة ايضا تلك المسكينة هي......اذن على المراة تعلب دورها المقرر لة ومتى ما تم تغير المناخ الاجتماعي لها سوف تحرر من تلك القيود والسىلاسل وتدخل عالم السياسية بنفسها وشكرا

اخر الافلام

.. تفاعلكم | تفاصيل مفجعة عن شبكة لاغتصاب الأطفال عبر تيك توك ف


.. دور قوى وجوهرى للمرأة في الكنيسة الإنجيلية.. تعرف عليه




.. اغنية بيروت


.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-




.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال