الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكام الكورييين واستعدادهم للاعتذار للشعب عن اخطائهم

اسماعيل ميرشم

2012 / 7 / 25
المجتمع المدني


الحكام الكورييين واستعدادهم للاعتذار للشعب عن اخطائهم
قدم رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك امس اعتذاره للشعب في بيان رسمي بثتها محطات التلفزة المحلية عن تورط اقرباءه في فضيحة رشوة، حيث وجهة النيابة العامة التهمة لشقيقه الاكبروالبرلماني السابق لي سانغ دونغ، هذه الاعتذار هي الخامس للرئيس خلال فتره حكمة التي ستنتهي في كانون ثاني القادم، علما ان فترة الرئاسة في كوريا هي خمسة سنوات غير قابلة للتجديد حسب دستور1987. حيث قدم اعتذاره مباشرة للشعب عام 2008 بسسبب موافقته على استيراد لحوم الابقار الامريكية وعن تعديل خطة بناءالعاصمة الجديدة وكذلك عن الغاء خطة بناء مطار جيديد العام الماضي.
ان قيام الرؤساء والمسئولين في كوريا بتقديم اعتذارهم للشعب والاستقالة غالبا من مناصبهم عن اخطاء ارتكبوها شخصيا او قامت بارتكابها اداراتهم نتيجة اهمالهم لمسئولياتهم او حتى لو ارتكبت من قبل افراد اسرهم او اقربائهم لهي تحمل معاني الشجاعة ومواجهة الحقائق وسمو الاخلاق في سبيل غلق مرحلة اللالم والمعاناة وفتح صفحة جديدة للتسامح والشفاء والانطلاق بالشعب للامام.
فمنذ استقلال كوريا من الاحتلال الياباني عام 1945 ولحد يومنا هذا يقدمون اعتتذاراتهم للشعب كلما تسببوا بالمعاناة والالم للشعب نتيجة اخطاء في سياساتهم او حصول فضائح رشوة او غيرها، فالانسان ليس ملاكا وغير معصوم وخاصة العاملون في مجال السياسة والسلطة وادارة امور الشعب.
ففي 19 نيسان2011 وبعد خمسون عاما، حاول ابن الرئيس الاول لكوريا بعد الاستقلال تقديم الاعتذار لاسر الصحايا حركة 19 نيسان لعام 1960 في المقبرة التي تضم رفات ضحيا تقارب عددهم 180 قتلوا في الحركة الطلابية التي حصلت حينها بسبب تجديد الولاية الثالثة للرئيس نتيجة عملية تزوير في الانتخابات، تلك الحركة التي اجبرت الرئيس على الاستقالة والرحيل الى امريكا والعيش هناك منفيا ليوم مماته.
واما الرئيس السابق جون دوو هوان ورغم تقديم اعتذاره لاسر الضحايا وللشعب عام 1988 في بيان رسمي عن اخطاء ارتكبيت اثناء فترة وجوده في السلطة من 1980-1987 متعهدا بارجاع امواله واملاكه للشعب واعلانه استقالته من بقية مناصبة الاخرى ، حيث قمعت الجيش انتفاضة"كوانغجو الديمقراطية" وقتل حوالى 156 شخصا على ايدي قوات الجيش التي كانت تحت امرته، وبعد عشرين عاما من حكمه وتقديم اعتذاره حكمت عليه بالموت ثم تحولت الى السجن مدى الحياة لتنال العفو فيما بعد.
واما الرئيس كيم ديه جونغ والذي تعتبر العمود الفقري للحركة الديمقراطية في كوريا منذ السبعينات لحين وفته في 2009 والحائز على جائزة نوبل العالمي للسلام لسنة 2000 فقدم اعتذاره للشعب الفيتنامي عن الالام والمعاناة التي تسببت بها الجيش الكوري اثناء الحرب عندما كان جزء من التحاف الذي قاتل في فيتنام الى جانب الجيش الامريكي، ووعد الشعب الفيتنامي بالدعم المستمر في سبيل تطور وتقدم فيتنام.
وهنا لن ننسى ان نذكر الرئيس روه موهيون الذي حكم البلاد من 2003-2008 والذي كان ناشطا في مجال حقوق الانسان والمجتمع المدني سابقا، فقام بتقديم اعتذاره للشعب اثناء التحقيقات في تهمة استلام زوجته وابنه رشو"ليست كبيرة" من احدى رجال الاعمال مقابل خدمات قدمت له باسغلالهم نفوذ الرئيس روه ، حينما قال في مؤتمر صحفي بخصوص اعلان اعتذاره"ااني اخجل من نفسي" واضاف "انني اعتذر لتسببي بالام للشعب". والادهى من كل هذا قام بالانتحار في مايس 2009 فرمى بنفسه من قمة جبل صخري بارتفاع حوالي 50 مترا، تاركا وصيته على صفحته الشخصية في كومبيوتره المحمول فكتب"اعتذر من الشعب لتسببه بمعاناة الكثيرين" مطالبا باحراق جثته وهي من الطقوس البوذية.
جميع ما سبق تفرض علينا سؤالا ملحا وضروريا. وهي هل تقديم اعتذار الحاكم لشعبه عن اخطائه نابعة من سمو اخلاق وتحمل للمسؤؤلية وامتلاك الشجاعة الكافية؟ ام ماذا؟
وهل يمتلك الحكام العرب والمسلمين الشجاعة الكافية للوقوف امام شعوبهم للاعتذار عما ارتكبوه من اخطاء فضيعة وشنيعة بل اجرامية؟
لمشاهدة الرئيس وهو ينحني رأسه للشعب اعتذارا يمكنكم النقرعلى الرابط التحت

http://koreajoongangdaily.joinsmsn.com/news/article/article.aspx?aid=2956829&cloc=joongangdaily|home|top








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تطلب المستحيل
سيلوس العراقي ( 2012 / 7 / 25 - 11:17 )
ان كل رئيس هو ابن مجتمعه وعاداته وتقاليده، وانك تطلب المستحيل المتعارض مع العادات والكرامة والاخلاق العربية، أن يعتذر كبير القوم من قومه وخاصة حين يكون رئيساً للدولة، فلن يعد من بعد الاعتذار كبيراً. لا تمكن المقارنات بين الشخصيات السياسية بهذه السهولة لأن المقارنات تتم بين اخلاقيات وقيم المجتمعات واساليب الحكم فيه ونوع السلطة إن كانت مطلقة كما في الدول التي تحكمها الشريعة أو الأنظمة الدكتاتورية والعسكرية التي يكون فيها دائما التقصير والاخطاء بسبب الشعب وليس بسبب الحكام وأنظمة الحكم إن جاز تسميتها بأنظمة لأنها برأيي ليست أنظمة بل أي شيء الاّ نظام أو أنظمة لأنه لا يوجد نظام تسير عليه حكوماتنا حيث قوة العائلة والطائفة والعشيرة والحاكم والحزب الحاكم والأوحد هي فوق كل الاعتبارات والقوانين والدساتير، وعلينا نحن ابناء الوطن ان نقدم الاعتذار للقائد الرمز كلما حدثت نكبة أو مشاكل أو أخطاء، مثلما يحدث في سوريا فالقائد يحارب شعبه الذي لا يطيعه وليس لدينا القيم الاخلاقية التي تُوجب على القائد والرئيس أن يطيع شعبه وقوانينه، أو مثلما يحدث في كوريا الشمالية او الصين أو كوبا أو فنزويللا أو ايران تحياتي


2 - الانتصار على النفس
عبد الكريم ( 2012 / 7 / 25 - 12:47 )
للشجاعة درجات ومقدار واعلى درجاتها الاعتذار , الاعتذار هو انتصار الانسان على النفس / الانا
ذلك الصراع العجيب الذي يدور في ساحة النفس الانسانية
الصراع بين الخير والشر الصراع بين السلام والحرب , الصراع بين القيمة الانسانية و
الفوضى الهمجية, تلك هي صور الصراع وان تعددت مصاديقه
فارقى درجات الشجاعة عندما نعترف باخطائنا ونعتذر لمن اخطأنا بحقه
لااعتقد ان ذلك مستحيل في مجتمعاتنا الشرقية وخاصة الاسلامية والعربية ولكن بحاجة الى ثقافة الاعتذار عن الخطأ والاعتراف بالذنب فضيلة من الفضائل الانسانية الكبيرة فلو راجعنا انفسنا
قليلا لاستطعنا ان نبني هكذا ثقافة باقل الخسائر بدون صخب الاعتراضات والمظاهرات
والاحتجاجات
عندما يقف رأس الدولة ويقف الوزير والنائب في البرلمان فيعتذر عن خطأه سوف تتحول تدريجيا الى ثقافة في المؤسسات الحكومية وسوف نجد القدوة والاسوة اول من يمارس ذلك

ولكن كيف نستطيع ان نجعل من الرئيس ( رئيس البرلمان او الجمهورية او الوزراء)اول من يعتذر............؟؟

المشكلة تكمن هنا وعندها سوف نرى ثقافة الاعتذار اصبحت طبيعية جدا بين افراد الشعب

اخر الافلام

.. موريتانيا الأولى عربيا وإفريقيا في حرية الصحافة | الأخبار


.. الأمم المتحدة تحذر من وقوع -مذبحة- جراء أي توغل إسرائيلي برف




.. أهالي الدقهلية يشاركون في قافلة لإغاثة أهالي فلسطين


.. يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في




.. طلاب جامعة مكسيكية يتظاهرون تضامنا مع فلسطين