الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج51

محمد الحداد

2012 / 7 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الباحث : ما هي البرمجة العقلية يا عم ؟!!
المؤمن : انها الاساس العقلي الذي يسير عليه المؤمن في طريق الايمان .. وهي نوعان ..
1. البرمجة العقلية الالهية الرحمانية
2. البرمجة الشيطانية
وهما متعاكستان جداً ...
و الإنسان يسير دائماً وفق رؤيته العقلية .. ولا يستطيع الفرار من مساره الفكري .. فعليه أن يقوم بتنظيم هذا المسار العقلي تنظيماً صحيحاً .. اذ لا يمكن الفرار من قبضة المحتوى الفكري ...
الباحث : لم افهم ما تقصد بالبرمجة ؟!!
المؤمن : تنظيم الأفكار العقلية ...
الباحث : بخصوص الأديان والمذاهب يا عم ؟!!
المؤمن : لا .. لا .. لقد انتهينا من هذا في الخطوة الأولى .. اقصد في الأحداث اليومية .. في الاختبارات والامتحانات الالهية .. لأن الانسان سيتعرض لاختبارات الهيه لكي يستحق بجداره دخول طريق الايمان ...
الباحث : فما هي البرمجة الالهية يا عم ؟!!
المؤمن : في حدث ما مثلاً أخطأ شخص في حقك خطأ بالغ .. هنا يأتي دور البرمجة .. كيف تبرمج عقلك أن السبب في الخطأ يعود اليك .. ثم تبرئ ساحة ذلك الشخص ...
تختلي بنفسك برهة من الزمن .. ثم تركز في الموضوع وتحاول ايجاد الاعذار لذلك الشخص الذي اساء اليك .. تحاول عقلياً أن تجد له عذر ...
اظهار نفسك أمام نفسك أنك أنت المخطئ ...
الباحث : فاذا لم اجد له عذر ؟!!
المؤمن : عندها اجعل الموضوع الهياً .. فكر بذنوبك وانها هي السبب في العقوبة الإلهية .. قل لولا ذنوبي ما سلط الله ذلك الانسان عليّ .. وهكذا ترمي التهمة على نفسك .. فلا تحمل حقد على ذلك الشخص .. ولا تحاول الانتقام منه .. لأنك عقلياً برأت ساحته .. وقلت انا السبب فيما حدث ...
هذا مثال للبرمجة العقلية .. يمكنك تطبيقها في كل امور حياتك ...
الباحث : نعم فهمت يا عم ...
المؤمن : هناك البرمجة الشيطانية .. وهي أن ترمي السبب في اساءة الشخص اليك على ذلك الشخص .. وتزيد في اتهامه .. ثم تفكر بالخطط للانتقام منه .. وتشهر به امام الناس لكي يقفوا الى جانبك .. وهذا مثال للبرمجة الشيطانية ...
الباحث : فهمت يا عم ...
المؤمن : لا يجب أن تكون البرمجة الإلهية الرحمانية سريعة .. أعطي لنفسك الوقت في التفكير الصحيح .. فقد تستغرق في بعض الاحيان عدة أيام .. لا تهمل الموضوع .. المهم أن تكون النتيجة الهية رحمانية صالحة ...
تبدو هذه في البداية في غاية الصعوبة .. ولكن بالاستمرار عليها سوف تصبح عادة حسنة .. لأنك لن تقوم باي عمل بدون تفكير رحماني صحيح .. وبمرور الايام لن تخطئ أبداً ...
الباحث : أحسنت يا عم .. ولكن هل يمكن السير على طريق الايمان بدون هذه البرمجة العقلية ؟!!
المؤمن : مستحيل .. لأنه بدون البرمجة الرحمانية ستكون البرمجة شيطانية .. و قذرة .. وبمرور الوقت يصبح الإنسان شيطان حقيقي .. لأنه دائما يبرمج عقله على مصلحته الشخصية .. و أهوائه النفسية .. وعلى الشر .. ومثل هذا الإنسان لن يتمكن من السير على طريق الايمان .. هذا الموضوع في غاية الأهمية ...
الباحث : ما هي الخطوة الرابعة ؟
المؤمن : الخطوة الرابعة هي .. النظرة الالهية الخفية .. وهي أيضاً بالغة الأهمية ...
الباحث : ماهي النظرة الإلهية الخفية يا عم ؟!!
المؤمن : الله لا ينظر أبداً الى الأفعال الظاهرية للإنسان .. الله ينظر بدقة الى النوايا الداخلية ...
هناك امور يحتقرها الناس .. حتى المتدينون لا يعيرونها أي اهتمام .. يعتبرونها أمور تافهة .. هذه الأمور الصغيرة و الخفية يكون تركيز النظر الالهي عليها .. وهي التي ترفع الإنسان في الإيمان .. أو تهبط به الى أسفل سافلين ...
الباحث : لم أفهم يا عم ...
المؤمن : المتدينون دائماً يركزون على الأمور الكبيرة الظاهرية .. مثل الصلاة في الجامع .. أو الكنيسة .. أو المعبد .. و اقامة الولائم .. و نحر الذبائح .. و الخطب .. و التوجيه الديني .. و التصرف بأخلاق عالية أمام الناس .. و صياغة الكلام بأسلوب حسن و شرعي ...
ولكن هذه الأمور ليست هي مقصود الله من تكامل الانسان .. فهناك أمور خفية جداً لا يعلمها غير الله .. هذه الأمور الخفية التي لا يعلمها غير الله هي اساس التركيز الالهي .. لأن الرب ينظر اليها بدقة ...
الباحث : لم أفهم جيداً يا عم ...
المؤمن : مثلاً لو كان لديك شيئاً تريد ايصاله الى بيروت مثلاً .. و أنت محتار في كيفية ايصاله .. ثم جاءك صديق عزيز .. يروم السفر و السياحة .. و سألك قائلاً .. لا أدري هل أسافر الى بيروت أم الى القاهرة .. و أنت وبسرعة تجيبه .. لا السفر الى بيروت أجمل .. وكنت تقصد أن يوصل لك صديقك ذلك الشيء الى بيروت .. هذا أمر خفي جداً .. لا يعلمه الا الله .. هنا تأتي النظرة الإلهية الخفية .. لأن الله وحده فقط هو الذي يطلع على نيتك .. عندها سيهبط ايمانك بشدة ...
مثل هذه الأمور لا يعير لها الناس أي اهتمام .. ولكن وزنها ثقيل عند الله ...
الباحث : تقصد النوايا السرية التي لا يطلع عليها غير الله يا عم ؟!!
المؤمن : نعم يا بني .. إنها عند الله أهم من الصلاة والصيام وتقديم القرابين والذبائح ...
الباحث : نعم .. الآن فهمت يا عم ...
المؤمن : أمر آخر يا بني .. عندما يسهو الانسان في التفكير .. يسرح .. هذه الافكار التي تدور في رأسه الآن .. الله ينظر الى نوعية الأفكار في حالة التفكير والسرحان ...
العقل في حالة تفكير مستمر هنا وهناك .. و الناس لا يهتمون الى تلك الافكار .. و لكن التركيز الالهي على تلك الافكار ...
الباحث : لا يمكن يا عم .. الله لا يحاسب على الفكرة .. مجرد الفكرة .. إلا اذا مارسها الانسان في حياته ...
المؤمن : ممارسة الإنسان لأحداث حياته ملتصقة جداً بنوعية تلك الافكار .. تلك الأفكار الداخلية هي التي تحدد نوع سلوك الانسان .. لأنه أسير لها .. الله لا ينظر الى الأفعال الظاهرية .. لأنها ربما تكون نفاق .. ولكنه دائما ينظر الى المحتوى الداخلي .. الفكر الداخلي .. لأنه هو الاساس في ذات الانسان ...
الباحث : هذا صعب جداً يا عم .. فكيف لي أن اسيطر على فكري الداخلي ؟!!
المؤمن : لا يمكن السيطرة على الفكر الداخلي إلا بالبرمجة العقلية الإلهية .. البرمجة الصحيحة اذا مارسها الانسان و أدمن عليها سيكون الأمر أسهل ...
عليك أن تنتبه الى نوعية أفكارك الداخلية .. إنها أهم جداً من العبادات الظاهرية .. وعليها مدار طريق الايمان ...
الباحث : و الله يا عم الأمر صعب جدا ...
المؤمن : هذا هو الجهاد الحقيقي الأكبر .. الأكبر .. الأكبر .. كيف تسيطر على أفكارك الداخلية ...

نقلها لكم
محمد الحداد
25. 07. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا أرى نفعا مما تقول
مالك بارودي ( 2012 / 7 / 25 - 15:53 )
لا ارى أي نفع مما تدعيه في هذه الحكاية الطويلة.
إنك لا تبغي إلا قلب الحقائق لإظهار أن الإيمان هو اصواب، لكنك لن تقنع أحدا بحكايات الشيطان والآلهة ولو كرست جهدك في كتابة رواية خرافية مثل -سيد الخواتم- مثلا لكان أحسن
تحياتي إلى سيد الخرافات الدينية في شكل مسلسل مكسيكي من 700 حلقة...
http://www.ahewar.org/m.asp?i=5308


2 - معذرة
عادل الليثى ( 2012 / 7 / 25 - 19:02 )
لا أرى مقالاتك إلا .. نتيجة حائط .. تذكرنا بأن اليوم هو الأربعاء السادس والعشرون من مايو عام 2012 ... بل وتؤكد على ذلك


3 - الاخلاق
فيلسوف الشرق ( 2012 / 7 / 25 - 22:32 )

اعجب جدا كيف نصف تصفية الانسان لاخلاقه الداخليه ومحاسبة نواياه وتطهير نفسه من رذائل الاخلاق اعجب كيف يوصف ذلك بالتلفيق او الروايات الخرافيه ولكن قد يزول عجبي اذا شاهدت ما وصلنا اليه اليوم من انحطاط في الاخلاق وسؤ النيه .............انها الاخلاق ايها الاحبه فكيف نرفضها بهذه الصوره

اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah