الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقيدة الفاسدة , والطريق الى الحقيقة!

كريم محمد السيد

2012 / 7 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل فكرت يوما بما تعتقد؟ ومن اين ومتى ومن علمك عقيدتك؟
هل وجدت في عقيدتك ما يثير دهشتك واستغرابك من الاعتقاد به؟ وتجرات في التفكر به!
هل فكرت يوما بعقيدة اخرى او قرات عنها حتى؟
تعال معي عزيزي القارئ لبضعة دقائق لنتأمل في تلك الأسئلة واني اعلم انك متعطش للمعرفة فالإنسان يولد مجبورا على العقائد والبديهيات بفطرة الله التي فطر الناس عليها واحتماليه التأمل بصحة العقيدة من عدمها قرين باحتمالية تغيير ظروفه وتوجهاته الفكرية ,
آنذاك سيدخل صراع الذات في معركة طاحنه اما تنتصر عليه عقيدته ويبقى مراوحا مكانه الذي بدأ او ينتصر على العقيدة الفاسدة التي اكتشفها فينتقل من الحرب الداخلية الى الحرب الخارجية وهنا تتصارع العقيدة مع العقائد الاخرى بحرب الأسلحة الفكرية وما اكثرها بل وما ادومها؟!
ان اغلب الصراعات البشرية صراعات عقائدية فكريه بحته تدور بين الصالح والطالح والصحيح والفاسد منها فعندما تختمر العقائد الفاسدة في اذهان الواهمين يوجهون اياديهم لتغيير شكل التاريخ وعندئذ تروج تلك العقائد على انها الحقيقة الراسخة والصحيحة وهل ثمة اسخف من هذه الطبيعة البشرية؟!
يقول الفيلسوف الالماني نيتشه (الاعتقادات الراسخة هي عدو الحقيقة وهي اكثر خطرا من الاكاذيب )
ان العقل قاصر على ادراك الحقيقة التي لم يسمع بها ولم يستلهمها ويكتسبها من محيطة وبيئته الاجتماعية واذا ما قدمت امامه فسيواجه حواجز هائلة تقف بينه وبينها لا يمكن له ان يصدقها او يفكر بها حتى الا اذا استعد لها استعدادا شجاعا حياديا لا للرغائب والشهوات فيه نصيب والا سيكون كما عبر الله في القران المجيد (وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين),والكذبة الصغيرة ستكون حقيقة اذا ما تكررت وتكررت على المسامع وغطيت بشيء من العاطفة وخدمتها صدفة ليست بالحسبان!!
لذا ان القياس العقلي وحده لا يكون كافيا لترجيح عقيدة ما او فسادها واذا ما اتخذ هذا منهجا فويل لمن يقف في الجانب المقابل لمدعي تلك العقيدة , والتاريخ يشهد لفلاسفة وعلماء ومفكرين اعتقدوا اعتقادات وامنوا بها الا انهم لم يفقوا بإقناع البشرية بما يعتقدون , فنظرية الخير المطلق وتناسخ الارواح لأفلاطون وغيرها التي لم تصمد امام العقائد والافكار الاخرى , فالعقيدة روح التفكير والوسيلة الإنسانية للقرب من الحقيقة وللسمو بالذات فاذا ما اوهم اعتقاد الانسان اصبح منقادا لعقيدته التي تكون كفيله بان ترحل به الى احد الطريقين اما السعادة او البؤس الابديين , وما اكثر العقائد التي تستهين بالعقول وتجعلها مطاياها لبلوغ الغايات والمرامي الفاسدة فإبليس اعتقد انه افضل من ادم لانه خلق من نار وادم من طين وحين بصره الله بفساد فكره قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين و يا لتعس الانسان الذي رافقته هذه العقيدة الفاسدة الغاوية له في الحياة الى ان يعود لربه الى ميقات يوم معلوم وهذه عقيدة ربما لا يؤمن بها غيري!! لذلك انتبه لما تعتقد فلعلك واهم الطريق والوصول الى النهاية الابديه سيكون محتوما.
كريم محمد السيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خير امة
بلبل عبد النهد ( 2012 / 7 / 26 - 08:53 )
يعتقد المسلمون انهم خير امة اخرجت للناس واعتقادهم هذا اصابهم بالغرور وجعلهم يحتلون الصفوف الاولى بين الدول المتاخرة المسلم يرفض جملة وتفصيلا ان يناقش الدين في شقه النقدي فهو يؤمن به كما توارته وحتى ان طلبت منه ان يقرا كتابا ينتقد الدين فهو لا يجرؤ على ذالك مخافة على معتقده او يعتبر ذالك جريمة تستوجب العقاب


2 - تعليق
احمد السيد ( 2012 / 7 / 26 - 09:31 )
المسلمون يعتقدون انهم على حق
المسيحيون ايضا يعتقدون انهم على حق ايضا
واليهود كذالك الامر
ثم ان كل طائفه من كل دين تدعي انها على الطريق الصواب
فالمسلم السني يدعي ان الشيعه كفره وكذالك الشيعي وهكذا دواليه
ولو فكرنا مثلهم وحللنا نستنتج ان هناك اله واحد هذا يعني ان هناك طائفه واحده فقط من بين مئات الاديان والطوائف تسير على دين الله ودين الحق
فلماذا كل فرد متشبص في رائيه وفي دينه وفي طائفته؟
باعتقادي ان التربيه والبيئه التي عاشها الشخص تلعب دورا مهما
والسبب الثاني هو الخوف فمتى سيطر الخوف على الانسان يصبح الانسان اداة وتصبح افكاره محدوده وغير منطقيه
هذا بالاضافه اننا مسيرين غير مخيرين

اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا