الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطقوس والرموز

نورالدين لشكر
باحث

(Noureddine Lachgar)

2012 / 7 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لأن موضوع الإسم ينتمي الى حقل رمزي بامتياز كان لابد من تحديد هذا المفهوم أيضا:
فلغة كتب بن منظور في اللسان أن الرمز: تصويت خفي باللسان كالهمس ويكون تحريك الشفتين بكلام غير مفهوم باللفظ من غير إبانة بالصوت"17
وفي التنزيل العزيز في قصة زكرياء عليه السلام "ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا" آل عمران:41 . ورجل رميز الرأي ورزينه أي جيد الرأي أصيله.
أما أنتربولوجيا وسوسيولوجيا فيتحدد الرمز "كأس للتفاعلات الإجتماعية للأفراد والجماعات، بل إن تاريخ الإنسان وفي مختلف المجتمعات هو تاريخ رموزه وإشاراته ومعانيه"18.
ويرى (ليفي ستراوس1908/2009 Claude Lévi-Strauss) " أن المجتمع يعبر عن حركيته بصورة رمزية أكثر منها مادية، وذلك عن طريق العادات والطقوس والمؤسسات"19. أما (هيجل Friedrich Hegel (1770 –1831) فيرى أن الرمز" ليس مجرد علامة اعتباطية ولا يستعمل كيفما اتفق بل هو علامة تتضمن في خارجيتها بالذات مضمون التمثل الذي تظهره"19.
إن مايقصد به رمزا في هذه الدراسة هو الأسماء الشخصية التي تسم المواليد "تولد معهم وتبقى من بعدهم"20.
ولم يتم العثور في معاجم اللغة العربية على أثر لكلمة طقس ومرجع ذلك إلى أنها كلمة "حديثة" مقارنة من تاريخية المعاجم اللغوية. واعتمادا على المعاجم الأنتربولوجية والسوسيولوجية " فالطقس هو ذلك النظام والترتيب، وعند النصارى هو نظام الخدمة الدينية أو شعائرها واحتفالاتها"21.
وحسب العديد من الدراسات فإن الطقس يتسم بالمفارقة أكثر من التعبير لكونه يهدف الى تأدية مهمة وإعطاء نتيجة بممارسة تجذب العقول وجعلها تؤمن به قبل أن تفكر في معناه، "وليس هناك من مجال للإضاءة على شدة تعقيدات الطقوس إلا بمحاولة العودة إلى المبادئ التي قامت عليها"22.
فالطقوس مجموعة حركات سلوكية يتفق عليها أبناء المجتمع وهي أنواع وأشكال تتناسب والغاية التي دفعت الفاعل الجماعي أو الجماعة إلى القيام بها.
ويعتبر وليم برتسن أن الطقوس هي أشياء تعبر عن آراء يمكن تمريرها من شخص لآخر ومن عصر لآخر دون إحداث أي تغيير فيها، وحسب "راد كليف بروان (1881-1955)" فهي" حدث رمزي يعبر عن قيم اجتماعية مهمة"23.
لكن "فان جينيب24 (1873/1957 Van Gennep)كان أول من نحت كلمة "طقوس المرور" واعتبر أن الولادة هي المناسبة الأولى لطقوس المرور تليها مراحل أخرى وتنتهي بتلك الخاصة بلحظة الوفاة، "تقوم على منح الميت صفات جديدة تتيح أو لاتتيح إقامة علاقات مستقبلية مع الأحياء"25. وتساعد طقوس المرور في تعريف الناس بوظائفهم الجديدة في الحياة وتقبلهم لها.
وبالرغم من أن البحث يتعلق بآليات إنتاج الإسم الشخصي والتحولات التي تعرفها الأسرة والمجتمع ككل من هذا الوجه فقد كان لزاما علينا التعريج على محطة أساسية من محطات "التسمية" وهي يوم إعلان الإسم وما يصحبه من عملية "تطقيسية" لهذا التعبير الثقافي، لكننا نعلن والتزاما بالحدود المنهجية التي وضعت سلفا أن الموضوع ليس هو"العقيقة" أو "السبوع" كما يصطلح عليه في العرف المغربي، فهذا موضوع آخر ومبحث آخر. لكن نقطة الالتقاء هنا أو التقاطع هو كيف يتم إعلان الاسم؟ ومتى؟ ومن يشرف على ذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات