الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج52

محمد الحداد

2012 / 7 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الباحث : نعم يا عم ثم ماذا ؟
المؤمن : اذا تأكدت من تطهير باطنك .. و سيطرت على خواطرك الذهنية .. عليك المواظبة على بعض الامور الهامة .. التأمل ...
ان العيش في زحمة الحياة المادية .. والانشغال في امور تدبير الجسد و المعيشة بصورة مستمرة .. يضعف من امكانية التعقل .. و أنت بحاجة شديدة الى التعقل .. لأن الطريق الى الله ليس طريق بدني .. بل طريق عقلي .. هنا لا بد لك من ترتيب خلوة و انعزال عن المجتمع لفترات محددة لغرض التأمل والتفكير ...
الباحث : هل من الممكن ان يكون التأمل بانعزال فكري فقط .. دون خلوة جسدية ؟
المؤمن : في البداية لا يمكن ذلك .. لابد من الخلوة الجسدية في مكان ما ...
الباحث : فرضاً يا عم تدبرت أمر الخلوة .. ولكني لا أعرف فيما أتأمل .. و بماذا أفكر ؟!!
المؤمن : في ذلك المكان الخالي تماماً من الناس وجميع الشواغل الجسدية والفكرية .. عليك تفريغ العقل من كافة الخواطر أولاً .. و هي مسألة صعبة في البداية .. و لكن حقيقة الجهاد تكمن بها .. تأكد من خلو الفكر من كافة الخواطر .. ثم حاول يسيراً الدخول الى أعماق نفسك .. وقراءة ذاتك من الداخل .. بالسيطرة على مجريات الافكار .. الانعزال و الخلوة تساعدك كثيرا في ذلك ...
الباحث : أمر صعب يا عم ...
المؤمن : صعب و أنت في وسط هذه الحياة المادية وهذا الضجيج اليومي .. لأنك لم تجرب ذلك .. تلك الخلوة التامة ستساعدك كثيراً ...
الباحث : نعم يا عم .. بماذا أتأمل ؟
المؤمن : حاول يسيراً .. يسيراً الدخول الى أعماق نفسك .. والتحدث الى ذاتك .. بالتركيز الذهني و البرمجة الإلهية يمكنك معرفة الكثير الكثير عن نفسك .. ستعرف عيوبها .. وستعرف أمراضك الخفية .. عندما تعود الى الحياة حاول و بسرية تامة اصلاحها و بدون رياء أو تصريح و اعلان عن ذلك .. استمر على هذا الحال مدة من الزمن في اكتشاف امراضك الدفينة واصلاحها بهدوء تام .. وبدون تصريح للناس عن ذلك .. أو اعلان حتى الى أقرب الناس اليك .. لأن ذلك مفسد تماماً ...
اتبع ذاتك وراقبها و اقرأها من الداخل وليس من الخارج .. الخلوة المستمرة و قراءة الذات في تأمل عميق وغوص في اعماق النفس ...
داوم على ذلك .. داوم عليه ...
تفحص نفسك بهدوء .. واصلح ما يظهر لك من أمراض داخلية .. واحداً .. واحداً ...
ستشعر في تحسن .. وتغيير كبير في حياتك .. ولكن الأهم أن يكون ذلك في سرية تامة .. بينك وبين الله .. دون رياء أو تصريح ...
استمر على ذلك .. ستجد في نفسك صفاء لم تعرفه من قبل .. و ستشعر بتحسن كبير .. و ستكتشف انسان جديد .. و سيتبعثر الظلام الفكري المهيمن على ذاتك .. و ستقترب من الضياء .. ستجد بصيصاً من النور .. يضيء لك مجريات الأفكار عندها عليك أن تتحول الى مرحلة التأمل الاخرى ...
الباحث : ما هي مرحلة التأمل الأخرى ؟!!
المؤمن : التأمل في أحداث الحياة .. و استكشاف الدروس والعبر ...
الباحث : ماذا تقصد يا عم ؟
المؤمن : كل حادث يحدث يحمل درس .. كلمة الهية موجهة للإنسان .. عليك أن تترك جوانب الحادث المادية .. وتركز عقلك في الكلمة .. انها محاكاة فكرية صرفة .. فعليك أن تفهم الكلمة ...
المؤمن : لم أفهم يا عم !
المؤمن : مثلاً عندما تعزل عن منصب اداري مهم و يأتي شخص آخر مكانك .. بماذا ستفكر ؟
طبعا سيتجه التفكير الى أن ذلك الشخص ربما عمل لك مكيدة .. أو قام بتشويه سمعتك .. أو عمل أعمال أخرى لكي يحتل مكانك ...
كل هذه الأفكار بعيدة عن فهم الكلمة .. عليك أن تبحث عن فهم الكلمة الالهية في هذا الحدث .. فالذنب ليس ذنب الشخص الذي صار في مكانك .. بل ذنبك أنت .. لأن الله ينزع الملك ممن يشاء .. ويهبه لمن يشاء .. فلابد أن يكون الخلل في نفسك .. أو لعل الرب أراد أن يجنبك المناصب الدنيوية .. لأنها مفسدة لك .. أو قد تكون أمور أخرى ...
هنا يأتي التأمل .. التفكر .. في خلوة جسدية ...
ابتعد عن الضوضاء .. وتعمق في ذاتك .. مع منع الخواطر ...
فبالتأمل الدقيق ستكتشف الكلمة الالهية في هذا الحدث .. فلا يوجد حدث في الحياة .. لا يحمل كلمة الهية .. ولكن الانشغال في تدبير المعيشة .. والانصراف الى الدنيا .. يضيع عليك فرصة فهم الكلمة الالهية ...
لا يوجد انسان عادي يستطيع أن يفسر لك الكلمة في أي حدث .. وحده التفكر و التأمل و التركيز الذهني مع البرمجة الصحيحة و الخلوة الجسدية يمكن أن تفهم الكلمة في أي حدث .. لأنك أنت وحدك يمكن أن تفهم الكلمة .. لأنها موجهة اليك أنت وحدك .. و أنت المعني بها ...
فكثير من الناس يفهمون أحداث الحياة ضمن اسبابها الطبيعية .. و يعللونها تعليلات مادية .. فيبتعدون عن فهم الخطاب الالهي في الكلمة الحدث ...
انه باب واسع من ابواب التأمل والتفكر يا بني .. بكثرة الممارسة و ادمان التأمل ستفهم بسرعة الكلمة الالهية في كل حدث .. وسترى العجب .. وستعرف أسرار كثيرة عن هذه الحياة .. سترى عالم آخر .. عالم فكري خالص .. انها المرحلة الاولى من مراحل التعقل البشري .. عندها ستنفتح لك ابواب العقل المغلقة .. وستتدرج في اكتساب العقل الحقيقي .. لأن التفكر و التأمل ليس اشارة فقط الى طريق الايمان .. بل انه الطريق بعينه ...
الباحث: التفكر هو عين طريق الايمان يا عم ؟
المؤمن : نعم .. نعم .. نعم يا بني .. قلت لك سابقاً أن الطريق الى الايمان طريق عقلي وليس جسدي .. ولا يمكن أن يسير الانسان نحو الايمان بدون تفكر و تأمل ...
ان الذين يتصورون أو يتوهمون أن الطريق الى الله بالجسد مخطئون تماماً .. وقد ضيعوا أعمارهم هباء ...
الباحث : أفي كل حدث كلمة الهية .. في كل حدث ؟!!
المؤمن : نعم في كل حدث كلمة .. حتى الأحداث الصغيرة التي تمر بسرعة في حياتك ...
في اقل حركة كلمة الهية ...
اذا اردت أن تفهمها ...
اكتسبت عقل جديد ...
وبدون العقل ...
لا ايمان .. يا بني ...

نقلها لكم
محمد الحداد
26. 07. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ فيلسوف الشرق
مصطفى ( 2012 / 7 / 26 - 15:15 )

الاخ فيلسوف الشرق يقول فى تعليق سابق

((لو كان الدليل المطلوب مادي حسي تجريبي يسلم به كل البشر لامن كل الناس منذ الاف السنين ولكن هذه الامور الغيبيه من عالم علوي لايخضع للتجربه والمختبر على الانسان ان يسمو بنفسه الى ذلك العالم العلوي ليراها بنفسه اما ان يبقى في هذا العالم السفلي المادي ويريد ان يدرك الحقائق المجرده فشيء مستحيل الطريق الوحيد هو السير على طريق الايمان الصحيح ثم يكتشف الانسان كل تلك الحقائق بنفسه وهذا ما عمله الانبياء اوصلوا المؤمنين الى كمالاتهم الروحيه فعرفوا ما عرفه الانبياء ولا سبيل غيلا))


2 - تعليق
مصطفى ( 2012 / 7 / 26 - 15:16 )
اخى العزيز كلامك جميل
ولكنه بتحليله نكتشف تناقض غير مبرر وغير مفهوم
فى هذا التعليق تقول ان الدليل المطلوب لو كان مادى حسى لامن كل الناس منذ الاف السنين وهذا كلام جيد ومعقول لان المفترض ان الادلة المادية لا تناقش ولا جدال فيها..

ولكن..فى التعليق السابق لك تقول ان اقوام الانبياء السابقون شاهدوا المعجزات ولم يؤمن احد وهذا كلام العم المؤمن فى القصة..المسيح فعل كذا وكذا ولم يؤمنوا..
والانبياء الاخرون فعلوا الكثير من المعجزات ولم يؤمنوا..
ماذا يسمى هذا يا اخى؟؟
والان نحن امام رايين متناقضين..
اولا..اذا كانت المعجزات والادلة المادية ليست هى المطلوبة ولا فائدة منها فلماذا فعلها الانبياء السابقون اصلا؟؟
ولماذا يراها قوم ولا يراها اخرون؟
هل هو تفضيل مثلا؟
حسب الاديان فان الناس الذين عاصروا الانبياء شاهدو المعجزات باعينهم..

فما ذنب الاجيال الاخرى؟


3 - يتبع
مصطفى ( 2012 / 7 / 26 - 15:17 )
ثانيا اذا كانت الادلة المادية مفيدة فعلا ولو كانت لامن كل الناس منذ الاف السنين..
فلماذا لا يظهر الله هذه الادلة؟
لماذا مثلا لا يظهر المؤمن الحق هذه الادلة؟
....
السؤال الجوهرى هو ما الطريق لرؤية الحقيقة؟
هل هو العقل؟الادلة المادية؟
الحقائق التى يعرفها البشر يا عزيزى لا يوجد عليها سوى الادلة المادية
ما هو الطريق؟
هل هو العاطفة؟
العم المؤمن يتحدث بمنطق عاطفى...لقد مضت اجزاء كثيرة من القصة وهو يتحدث مخاطبا العاطفة لا العقل ثم فى هذه الاجزاء الاخيرة تحول قليلا الى استخدامما يسمى بالبرمجة..
ما فائدة ان يبرمج الانسان نفسه على الايمان؟
العم المؤمن يقول للباحث تحرر من كل افكارك واعتقاداتك ثم يرسم له طريقا اخر لا يقل تحكما وسيطرة عن الاديان والمعتقدات فهو طريق البرمجة ..


4 - تعليق
مصطفى ( 2012 / 7 / 26 - 15:18 )
انسان يبرمج نفسه على الايمان..
يمكنننى ان ابرمج نفسى على الايمان..يمكننى ان ابرمج نفسى على اى شئ يا عزيزى المسألة لا تتطلب سوى بعض التدريبات الذهنية ..
وهل هل ساصل الى الحقيقة؟
الاجابة هى لا
لان هذا يعنى انسان يوهم نفسه بوجود حقيقة غير موجودة بل ويمعن فى ايهام نفسه حتى يرى الوهم حقيقة..وهذا لا يختلف ابدا عن منطق الاديان


5 - اخيرا
مصطفى ( 2012 / 7 / 26 - 15:23 )
اعتذر للجميع على التعليقات التى وضعت فى غير مكانها حيث نها تعليقات على رد سابق للاخ فيلسوف الشرق ولكنها حول الموضوع نفسه..قصة الباحث ولكنى تعمدت وضعها هنا حتى يراها الاخ فيلسوف الشرق قبل اضافة الجزء اللاحق...

اتمنى تقبل النقد بصدر رحب وان كنت لا ارى فائدة فعلا من النقد هنا لانى اعتقد مثلما قال الاخ المحترم محمد الحداد اننا سنبقى ندور حول الكلمات ولن نصل الى الحقيقة لاننا لن نصل الى دليل حقيقى..

تحياتى ..


6 - جواب
فيلسوف الشرق ( 2012 / 7 / 26 - 22:46 )
الادله الماديه الحسيه لاتوصل الانسان الى الايمان ابدا لقد اخبر الانبياء الناس ان الوصول الى الايمان لا بد وان يكون عن طريق السير في برنامج اخلاقي ولكن الطريق الذي وصفه الانبياء الى الناس شاق على النفس ويتكاسل معضم الناس من السير فيه فكان لابد من عمل المعجز المادي المحسوس لكي يصدق الناس الانبياء ويثقوا بهم ثم يسروا على طريق المنهج الايماني


7 - اكمل جواب
فيلسوف الشرق ( 2012 / 7 / 26 - 22:59 )
ليس الديل المادي المحسوس(المعجز)هو الذي يوصل الانسان الى الايمان بل تطبيق المنهج الاخلاقي .............بعض الناس شق وصعب عليهم تطبيق المنهج الاخلاقي فانكروا الدليل المادي من راس وقالوا هو سحر وجنون .............فالفائده من المعجز المادي هو الثقه بالانياء للسير على طريق المنهج الاخلاقي وهو مفيد جدا للناس المستعدين الى تطبيق المنهج الاخلاقي ولذلك


8 - اكمل جواب
فيلسوف الشرق ( 2012 / 7 / 26 - 23:03 )
ثق يا اخي لو ان الله اقام كل الادله الماديه المحسوسه فلن تزود تلك الادله الانسان بالايمان الطريق الوحيد للحصول على اليقين هو تطبيق المنهج الاخلاقي ومجاهدة النفس والتغلب على الشهوات وفعل الخير وهذا ما يقدمه العم المؤمن


9 - اكمل جواب
فيلسوف الشرق ( 2012 / 7 / 26 - 23:12 )
اما مسئلة ان شاهد القوم السابقون للمعجز لم يشاهده الناس الان فهي مسائل تاريخيه تواتر بنقلها ملايين البشر فانت تصدق بان قريش كانت قبيله عربيه وان فرعون حكم مصر وغيرها من المسائل التاريخيه المتواتره ولا تصدق بمسئله تاريخيه اخرى مثل شق البحر لموسى وغرق فرعون التي تواتر على روايتها مليارات البشر لماذا وكلها مسائل تاريخيه لماذا نصدق المسائل التاريخيه السياسيه مثلا ولانصدق المسائل التاريخيه الايمانيه


10 - اكمل جواب
فيلسوف الشرق ( 2012 / 7 / 26 - 23:18 )
اما مسئلة ان يبرمج الانسان عقله على مسئله وهميه فهي وهميه لانها لن توصل الا الى وهم وسراب اما البرمجه على المسائل الايمانيه فهي تختلف لانها توصل الانسان في النهايه الى ىنتائج حقيقيه ماديه ملموسه مثل ما شاهده العم المؤمن والذي لا يمكن اثباته الا بالسير على طريق المنهج الاخلاقي العقلي ثم في النهايه سترى بنفسك كل تلك النتائج الماديه الملموسه ولا يوجد طريق اخر


11 - اكمل جواب
فيلسوف الشرق ( 2012 / 7 / 26 - 23:27 )
تزكية النفس وعمل الخير وتنضيف الباطن من قاذورات الاخلاق وتصفية النيه الداخليه وفق منهج ايماني اخلاقي صحيح توصل الانسان الى اليقين وعندها سيشاهد بنفسه كل نلك الحقائق التي يعتبرها الان هراء معضم الناس لا يريد ان يسير وفق منهج اخلاقي صحيح ومع ذلك يطالب بديل مادي ملموس وانا اقول ما فائدة الدليل المادي ...............سيقول كما قال السابقون سحر وشعوذه وخداع وربما يقولون هو استعمال لعلم الباراسايكولوجيونوع من الايهام ..............لن تنفع كل الادله الماديه المحسوسه بدون السير على المنهج الاخلاقي الايماني

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah